تركي السديري
الاستفزاز كان في توقيت التنفيذ.. وإلا فصدام حسين كان في حالة إعدام قبل أن يسقط حكمه لتكاثر المعايير التي أبرزت مظاهر عزلته، حتى عائلياً افتقد أقرب الناس إليه.. من هو جد أبنائهم؟.. وكان مثيراً أن تصل رداءة العلاقات بين جد أحفاد وأزواج بناته إلى فضائح الإدانات التي تناقلتها الفضائيات ثم التصفيات فيما بعد..
حين ألقي القبض عليه.. كان من الواضح إقحام الجانب الأسري في قضاياه.. دون شك هو السبب.. لكن مقتل الابنين والحفيد جسّد حجم اللعنة التي أودت بوجوده.. لكن هل ظروف العراق تسمح بما حدث؟.. أليس واقع العراق بعده هو أسوأ بكثير مما كان عليه الحال قبله؟..
من الفظاعة وسوء المآل الدامي في كل المستويات أن يتحول العراق إلى مجزرة مقارنات لإبراز ما هو الأسوأ.. فإذا جزمنا أن سفاحاً إرهابياً مثل الزرقاوي ما كان له أن يجد مكاناً في العراق أثناء حكم صدام نجد أن الرئيس المقتول شنقاً كرّس أطر العداوات حوله.. وما كان بمقدور أي كائن الحركة وسط دوائر من العداوات.. وبين الشجاعة حين تصبح حماقة والدبلوماسية فرق هائل ومخيف مثل الفارق بين مقاييس الإنسان الأول ومقاييس إنسان عصر العلم..
وصدام لم يمارس الدبلوماسية إطلاقاً في علاقاته مع من هو حوله أو خارج بلاده.. ذلك هو الحجر الأساس في صلب مشكلته.. أما العراق فهو قبله وبعده لم يتخلص من دموية التصفيات.. وقد لفت انتباهي تعليق مراسل فضائية قال: إن إعدام صدام تم بطريقة تقليدية حيث يتم في العراق التخلص من القادة بالسحل وهو أبشع أنواع القتل..
منذ مجزرة قصر الرحاب والعراق في أتون تاريخ أسود يتقافز فيه الكاذبون فيعطون الوعود بالأمن والاستقرار والرفاه.. ثم لا نلبث أن نسمع بأخبار تنفيذ quot;وجبةquot; الإعدام في متهمين كانوا قادة.. وكلمة quot;وجبةquot; تعني في العالم العربي كمية طعام الغذاء إلا في العراق فهي تعني مجموعة الإعدام التي سوف تقتل وقد تم تداول هذا التعريف منذ ثورة الشواف..
بكل هذا التراث السيئ كان يجب الوعي بأن هناك تحفظات لابد من الأخذ بها.. وأن مَنء يتفاءلون في العراق اليوم ليسوا أنصاراً لصدام أو خصوماً ضده وربما كان في شراسة علاقاته الداخلية يباشر إطفاء مثل هذه الدمويات المتعددة المصادر والذي أضاف توقيت إعدامه فئة جديدة إليها..
التعليقات