13 يناير 2007


اعضاء جمهوريون وديموقراطيون بمجلس الشيوخ يخشون امتداد الحرب إلى طهران ودمشق

صالح أبو زينة ـ الوطن

تبدأ وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس جولة في المنطقة تستهلها اليوم بزيارة اسرائيل والاراضي الفلسطينية قبل ان تواصل جولتها في مصر والاردن والسعودية واخيرا الكويت، حيث ستجتمع مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون ومصر والاردن (2+6) للبحث معهم في قضايا المنطقة، خاصة عملية السلام والوضع في العراق والبرنامج النووي الايراني والسعي من جانب الادارة الامريكية لوقف النفوذ الايراني والتدخل السوري في العراق.. والجانب الاهم في جولتها هو احتمال حشد تأييد اقليمي لتوجيه ضربة لإيران لوقف نفوذها في المنطقة ووقف الهلال الشيعي من لبنان إلى الخليج، في وقت تتجه فيه المنطقة الى صراع مفتوح بين الشيعة والسنة وما قد يؤدي الى فوضى عارمة بالشرق الاوسط وهو أمر لا تريده واشنطن.
وقبل مغادرتها واشنطن امس قالت رايس انها ستخصص الجزء الاساسي من جولتها للدفاع عن استراتيجية الرئيس بوش الجديدة في العراق التي تركز على ارسال 21.500 جندي اضافي الى العراق وزيادة المساعدات لاعادة اعمار العراق ونشر صواريخ باتريوت في المنطقة لحماية حلفاء الولايات المتحدة العرب المعتدلين. واكدت ان على الولايات المتحدة laquo;تعزيز توافق الدول التي لديها مخاوف مما تفعله ايران في المنطقة والتي تخشى عدوانا اقليميا تقوم به ايرانraquo; مبينة ان الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الايدي في وجه التصرفات الايرانية في العراق، وأكدت عدم استبعاد استخدام القوة العسكرية مشيرة الى laquo;ان جميع الخيارات بما فيها القوة العسكرية مطروحة على الطاولة امام الرئيس بوشraquo; وهو امر يذكرنا بتصريحات وزير الدفاع السابق رامسفيلد قبل غزو العراق.
وقد نفى وزير خارجية مصر احمد أبو الغيط امس الاول ان تكون الدول العربية المعتدلة تسعى لمحور اقليمي لمواجهة دول اخرى في اشارة الى سورية وايران.
لكن اعلان الرئيس بوش في خطابه الذي طرح فيه خطته الاستراتيجية الجديدة بنشر صواريخ باتريوت في المنطقة وتصريحات رايس بأنها ستبحث هذه المسألة مع دول laquo;الاعتدالraquo; العربي واعتزام البنتاغون تعزيز قواتها البحرية في الخليج بنشر مجموعتين من السفن الحربية فيها حاملات طائرات، وتأكيدات بوش ان المجتمع الدولي لن يسمح لإيران بامتلاك اسلحة نووية في ظل إصرارها على تخصيب اليورانيوم وتعزيز مراكز الطرد المركزي وتعهده بمهاجمة شبكات تزويد العراق بالاسلحة والمقاتلين من سورية وايران عبرالحدود، هذه المؤشرات تحمل احتمالات قوية لضرب المنشآت النووية الايرانية اما باعطاء ضوء اخضر لإسرائيل أو ان القوات الامريكية ستنفذ مثل هذه الضربة.
وقال مسؤول عسكري امريكي كبير مساء الخميس ان الولايات المتحدة تنوي تعزيز وجودها الجوي والبحري في الخليج لبضعة اشهر بهدف تقوية الوجود العسكري الامريكي في المنطقة فيما قال البنتاغون ان حاملة الطائرات ستينيس ستنضم الى حاملة الطائرات ايزينهاور الموجودة في بحر العرب كما سيتم نشر فوج من الدفاع الجوي مجهز بصواريخ مضادة للصواريخ من طراز باتريوت.
واضاف: laquo;ستكون المرة الاولى منذ التدخل بالعراق عام 2003 التي تنشر أمريكا في الخليج مجموعتين جوية وبحرية مشيراً الى ان فوج الدفاع الجوي laquo;لن ينشر فقط لاظهار قوتنا ولكن سيكون ضالعاً بشكل نشط في معارك وسيكون اداة سلسلة تستفيد منها المنطقة برمتهاraquo;.
