غزة - محمد أبو خضير ، زكي أبو الحلاوة


عشية تأجيل وصول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى قطاع غزة، صرح وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار بان laquo;الحكومة وحركة حماس لن تعترف باسرائيل حتى لو تم اسقاط الحكومةraquo;.
وقال الزهار لـ laquo;الرأي العامraquo; في مكتبه المتواضع في قلب قطاع غزة :laquo;خياراتنا اليوم عربية اسلامية والدول العربية والاسلامية لا تشارك في الحصار وتدفع مخصصاتها وفي مقدمها الكويت الشقيقةraquo;. وفي ما يلي نص اللقاء :
bull; ما هو الموقف من حكومة الوحدة الوطنية وماذا ستقولون لعباس؟
- نفضل استخدام كلمة حكومة وفاق وطني ومن اجل ان يتحقق مفهوم الوحدة الوطنية لابد من ان يكون هناك جملة من العوامل وفي مقدمها وحدة الأهداف والوسائل. نحن نسمعه في التصريحات الرسمية انه لا يوجد وحدة أهداف استراتيجية على الأقل ولا يوجد وحدة وسائل، فهناك من يعتقد ان المفاوضات هي الخيار والوسيلة الوحيدة ومدخلها هو الاعتراف باسرائيل باختصار. وعندما يتحدثون عن الشرعية الدولية وعن المبادرة العربية وعن احترام الاتفاقيات السابقة وعن منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد باختصار هم يتحدثون عن الاعتراف باسرائيل.
قالوها بوضوح وصراحة ثم لغوها ثم بدأوا يصرحون بها بأسماء ومعان مختلفة، يريدون ان تعترف laquo;حماسraquo; باسرائيل، والسؤال الذي نطرحه عليهم دائماً، ماذا حقق الذين اعترفوا باسرائيل؟ منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح اعترفت باسرائيل ماذا حصلت؟ على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية كانت النتيجة طريقا مسدودا واستمرار الاستيطان والاحتلال والتوسع وبناء الجدار وغيرها من النكبات لأبناء شعبنا وأمتنا.
bull; كيف تقيمون الحوار واللقاءات مع عباس (أبو مازن) وهل لمستم جدية في تشكيل حكومة وحدة وطنية؟
- هذه الاشكالية ليست جديدة، وواجهناها فور ظهور نتائج الانتخابات عندما دعونا laquo;فتحraquo; الى المفاوضات لتشكيل الحكومة قبل تأسيسها. وكانت هذه شروطهم وبالتالي اعترف ان هناك صعوبات في الاتفاق على هذه القضايا. ووثيقة الوفاق الوطني مثلت مرحلة مهمة في الحدود الدنيا للاتفاق ولكن كما أرى انه وقع انقلاب عليها حيث في البداية كانوا يقولون نريد وثيقة الأسرى والا نجري استفتاء، فوصلنا الى وثيقة الوفاق وبعد شهرين من العمل عليها أصبحوا يريدون ان يلقوا الضوء على ثلاث قضايا منها وهي شروط اللجنة الرباعية الدولية.
bull; هل وثيقة الوفاق الوطني التي تتحدثون عنها ترفع الحصار وتخفف من الأزمة المالية التي تعيشها السلطة والشعب الفلسطيني؟
- نتمنى ذلك وهذا ما توافقنا عليه. نحن مع حكومة وفاق وطني على برنامج محدد مرحلي يحقق الأهداف. وهنا لابد من أن نكون واضحين، هل مطلوب منا في laquo;حماسraquo; ان نعترف باسرائيل؟ هل من قبلنا من الذين اعترفوا باسرائيل حققوا هذه الأهداف؟ انهوا الاحتلال، رفعوا الحصار، أوقفوا الاستيطان، أعادوا القدس واللاجئين والنازحين؟!.
عندما تم اقرار المبادرة العربية في بيروت قطعوا خطاب الرئيس الراحل ياسر عرفات ومنعوه من اكمال خطابه للقمة وبعد ذلك وافق عرفات على هذه المبادرة، لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون فوراً قال ان هذه المبادرة لا تساوي الحبر الذي كتبت به. والسؤال المطروح: هل أوروبا توافق على هذه المبادرة لفك الحصار أم تصر على شروط اللجنة الرباعية الدولية؟ اذا عن ماذا يتحدثون والى اين يريدوننا ان نصل؟.
