رام الله، القدس المحتلة: عبدالرؤوف أرناؤوط


قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ quot;الوطنquot; إنه مع التدهور غير المسبوق في الأوضاع في قطاع غزة قام عدد محدود من المسؤولين السابقين سواء في الأمن أو الحكومات السابقة في القطاع فضلا عن مسؤول أمني حالي بنقل عائلاتهم إلى مصر أو إلى الضفة الغربية، حيث علم أن عددا منهم يبحثون عن شقق في مدينة رام الله.
وتوقعت المصادر أن يبادر ذوو العلاقة أنفسهم بهذا الأمر إلى نفيه على الرغم من أنه حقيقة وأن الأمر أصبح مثار حديث بين كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية وعما إذا كان هذا النقل السريع للعائلات مؤشرا على اقتراب تفجر الأوضاع في غزة أم خشية من عمليات انتقامية من نشطاء حماس.

ولاحظت المصادر أن عمليات النقل عادة ما تغلف بما يسمى الزيارات الخارجية إلا أنها على ما يبدو زيارات خارجية طويلة، مشيرة إلى أن الحديث يدور عن شخصيات كان تاريخها حافلا بالصدام مع حماس.

وفي تأكيد على تطور الأوضاع إلى حد غير مسبوق في قطاع غزة تعهدت حركتا فتح وحماس بتصفية نشطاء الآخر بعد أن حمل كل تنظيم التنظيم الآخر المسؤولية عن قتل نشطاء أو مسؤولين في أجهزة أمنية وسط تصاعد في لهجة حماس التي قالت إن ثمة مخططات كبيرة لإسقاط حكومتها.

فبعد أيام من تحميل فتح في جنين حركة حماس المسؤولية عن قتل مسؤول العلاقات الخارجية في المخابرات العامة المركزية وتهديدها بأن كل من يثبت تورطه بقتل ناشط أو مسؤول في فتح فإنه سيتم قتله، خرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، ببيان عنونته بالعبارة التالية quot;إلى دعاة الفتنة، صمتُنا لن يدومquot;.

وقالت فيه quot;إن محافظة كتائب القسام على هدوئها وصمتها حتى الآن في مواجهة الانقلاب الخطير ومظاهر التمرد الذي يقوده البعض في وجه الحكومة المنتخبة، تأتي انسجاماً مع مقتضيات الوحدة الوطنية، ورغبة في تفويت الفرصة على كافة محاولات إشعال فتيل الفتنة داخل المجتمع الفلسطيني، إلا أننا في الوقت ذاته نؤكد أن صمتنا لن يستمر طويلاً على هذه الممارسات الخطيرة والمؤامرات الدنيئة، وأننا قد نضطر للخروج لوضع حد لكل المتطاولين ودعاة الفتنة والاقتتال والعابثين بوحدة ودماء ومصير شعبنا الفلسطينيquot;.

وأشارت إلى quot;أن تصدُّر مجموعة من قادة الأجهزة الأمنية والذين تطفح سيرتهم وملفاتهم بالفساد وخدمة أجندة ومخططات الاحتلال، لممارسة حرب قذرة ومكشوفة ضد حماس وحكومتها يؤكد أن أصابع الصهاينة بدأت تتحرك في ثنايا الواقع الفلسطيني لصالح مخططات مشبوهة وأدوار خبيثة وممارسات سوداء نقسم ألا تمر مطلقاً مرور الكرام، وأن نتصدى لها بكل ما أوتينا من قوة وإيمان وعزم وإرادة وتصميمquot;.

وأضافتquot; إن المحاولات المحمومة التي ما زالت بعض الجهات داخل حركة فتح والأجهزة الأمنية تمارسها بحق حماس وحكومتها، تشويهاً وإساءة وتحريضاً، وخاصة فيما يتعلق بجريمة اغتيال العقيد جاد تايه ومرافقيه ـ التي لقيت إدانة شديدة من قبل الحركة ـ يجب أن تتوقف فوراً، لأنها تتستر على المجرمين الحقيقيين، وتنفث سموم الحقد والكراهية والبغضاء بحق الحركة وأبنائها الأطهار، في الوقت الذي تدرك فيه جيداً هوية الفاعلين، وتتعامى عن هذه الحقيقة بغية توظيف القضية برمّتها لجني أهداف سياسية وإعلامية بالغة القذارة والسوء، مما يدفعنا للتأكيد على أننا لن نسمح مطلقاً بعد اليوم بتوجيه أي اتهام ظالم بحق الحركة وأبنائها ورموزها والتطاول عليهاquot;.