زئيف شيف ـ هآرتس

بعد تنفيذ مرحلة التحقيقات في الجيش الإسرائيلي بخصوص حرب لبنان الثانية، والتي أُشير خلالها إلى عيوب وإلى انجازات مهمة، بات الهدف الرئيسي الآن هو ترميم الجيش الإسرائيلي. والمطروح على جدول الأعمال هو مسألة ما إذا كان رئيس الأركان الفريق دان حالوتس هو الشخص المناسب لإصلاح العيوب، فيما تظهر في المؤسسة العسكرية الحالية علامات أزمة ثقة داخلية مع رئيس الأركان.
حالوتس مقتنع بأنه الشخص القادر على قيادة ترميم الجيش الإسرائيلي على أساس التحقيقات الواسعة التي أُجريت. وهذا هو أيضا رأي رئيس الأركان السابق الفريق احتياط دان شومرون، الذي حققت اللجنة التي ترأسها في نشاط هيئة الأركان خلال الحرب. ويعتقد شومرون أن الطاقم الذي يرأس اليوم قيادة الجيش الإسرائيلي يمكنه تنفيذ عمليات الترميم.
بكلمات أُخرى، يرفض حالوتس بحزم دعوات الذين يطلبون منه الاستقالة. هذه المطالبة طُرحت بعد الحرب مباشرة. ويقول رئيس الأركان للمقربين منه إن الذين عينوه في منصبه، أي وزراء الحكومة، هم وحدهم من يمكنهم طلب استقالته.
عندما فكر وزير الدفاع السابق بنيامين بن اليعيزر ، بإقالة رئيس الأركان شاؤول موفاز بسبب مهاجمته قرار الحكومة، قال له رجال القانون أن صلاحية إقالة رئيس الأركان هي من اختصاص الحكومة، لكن بشرط أن يوصي من أوصى بتعيينه، أي وزير الدفاع، بإقالته أيضا.
ليس هذا هو الوضع السائد اليوم. فحالوتس يقول إن المسؤولين عنه لا يدعونه للذهاب وأن المحادثات مع رئيس الحكومة أو وزير الدفاع لا تتطرق إلى هذه المسألة. فبيرتس بمثابة الأخ التوأم لحالوتس. والسؤال المطروح أمام بيرتس هو هل سيبقى لبضعة أشهر إضافية في منصبه وليس هل سيزيح رئيس الأركان عن منصبه. والخطوة الوحيدة التي قام بها بيرتس في كل ما يتعلق برئيس الأركان هي قراره عرقلة تعيين كبار القادة الذين أوصى بهم حالوتس. وقد قال بيرتس أنه سيقرر بالنسبة لتوصيات رئيس الأركان عندما تنتهي التحقيقات. كما أن الإشاعات التي تفيد بأن أولمرت يتوقع أنه يمكن له تعيين وزير دفاع جديد مكان بيرتس، بحيث يقوم الوزير الجديد بدفع حالوتس للمغادرة، هي مجرد كلام لا اساس له من الصحة. وحتى لو كانت هذه بالفعل نية أولمرت، فثمة شك ما إذا كان يملك القوة السياسية لتنفيذ هكذا خطوة.
من هنا، فإن الكرة تنتقل من ساحات بيرتس وحالوتس إلى لجنة فينوغراد. فمستقبل حالوتس مرتبط بمسألة تضمن خلاصات لجنة فينوغراد توصيات شخصية بما في ذلك رفع توصية إلى الحكومة بتنفيذ جملة إقالات في الجيش الإسرائيلي.
إن التحقيقات الداخلية في الجيش الإسرائيلي تُعتبر عملية لا سابق لها ولم تحصل في السابق عند نهاية الحرب. فقد انشغلت عشر لجان بمواضيع تتعلق بهيئة الأركان، ومثل هذه الأعمال لم تحصل حتى عند نهاية حرب يوم الغفران حيث لم يُجرَ تحقيق شامل حول فشل الاستخبارات في العام 1973، والتحقيقات الجيدة بشأن الحرب يمكن العثور عليها اليوم في الجيش الأميركي وليس في الجيش الإسرائيلي.
نُشرت خلال الأشهر الماضية خلاصات التحقيق في الصحف حتى قبل أن يتم عرضها أمام رئيس الأركان وضباط هيئة الأركان. وقد ادعى عدد من رؤوساء لجان التحقيق أن تفاصيل كثيرة من تلك التي نُسبت اليهم في الصحف كانت غير صحيحة. وهكذا وُلدت quot;سكوباتquot; خيالية.
لقد انتجت التحقيقات دروساً وعبراً مختلفة، مثل قرار نقل مركز الثقل المالي إلى القوات البرية والاستخبارات، أو تنقيح نظرية التشغيل العملاني للجيش الإسرائيلي وتعزيز جهاز الاحتياط. هذه الدروس تستوجب أن يكون المسؤول عن ترميم الجيش الإسرائيلي متفرغ تماما وكليا، بما في ذلك على المستوى النفسي، لهذه المهمة.
لقد بدا حالوتس أمس واثقا من نفسه أكثر من أي مرة سبقت منذ بدأت الحرب، لكن السؤال الكبير بقي قائما بعينه: هل يستطيع حالوتس التصدي لعملية ترميم الجيش التي سيكون في صلبها القوات البرية ونشاط هيئة الأركان؟