لابد من التأكيد ان الأمور مختلطة على الكثير من الناس حتى وصلت الأمور الى حد الاسفاف في تصوير الجوع حتى يخرج أحد كبار مسؤولي السلطة السابقين ليقول انه باع محتويات منزله ولم يبق ما يبيعه بسبب عدم صرف الرواتب . نحن ندرك معاناة شعبنا ونتابعها ونسهر ليل نهار على فك العزلة والحصار ويؤلمنا ما نراه ونسمعه ولكن لم يصل الأمر الى ذلك الطرح المبتذل والاسفاف الواضح.
bull; هل صحيح ان دولا عربية تشارك الدول الأوروبية والأميركية في الحصار المفروض على الحكومة الفلسطينية؟.
- أولاً لابد من التوضيح ان الدول العربية لا تحاصرنا وهي تدفع مخصصاتها وفي مقدمها الكويت الشقيقة حتى نكون واضحين. كما ان الدول العربية في مجملها تلتقي ممثلي الحكومة الفلسطينية المنتخبة. أما الحصار فهو أميركي واسرائيلي في الدرجة الأولى وأوروبا بالتبعية لأسباب غير معروفة وهي لا مصلحة لها. الا الخوف من الهيمنة الأميركية والاسرائيلية. الحصار ليس عربياً واسلامياً كما يتصور البعض.
bull; ما المخرج من هذه المحنة والأزمة الفلسطينية الخانقة منذ وصولكم الى السلطة؟
- هناك مخارج وحلول عدة للأزمة الراهنة بينها المعبر (معبر رفح) على الحدود المصرية- الفلسطينية واتفاقية المعبر لانه لو كان هذا المعبر مفتوحاً لتمكنا من ادخال الأموال الى فلسطين وكذلك الكثير من الاستثمارات. هذا المعبر يمكن أن يفتح أفاقاً واسعة من الاستثمار وعدم الاعتماد على اسرائيل في الاستيراد والتصدير ويفتح أسواقاً جديدة للمنتجات الفلسطينية ويفتح لنا باب العمالة في الخارج بعدما أغلقت اسرائيل سوق العمل وأغلقت المعبر.
ثانياً، تشكيل حكومة وفاق وطني على برنامج محدد لا يضيع الثوابت ولكن يفتح الآفاق على وحدة الصف الداخلي التي هي مهمة على مستوى العالمين العربي والاسلامي وتعمل على تفكيك الموقف الأوروبي على مدى اشهر ولكنها لن ترضي اسرائيل وأميركا.
bull; ألا تعتقد انه من الصعب تغيير اتفاقية المعابر من دون موافقة اسرائيل والولايات المتحدة؟.
- هذا غير صحيح وفي الاتفاقية التي تم توقيعها يحق لكل طرف اعادة تقييم الاتفاقية بعد مضي عام عليها أي اننا في نوفمبر المقبل ستكون الأمور في أيدينا ومن حقنا ان نقول كلمتنا وتقييمنا لهذه الاتفاقية ونطالب بتغييرها.
ولا اكشف سراً هنا اننا في الحكومة الفلسطينية اعددنا تقريراً عن هذه المعابر سننشره في غضون اليومين المقبلين لنضع المواطنين في صورة ما جرى من التزامات الأطراف المتعددة وبعد ذلك سنعرضه على المجلس التشريعي ونقول كلمتنا .
bull; هل لديكم في حركة laquo;حماسraquo; الاستعداد للاعتراف باسرائيل؟ وهل يمكن ان يتم ذلك بضمانات عربية ودولية؟
- لا لا يوجد أي استعداد، وغير وارد، وحسب استطلاعات مراكز ودور أبحاث من بينها مركز الشقاقي الذي نشرت قبل أيام 66 في المئة من الشعب الفلسطيني حسب الاستطلاعات وهو رقم متواضع حسب علمنا واطلاعنا، فالغالبية في الشعب الفلسطيني يرفضون الاعتراف بالكيان الاسرائيلي وبشرعية الاحتلال.
bull; ماذا بخصوص الاضراب العام وقضية الرواتب التي دخلت شهرها السابع؟.
