4 يناير 2007


من قريب
سلامة أحمد سلامة




لم تظفر العملية الديمقراطية في عالمنا العربي خلال العام المنصرم بتقدم ملموس يمكن التعويل عليهrlm;...rlm; فباستثناء الانتخابات الديمقراطية النزيهة التي جرت في فلسطين وفازت فيها حماس بالأغلبيةrlm;,rlm; فوزا أنكره عليها الغرب ودعاة الديمقراطية والحرية هنا وهناكrlm;,rlm; ثم الانتخابات البرلمانية التي جرت في الكويت وحققت فيها المعارضة فوزا كاسحاrlm;..rlm; وكذلك الانتخابات النظيفة التي أجريت في البحرين وفازت فيها المعارضة الشيعية أيضا بالأغلبيةrlm;..rlm; إلا ان سجل الديمقراطية في سائر البلدان العربية لم يكن مشجعاrlm;,rlm; وبذلت القيادات المستميتة في السلطة جهودا مضنية للبقاء في مقاعدهاrlm;.rlm;

ففي اليمن أعاد الرئيس علي عبد الله صالح ترشيح نفسه مخلفا بذلك وعدا كان قد قطعه بألا يسعي إلي تجديد ولايته بعد أكثر من عشرين عاما في الحكمrlm;.rlm; ولكنه لم يلبث ان نكص علي عاقبيه وأعيد انتخابهrlm;.rlm; وفعل الرئيس التونسي نفس الشيء بتعديل الدستور لتمديد ولايتهrlm;..rlm; وبذلك بدا ان مستقبل التغيير في المنطقة العربية قد خضع لسقف في الرؤية لمفهوم الإصلاح السياسي يصعب اختراقهrlm;.rlm;

ولم تنقض الأيام الأخيرة من عامrlm;2006rlm; حتي تحركت الآلة السياسية في مصر للوفاء بوعودها في إجراء اصلاح دستوري جذريrlm;,rlm; عوضا عن وضع دستور جديدrlm;,rlm; لتلافي أوجه النقص في الدستور القائم وإلغاء المواد الاشتراكية التي عفا عليها الزمنrlm;,rlm; وتطوير بعض المواد التي تحقق أهدافا جزئية معينة سواء فيما يتعلق بضوابط الترشيح للانتخابات الرئاسيةrlm;...rlm; والتأكيد علي بعض مبادئ أساسية تستهدف تكريس مبدأ المواطنةrlm;,rlm; وتشكيل الأحزاب علي أسس غير دينيةrlm;,rlm; وتمكين المرأةrlm;,rlm; ووضع نظام للإشراف علي الانتخابات لايستبعد القضاء ولكنه يتلافي عيوب التجربة السابقةrlm;.rlm; مع حديث غامض عن تقييد بعض سلطات رئيس الجمهورية دون تحديد مدة ولايتهrlm;.rlm;

ولايمكن الجزم الان بما سوف يسفر عنه هذا الاصلاحrlm;,rlm; وما هي حقيقة العاصفة التي هبت علي الدستورrlm;,rlm; وهل تعيد هيكلته بطريقة تقدمية تستجيب لطموحات الشعب في الاصلاح والحريةrlm;,rlm; أم تكون مجرد عاصفة ترابية خماسينية تغطي مجال الرؤيةrlm;..rlm; هل يمثل عقدا اجتماعيا جديدا بين الدولة ومواطنيهاrlm;,rlm; يحمي حقوق الانسانrlm;,rlm; ويفرض حكم القانونrlm;,rlm; ويضمن المساواة بين الجميعrlm;,rlm; ويكفل القدر المعقول من العيش الكريمrlm;..rlm; أم يبقي مجرد ستار لاستمرار حزب واحد يعرقل تداول السلطة ويستقوي بالأمن ويجهض ثقة المواطن في حقوق وفي حرية التعبير والممارسة؟

ولكن الثابت هو أنه لم يعد أمامنا فسحة من الوقت ومن صبر العالم علينا ما يسمح لنا بالتلكؤ في مواجهة التحديات التي يفرضها الواقع والتغيرات السريعة التي لم تعد تراعي خصوصيات محكوم عليها بالانقراض والزوال مالم تتغيرrlm;!rlm;

[email protected]