الأربعاء 10 يناير 2007


عمان

تعرض التعاطف العربي والاسلامي مع إيران وحليفها الشيعي في لبنان، حزب الله، لضربة قوية نتيجة ما بدا وكأنه تواطؤ إيراني مع الحكومة والميليشيات الشيعية في العراق في قضية إعدام الرئيس السابق صدام حسين يوم عيد الاضحى وما رافقه من ممارسات اعتبرها الرأي العام في العالمين العربي والاسلامي ذات طابع ثأري وطائفي.
وأعرب محللون وأكاديميون في مقابلات مع وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) في عمان عن الاعتقاد بأن الرئيس الامريكي جورج بوش raquo;نجح في تعبئة الشعوب العربية والاسلامية ضد إيران على نحو يخلق المناخ المناسب لاي مواجهة مستقبلية مع طهرانlaquo;حول برنامجها النووي المثير للجدل.
وقال عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية: raquo;لا شك أن ما حدث في الدقائق الثلاث كان زلزالا هز هذه المنطقة برمتها حيث سيطرت مظاهر الانتقام المذهبي على حفل الاعدام وكان التوقيت مسيئا لجموع المسلمينlaquo;.
وأضاف: raquo;لهذا السبب فقد لمسنا وبشكل واضح انقلابا في المزاج الشعبي العربي دفعت ثمنه إيران وحلفاؤها من العرب سواء كانوا حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين والاسلاميين في مناطق أخرى، حيث وجدوا أنفسهم في مواقف محرجة للغايةlaquo;.
وكانت إيران قد انضمت للولايات المتحدة وإسرائيل في الترحيب بإعدام صدام على النحو الذي تم، فيما اعتبر الرأي العام العربي إعدام زعيم عربي حكم بلاده لنحو 25 عاما بنفس أسلوب التخلص من المجرمين العاديين يوما أسود في التاريخ العربي.
وقال الرنتاوي إنه في ضوء ما حدث يوم إعدام صدام raquo;أخذ الشارع العربي ينظر إلى تصريحات الرئيس الايراني أحمدي نجاد ضد إسرائيل على أنها تصريحات زائفة وغير حقيقية تخفي وراءها أهدافا مذهبية فارسيةlaquo;.
واعتبر غازي ربابعة أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية موعد إعدام صدام وكيفيته وتأييد طهران لهذا الحدث مؤشرا على نجاح بوش في raquo;تهيئة المناخ المناسب لاي مواجهة مستقبلية مع إيرانlaquo;.
وأضاف: raquo;لا شك أن الصورة الناصعة التي قدمها حزب الله في حربه مع إسرائيل قد اهتزت بعد عملية الاعدام والطريقة التي تمت بهاlaquo;.
وقال حمزة منصور رئيس مجلس شورى raquo;جبهة العمل الاسلاميlaquo;، الذراع السياسية للاخوان المسلمين في الاردن إن العلاقات الايرانية العربية raquo;تضررت كثيرا بسبب هذا الموقفlaquo;.
وأضاف: raquo;كنا نأمل بدور إيراني إيجابي في دعم المقاومة العراقية الباسلة وأن تصدر عنها مواقف واضحة إزاء العنف المذهبي الذي يجتاح العراق وأن لا يكون موقفها من إعدام صدام حسين منطلقا من منطلقات ثأرية ومذهبيةlaquo;.