- قضية الرواتب قضية مبالغ بها ومفتعلة، وعلى سبيل المثال تسلمنا الحكومة وكانت هناك ديون بأكثر من 1 مليار دولار. وفي اخر سبعة اشهر من حكومة التكنوقراط بقيادة احمد قريع (أبو العلاء) كانت تستدين من البنوك لدفع الرواتب بفائدة شهرية عالية بلغت 5 ملايين دولار .
كما ان مارس الماضي ليس مطلوبا من الحكومة الحالية وهناك تضخم كبير في الكادر غير المنتج في السلطة اذ بلغ عدد العاملين 78 آلف موظف حتى على مستوى تنظيم حركة المرور لا يوجد نتيجة وانتاج حقيقي . كما ان هناك مصاريف خارجية مدرجة تحت بند الساحات لابد من تغطيتها من الخارج من نشاط وأموال المنظمة لذلك عندما تنظر الى الميزانية المخصصة للموظفين من ديوان الموظفين تبلغ نحو 21 مليون دولار في الشهر من اصل 120 مليون دولار تقريباً يضاف اليها الأمن والساحات الخارجية وغيرها من المصاريف.
bull; قمت شخصياًً بجولة في العالمين العربي والاسلامي مثل ايران وباكستان وماليزيا واندونيسيا، هل لمستم ان هذه الدول على استعداد لدعم السلطة بحيث تستغني عن الدعم الأميركي والأوروبي؟.
- هذا مؤكد والدليل على ذلك ان بعض الحكومات العربية قبل تشكيل هذه الحكومة لم تدفع للسلطة الفلسطينية قرشا واحدا، وهنا لا أريد ان اذكر أسماء تلك الدول ومع وصولنا الى الحكومة استلمنا من دولتين فقط 100 مليون دولار .
ثانياً، ان الدعم على المستوى الشعبي مهم وفي غاية الأهمية وهو ظاهر في اندونيسيا وماليزيا وبعض الدول العربية مثل مصر واليمن وغيرهما، وهذا لم يكن متوافرا بسبب عدم قدرة قيادة السلطة السابقة اقناع الشارع العربي والاسلامي ان هذه الأموال ستذهب الى أصحابها الحقيقيين بعد الحديث عن الفساد وان السلطة مشروع اداري فاسد وغيرها من المقولات.
ثالثاً، البعد الاسلامي للقضية الفلسطينية على مستوى الحكومات اندونيسيا وماليزيا وبروناي وباكستان وايران مثلاً وهذه دول اسلامية لم تدخل في حسابات السلطة الفلسطينية من قبل اذ كان تركيز السلطة الفلسطينية في السابق نحو الغرب أميركا وأوروبا، لذلك عندما وجهنا وجوهنا نحو الشرق وهو عمقنا الحقيقي والطبيعي أي العمق العربي والاسلامي وجدنا كل الدعم والترحيب كما ان ماليزيا مثلاً عندما توجهت نحو الشرق اقتصادياً صمدت في وجه الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت كل أسيا.
نحن خياراتنا اليوم عربية اسلامية ولمن يريد من الأوروبيين دعم الشعب الفلسطيني من دون ان يحسب الحسابات الأميركية والاسرائيلية نرحب به . كما ان المستعرض لحجم المساعدات الأميركية للشعب الفلسطيني يجدها قليلة بالقياس الى حجمها وتأثيرها ولا تشكل أكثر من 18في المئة من مجموع ما قدمته الدول المانحة. لكن المشكلة في نفوذ والهيمنة الأميركية التي تحاصر أو تفتح المجال من خلال البنوك التي تحول الأموال للسلطة لان البنوك اليوم تخشى القوانين الأميركية وملاحقة اسرائيل لها. وهنا لابد من الحديث عن البعد الشعبي في السعودية واليمن والكويت وكذلك في الدول العربية والاسلامية التي زرناها والتي لم نزرها بعد اذ تمثل قوة و رديفا مهما.
