الخميس 11 يناير 2007

حمد سالم المري


هل للعرب وخاصة الفصائل الفلسطينية ذاكرة ضعيفة مثل ذاكرة بعض انواع الاسماك؟ أم ان ذاكرتهم ليست بضعيفة ولكن ليس لهم عقول يعون ما في ذاكرتهم من احداث؟ واذا كانت ذاكرتهم ليست ضعيفة ويتمتعون بعقول مدركة فهل لهم قلوب يفقهون ما يقع بهم من احداث؟ اشك في ذلك، فها هي الفصائل الفلسطينية بمختلف اتجاهاتها السياسية والايديولوجية تتباكى على اعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين واصفة إياه بالشهيد البطل وان اعدامه اهانة وخسارة للعرب والمسلمين، فمن يسمع هذه الفصائل ووصفها لصدام حسين ونياحتها عليه يعتقد بأن الذي اعدم هو قائد مسلم قاد جيوشه لقتال اليهود وطردهم من فلسطين مثل ما فعل صلاح الدين الايوبي رحمه الله وليس ديكتاتورا يؤمن بعقيدة البعث الكافرة قتل شعبه سنة وشيعة واكرادا وملأ بلاده بالقبور الجماعية وارسل جيشه لاحتلال دولة عربية مسلمة (الكويت) ساندته في حربه مع ايران في الوقت الذي وقف كالجبان امام اسرائيل ولم يرسل حتى جنديا واحدا لقتالها. فلو كانت لهذه الفصائل الفلسطينية عقول مدركة وذاكرة قوية لعلموا بأن افعال وتصرفات هذا الذي يتباكون عليه هي السبب الرئيسي في ادخال منطقة الشرق الاوسط برمتها في دوامة صراع وعدم استقرار امني منذ احتلاله لدولة الكويت في اغسطس عام 1990 وحتى يومنا هذا، مما أخر القضية الفلسطينية من كونها القضية رقم واحد عربيا واسلاميا الى قضية متأخرة في سلسلة الاهتمامات العربية والاسلامية غير ان هذه الفصائل لا تترك عادتها باتباع كل من يطعمها بالشعارات والخطابات الثورية معطية ظهرها لكل من يقدم المساعدات المالية لها ويدافع عن قضيتها امام المحافل الدولية بل وقد تعض يد من يساعدها، فبسبب تشبع عقول عناصر الفصائل الفلسطينية بالخطابات الثورية التي يطلقونها ليل نهار عند مخاطبتهم الشعب الفلسطيني المغلوب على امره وبسبب ثقافة حمل السلاح والاقتتال وتنفيذ العمليات الانتحارية التي يصفونها بأنها عمليات استشهادية تربت عليها عقولهم واجسادهم اصبح من المنطقي ان يرون في كل ناعق باسم القضية الفلسطينية أنه بطل هذه الأمة! حتى وصل بها حد الغباء وليس ضعف الذاكرة إلى ان تتباكى على رحيل ديكتاتور لن ينفعها موته أو حياته متناسية واقعها الحالي المتأزم واقتتالها ضد بعضها البعض وكأن كل فصيل يرى في الفصيل الآخر عدوا يجب تدميره وليست اسرائيل هي العدو. فمن الاولى لهذه الفصائل ان توحد صفوفها لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي وتبكي على كل نقطة دم فلسطينية نزفت على ارضها وعلى كل حجر هدمته الآلة العسكرية الاسرائيلية وعلى ضياع وقتها هباء منثورا وراء اوهام صدام حسين وامثاله من حكام ممن تاجروا بقضيتهم العادلة من اجل منافع شخصية أو مصالح حزبية ومن هؤلاء صديق صدام الوفي ياسر عرفات الذي مات وترك ثروة تقدر بعشرة مليارات دولار لزوجته سها الطويل وابنته زهوة تاركا الشعب الفلسطيني يئن تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي والاقتتال الحزبي بين فصائله.
* اعدام صدام حسين يوم عيد الاضحى يعتبر فرحة مزدوجة وعيدا ثانيا لكل أم كويتية ثكلى وارملة حزينة وطفل يتيم قتل صدام حسين ابناءهم وازواجهم وآباءهم عندما احتل دولة الكويت لمدة سبعة اشهر عاث فيها فسادا، غير ان الهتافات التي اطلقها معدموه باسم (مقتدى الصدر) بالاضافة الى تنفيذ الحكم فيه بسبب قضية الديجيل، وهي تعتبر قضية صغيرة مقارنة بالقضايا الاخرى المرفوعة ضده مثل الانفال واحتلال الكويت، أمر يثير التساؤل!!