غيديون سامت - هآرتس


لم يكن الرئيس الإسرائيلي موشي كاستاف غير قادر على حضور حفل أداء القسم لرئيس المحكمة العليا الجديد أمس الأول.. إذ لم يكن مرتاحاً لهذا الحفل على الإطلاق. وكان يريد أن يكون laquo;الغائب الحاضرraquo;.. يا لها من قصة محرجة بالنسبة للرئيس كاستاف! ولكن يمكن مقارنة هذه القصة المحزنة بالعجز الحقيقي للآونة الأخيرة؟
وتوضح مراجعة مقتضبة للأشهر الستة الماضية أنه منذ انتخابات مارس الماضي، فإنه جرى التعامل مع جميع القضايا تقريباً في نطاق عجز شامل.. ففي تلك الفترة تولى حزب عاجز مقاليد الحكم بدون مؤسسات ولا انتخابات داخلية في الحزب وبمجموعة متنافرة وعجيبة من المرشحين وتحت زعيم لا يحكم بصورة لائقة ومناسبة.
وأدار هذا الزعيم -ايهود أولمرت- الحرب مع حزب الله بصورة سيئة للغاية، وحتى قبل أن تقلب الحرب كل شيء في إسرائيل رأساً على لا تقتصر موجة العجز على الزعماء السياسيين
بل تشمل المخابرات العسكرية والموساد والجيش

عقب، كان هو وحكومته عاجزين عن إدارة الميزانية.
وبعد ذلك، كان رئيس الوزراء عاجزاً تماماً عن اتخاذ قرار حول اجراء التحقيق عن الحرب، هل كان غير قادر على رؤية كيف كانت محاولاته واضحة لحماية نفسه بسلسلة من اللجان السخيفة؟ ولم تعد تبريراته تقنع أي ناخب إسرائيلي وذلك لهروبه من اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أعقاب الانتخابات الفلسطينية التي أوصلت حركة حماس إلى الحكم.
ويبدو أن نائبه شاؤول موفاز غير قادر هو الآخر على انجاز أي شيء! وليس له رأي أو قرار ثابت فهو مع قرار لجنة التحقيق المستقلة حول الحرب في يوم، ثم يغيّر رأيه في اليوم التالي.. فقد كان عضواً في حزب الليكود قبل الانتخابات، ثم انشق عنه وانضم إلى حزب كاديما التابع لأولمرت! وتعد قصة موفاز منذ دخوله الميدان السياسي عبارة عن العجز المستمر! وليس خلفه في وزارة الدفاع عمير بيريتز أفضل حالاً منه.
أما وزير العدل السابق حاييم رامون الذي أجبر على الاستقالة مؤخراً بسبب فضيحة جنسية، فقد عجز عن السيطرة على هواياته في مطاردة الفتيات في كل مكان.. وبالنسبة لعضو الكنيست المتطرف اليميني الديني، إيفي ايتمان، فإنه عاجز عن كل شيء ما عدا المطالبة بطرد الفلسطينيين من وطنهم وعرب 48 من إسرائيل، بكل بساطة.
ولا تقتصر موجة العجز على الزعماء السياسيين، بل تشمل أيضاً المخابرات العسكرية والموساد والجيش. وستتفاقم وتتزايد عمليات العجز نظراً للطريقة الخطيرة التي يعتزم بها أولمرت التحدث مع الفلسطينيين.. فهو قادر على الأقل أن يفهم بأن غطرسته واستمرار تجويع الفلسطينيين بالحصار وعمليات القتل وتجاهل الحكومة الفلسطينية بصورة ديمقراطية ستؤدي إلى نتائج عكسية وانفجار الأوضاع.