النقطة الأساسية ان الحكومات الفلسطينية السابقة لم يكن لديها برنامج اقتصادي واضح السلطة الفلسطينية اعتمدت على برنامج المساعدات من الدول المانحة ولم يكن لدينا برنامج لدعم القطاعات الصناعية والزراعية والاعتماد على النفس. لم نؤسس المشاريع التي تستوعب آلاف الأيدي العاملة الفلسطينية. لم نرد على الخطة الاسرائيلية التي أوقفت دخول العمل الفلسطيني الى داخل الخط الأخضر.
bull; اذا انتم تراهنون على العالم العربي والاسلامي في حل الأزمة الاقتصادية؟.
- ان فتح بوابة العالمين العربي والاسلامي نستطيع أن نبني اقتصادا يعتمد نسبياً على الذات أكثر مما يعتمد على الدول المانحة، التي كانت تدفع في اتجاه المشاريع غير المنتجة للمنظمات غير الحكومية ولمنظمات حقوق الانسان وغيرها ولم تدفع في اتجاه برنامج اقتصادي زراعي انتاجي توظيفي. كما ان الصندوق القومي الفلسطيني غير معروف حجم أمواله واين هي وفي ما تستثمر وكذلك صندوق الاستثمار الفلسطيني وأموال منظمة التحرير، حتى ان الذين اتهموا بالفساد وسرقوا الملايين لم يجر ملاحقتهم وتحصيل أموال الشعب الفلسطيني منهم ومحاكمتهم كي يصبحوا عبرة لغيرهم.
bull; ماذا في شأن الذين تحدثتم عنهم وقمتم بفتح ملفاتهم في شأن الفساد؟
- الذين تمت ملاحقتهم واعتقالهم المفروض الان أن تنتهي وتخرج ملفاتهم من النيابة. هناك تباطؤ شديد في معالجة هذه الملفات والسبب ان السلطات موزعة والصورة الاعلامية غائبة. وهنا أقولها بوضوح الاعلام الفلسطيني الرسمي من اذاعة وتلفزيون وصحف تعمل ضد الحكومة وتهاجمها.
bull; في ضوء ما طرحت الى متى يمكن لحكومة laquo;حماسraquo; ان تصمد في وجه هذا الحصار الصعب؟.
- نحن مستمرون حتى يكتب الله لنا نهاية هذه الحكومة. وان نسقط اذا جاز تعبير ان نسقط بفعل أميركا واسرائيل ونفاق أوروبا وتواطؤ بعض الفلسطينيين. في هذا الموضوع اشرف لنا من أن نعترف باسرائيل وان نضيع كرامتنا وان نضيع قضيتنا الى الأبد. لقد حمينا ودافعنا عن القضية الفلسطينية وسنبقى السد المنيع الصابر المرابط الأمين على فلسطين ومقدساتها وفي مقدمها المسجد الأقصى المبارك الأسير.
bull; ما رأيك بتصريحات الرئيس جورج بوش في الأمم المتحدة بانه يريد ان يساعد الشعب الفلسطيني وتقديم المزيد من المساعدات؟.
- ان الذي يريد ان يساعد الشعب الفلسطيني لا يؤيد محاصرته. نحن نريد ان يرفع بوش يده وضغطه عن الشعب الفلسطيني. هنا اريد التأكيد انه في جولتي الأخيرة الى الخارج هناك وعود مشاريع وليست وعود وهمية كوعود بوش على طريقة العصا والجزرة. مشاريع تدر على موازنة السلطة أكثر من 400 مليون دولار سنوياً، اضافة الى 660 مليون دولار هي مخصصات الدول العربية فقط وانتاجنا وضرائبنا الشهرية نحو 20 مليون مما يعني توفير الرواتب هذا باستثناء الضرائب التي تحتجزها اسرائيل والتي تقدر بنحو 550 مليون دولار بمعـــــدل 60 مليــــــون دولار شـــــهـــرياً .
القضية تتلخص برفع الحصار الاسرائيلي ورفع يد اميركا الظالمة عن الشعب الفلسطيني. ولذلك من الخطأ ان توجه الضغوط في ما يتعلق بالرواتب ضد الحكومة بل يجب ان توجه ضد اسرائيل وأميركا. لكن هناك من يحاول ان يزعزع الاستقرار في الحكومة بحجة الرواتب والموظفين. والسؤال المطروح والمنطقي هل كل ابناء الشعب الفلسطيني من الموظفين؟ هل كل شرائح المجتمع الفلسطيني جائعة كما يحاول البعض الادعاء؟ طبعاً لا. كما ان هناك طبقات فقيرة بسبب فساد الحكومات السابقة.
وعندما نكتشف ان احد التنظيمات، تنظيم واحد فقط يحصل في العام 2005 على مبلغ 7 ملايين دولار لتمويل نشاطاته الخاصة في الضفة الغربية. نستطيع ان ندرك كيف كانت تدار أموال الشعب الفلسطيني.
bull; السؤال اليوم الى أي مدى يمكن ان يصمد الموظفون؟ والى متى تراهنون على صبر المواطنين والموظفين على هذا الوضع الاقتصادي الصعب؟
- نحن لا نراهن على صبر الجمهور الفلسطيني وطبقة الموظفين ولا نريد ان نجوع شعبنا ولكن يجب ان توجه الدعوات والتظاهرات والاحتجاجات والاضرابات ضد الذين يفرضون الحصار ويجوعون الشعب الفلسطيني لابتزاز مواقف سياسية من الحكومة. يجب ان يسأل الجميع نفسه من الذي يجوع الشعب الفلسطيني؟ ويجب ان يوجه الغضب والضغط على هذه الجهات والتي هي أميركا واسرائيل. والسؤال هو الى متى يبقى الجمهور الفلسطيني صابراً على من يدعون ان الحكومة هي المسؤولة عن التجويع وعدم صرف الرواتب بينما المجرم الذي يفرض الحصار واضح ومعلن. وعندما يدفع بعض الفلسطينيين في هذا الاتجاه حتماً يسيرون في الاتجاه الخاطئ الذي لا يوصل الى أي نتيجة.
كما ان أبو مازن كان شخصياً يجمع المساعدات لموازنة الرواتب، فلماذا لا يفعل ذلك اليوم ولماذا لا يتم التوجه اليه؟ وهل كان رئيس الوزراء السابق احمد قريع يقوم بجولات لتجنيد المساعدات للحكومة السابقة؟
bull; أين وصل الخلاف مع حركة laquo;فتحraquo;؟ كيف تنظرون الى منع رئيس الوزراء من الدخول الى المجلس التشريعي قبل أيام؟.
- هناك مخطط واضح لافشال هذه الحكومة بدأ بالمراهنة على عدم قدرة الحكومة على توفير الرواتب، والزيارة الأولى للدول العربية أجابت عن هذا السؤال بصورة غير التي توقعها البعض، فظهرت الخطوة الثانية وهي الفلتان الأمني واطلاق الرصاص على أشخاص ووصل الأمر الى الاغتيال السياسي باغتيال حسين ابو عجوة. لكن عندما كانت هناك ردود على مستوى عائلي وتنظيمي واقتربت من رؤوس من يرتكبون هذه الجرائم خصوصا هؤلاء الذين فروا الى مصر ودبي من أصحاب جهاز امني معروف أصحاب تاريخ سيئ، توقف المخطط لتأتي الخطوة الثالثة تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس وثيقة الأسرى أو الاستفتاء وقد انتهت وثيقة الأسرى بوثيقة الوفاق الوطني لتأتي الخطوة الرابعة بتصعيد وافتعال قضية الرواتب لان الموظفين لم يتسلموا رواتبهم منذ سبعة اشهر مع ان الحكومة لم يمض على تسلمها خمسة أشهر.
ان هذه الرواتب والمستحقات دفع منها سلف من حساب الراتب في سلفت مارس كانت 230 مليون شيكل مثلت وتشكل 51 في المئة من المستحقات وابريل كانت 258 مليون شيكل تشكل 55 في المئة من المستحقات هذا الشهر اما شهر مايو 266 مليون شيكل مثلت 59 في المئة من مستحقات أبريل. وان النسبة الكلية عن الثلاثة اشهر مثلت 56 في المئة من المستحقات بعد ذلك قطاعات مثل القطاع الصحي حصلت على دفعتين من الراتب والشؤون الاجتماعية حصلت على دفعة والعمال خارج اطار التعيينات حصلوا على خمسة ملايين لـ 50 آلف أسرة.
لذلك غير صحيح ادعاء ان هناك من لم يحصل على راتب أو مخصصات منذ سبعة اشهر. لقد حصل الجميع على سلف عن الثلاثة والأربعة أشهر الأولى منها بما يشكل نحو 60 في المئة منها . وبعد قضية الرواتب دخلنا في معركة الاضرابات وشل عمل الوزارات والمؤسسات الرسمية. وأؤكد انه لو تم حل قضية الاضرابات والرواتب سيكون هناك مرحلة جديدة ومشاكل جديدة اذ لن يكف المتآمرون على هذه الحكومة.
bull; كيف ترى الأفق السياسي في ضوء الحصار وشل عمل التشريعي والحكومة؟.
- هناك مجموعة من المؤشرات التي تحتاج الى دراسة مثل اغلاق المعابر وتدمير الوزارات واستهداف عدد من الوزراء واعتقال الوزراء ومعظم نواب الضفة الغربية ما يضمن عدم وجود أغلبية لحركة laquo;حماسraquo; في المجلس التشريعي ومنعنا من التحرك. هذا في وقت تفتح الحدود لمسؤولين من القطاع والضفة يجتمعون ويتجولون من دون قيود ومن دون ملاحقة ليلتقوا ويمثلوا الشعب الفلسطيني في محافل وساحات عربية ودولية واسرائيلية في الداخل والخارج كيف تفسر هذه السياسية الاسرائيلية؟ وكيف تقرأ فلسطينياً ؟.
bull; كيف انت تفسرها كوزير للخارجية؟.
- نفسرها حسب النية، ان الحكومة الفلسطينية الحالية لا تخدم مصلحة اسرائيل لذلك تحاربها اسرائيلياً والولايات المتحدة. لكن السؤال الجوهري هل من حق جهات فلسطينية أن تحارب هذه الحكومة؟ وتتآمر على حقوق شعبها وتحاصره؟.
bull; ماذا عن اغتيال العقيد في المخابرات الفلسطينية (التايه) خصوصا وان هناك قناصل وجهات مسؤولة تقول انها سلمتكم وسلمت رئيس الوزراء اسماعيل هنية ووزير الداخلية سعيد صيام أسماء المتورطين في العملية؟.
-القضية ليست بحاجة الى الكثير من العناء لمعرفة الفاعلين ثم نحن لم نجلس مع قناصل أجانب أبداً . وان الأسماء التي وصلتنا غير صحيحة وان احدهم كان مع وزير الداخلية سعيد صيام في صلاة الجمعة في مسجد فلسطين برفقة شقيقه. وجميعهم جاهزون للتحقيق معهم وسبق ان جلسوا للتحقيق مع قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية ولديهم الاستعداد للجلوس مرة ثانية ويحضروا الشهود على براءتهم من هذه الجريمة النكراء خاصة ان بعضهم يعمل في (القوة التنفيذية)، قسم منهم عندما وصله خبر الاغتيال وان سيارة قتلت مواطنين هرعوا بسياراتهم نحو المنطقة بحكم عمله عقب الصلاة وشرع في التحقيق. وان الذين قاموا بهذه العملية معروفون وهم الذين خطفوا الصحافيين الأجانب من قبل والجميع يعلم ألا علاقة لحماس في مثل هذا العمل . ولدى الأجهزة الأمنية أسماء معروفة ولكن لا يمكن الكشف عن هذه الأسماء قبل انتهاء كل الاجراءات.
bull; ما دمتم تعرفون الجهة التي تقف خلف هذا العمل، كيف سيتم التعامل معها؟.
- حسب القانون.
bull; كيف سيتم وقف هذه العمليات وحال الفلتان الأمني كي ينعم الفلسطيني بالأمن والأمان؟.
- هذه قضية مبرمجة. المقصود منها اسقاط الحكومة الفلسطينية، فيجب ان يتم ارباكها بالوضع الأمني المتأزم تارة وقطع المساعدات وبالاضراب والفوضى وعدم انتظام العمل في المؤسسات والوزارات تارة أخرى، وهذه القصص معروفة في الحركات السياسية ثم تأتي عملية الانقلاب بحجة تلك الممارسات.
bull; هل تعتقد ان حركة laquo;حماسraquo; تمكنت من تنفيذ برنامجها؟.
- نعم، وسأعطيك نماذج من ذلك من مظاهر الفساد في السياسة الخارجية ان يتم الاعتماد على أميركا وأوروبا وتجاهل عالم واسع اسلامياً وعربياً. ونحن قمنا بتصحيح هذه العلاقات وحصلنا على مساعدات وأموال ووضعنا أللبنه الأولى لهذه العلاقات. أوقفنا هدر الأموال العامة التي كانت تعطى لفصائل ومنظمات وحركات ليس لها على ارض الواقع وجود ولم تحظ في الانتخابات التشريعية الفلسطينية على شيء ولم تقطع نسبة الحسم وهذه المصاريف الكبيرة تم وقفها فوراً. ومن الفساد أيضا تعيين وتوظيف 20981 موظفا فقط في العام 2005، كلهم لون واحد كلهم من فصيل واحد فقط laquo;فتحraquo;.
bull; لكن حركة laquo;فتحraquo; تقول ان laquo;حماسraquo; منذ توليها السلطة قامت بتوظيف 11 آلف موظف، هل هذا صحيح؟.
- هذا غير صحيح ومحض افتراء ويأتي هذا الكذب لتغطية الكم الهائل والفساد الكبير في ملف التوظيف ولخلط الأوراق. وكل المراسيم التي تم رفعها للرئيس محمود عباس بخصوص التعيينات 46 موظفا وافق الرئيس على 25 منها فقط ولو تم حساب جميع الذين تم توظيفهم من كل المستويات لا يزيد عددهم عن 90 موظفا منذ تولي laquo;حماسraquo; رئاسة الحكومة وعندهم (أبو مازن) يسألوه.
bull; ماذا عن المؤسسات التي أوقفتم تمويلها؟
- أية مؤسسات؟، عندما يكون هناك عدد من المؤسسات الوهمية يتقاضى عناصر عنها ايجار مكاتب وفواتير هاتف وماء وكهرباء ومرتبات موظفين وعلاوات وتمويل نشاطات ويتبين ان لا أساس ولا يوجد مؤسسة أصلاً هذا كله انتهى. وعندما تبلغ فاتورة العلاج في الخارج 10 ملايين شيكل ويتم تقليصها الى 3.5 مليون في الشهر بعدما تبين انه كانت مجرد رحلات سياحية وعمليات تجميل وشفط دهون وغيرها.
في المقابل، تم انصاف موظفين مظلومين في الوزارات المختلفة ومن يريد يسمع قصص ومآسي فليأتي، وعندما يكون وكيل الوزارة لصا ولا أحد يستطيع ان يوقفه أو يتخذ بحقه اجراء. والسؤال المطروح كم يوم أو كم شهر نحن في هذه الحكومة خمسة أشهر فقط.
bull; في حال جرى اسقاط حكومة laquo;حماسraquo; الحالية، هل من الممكن العودة الى السلاح والعمليات؟ ماذا لو رفعت حركة laquo;فتحraquo; شــــبكة الأمان عن الحكومة في المجلس التشريعي؟.
- نحن لسنا بحاجة الى شبكة أمان من laquo;فتحraquo; لكن ان استقالت هذه الحكومة او تم اسقاطها باي شكل لن تحصل أي حكومة على 51 في المئة في المجلس التشريعي الفلسطيني ولن يتمكن احد من تشكيل حكومة، هذا اذا سلم الشارع الفلسطيني لمن يريد ان يسقط خياره الديموقراطي خدمة للمشاريع الأميركية والاسرائيلية.