ورغم نفي البيت الابيض وجود خطط حرب على ايران وسورية، الا ان تكثيف القوة العسكرية في الخليج ينبئ بغير ذلك اذ ان خطط نشر صواريخ الباتريوت لا يهدف باية حال لاستخدامها في قتال الارهابيين في العراق.
والمؤشر الاخر على الاستعدادات الامريكية هو قاعدة انجرليك التركية التي تشهد تحركات مكثفة منذ عدة ايام حيث هبط فيها عدد من الطائرات الحربية الامريكية للمرة الاولى منذ حرب العراق وهذه القاعدة من اهم القواعد الامريكية في الشرق الاوسط واستخدمت بشكل واسع في تلك الحرب.
وقد اعرب اعضاء جمهوريون وديموقراطيون في مجلس الشيوخ عن خشيتهم من ان تمتد الحرب في العراق لتشمل ايران وسورية.
ومع ان الديموقراطيين يرفضون خطط بوش اذا قرر ضرب ايران ومعها سورية ايضا الا ان الرئيس يملك القرار كاملاً لكونه القائد العام للقوات المسلحة، وهو لا يخشى ان ورث الديموقراطيون تداعيات ونتائج هذه الضربة في الانتخابات الرئاسية بعد نحو عامين، كما ورث الجمهوريون تبعات حرب فيتنام التي بدأها الديموقراطيون في عهد الرئيس جون كنيدي واستمرت خلال ولاية ليندون جونسون حتى مجيء الجمهوري ريتشارد نيكسون.
وقالت رايس امام لجنة مجلس الشيوخ laquo;انا على ثقة ان دول الخليج والمصريين والاردنيين يدركون اكثر فأكثر انه laquo;لكي يقاوموا كما يريدون، تصاعد نفوذ ايران في الشرق الاوسط، وهو امر يخشونه كثيرا، عليهم ان يدعموا العراقraquo;. واشارت الى ان العراق laquo;يمكن ان يشكل حاجزا امام النفوذ الايراني أو جسرا لهذا النفوذ اذ لم نحتاط الى ذلكraquo;. واكدت في شهادة امام اللجنة ان الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الايدي ازاء تزايد النفوذ الايراني.
والنفوذ الايراني في العراق مثار قلق لدول الخليج وخاصة السعودية في ضوء تقارير اشارت مؤخرا الى ان ايران شكلت فيلقا لنشره في جنوب العراق على الحدود مع المملكة. كما انه مثار قلق في لبنان والذي ظهر جليا في حزب الله مع اسرائيل في يوليو الماضي وفي ملايين الدولارات التي تبثها إيران في ذلك البلد.
والمؤشرات الاخرى التي تعزز احتمال توجيه ضربة لإيران هي تجاهل الرئيس جورج بوش تبني اثنتين من التوصيات الرئيسية المدرجة في تقرير لجنة بيكر - هاملتون، الاولى هي اقامة حوار مع سورية وايران لاحلال الاستقرار في العراق، والثانية تحديد جدول زمني لسحب القوات الامريكية. في حين وقع وزير الدفاع الجديد امرا بارسال 92 الف جندي اضافي الى العراق لتعزيز القوات وحيث اعلن الجيش انه بصدد استهداف قادة متطرفين من الشيعة والسنة في بغداد ضمن خطة امن المدينة.
والجانب الآخر، الذي تتركز اهداف جولة رايس عليه هو احياء المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين بصورة اكبر مما سبق.
ومن المرجح ان تمارس رايس ضغوطا على اسرائيل لاجراء مفاوضات مع الفلسطينيين.
والمتابع للمواقف الامريكية ازاء الصراع العربي الاسرائيلي فإن امريكا عندما تريد تنفيذ مشروع جديد في المنطقة فإنها تلوح للعرب laquo;بورقة السلامraquo; لتنفيذ مثل هذا المشروع. ومن غير المستبعد ان نرى في القريب العاجل اجتماعا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت لخلق انطباع لدى العرب بأن السلام اصبح وشيكا لتسهيل المشروع الامريكي في ضرب دولتي laquo;محور الشرraquo; (ايران وسورية) ووقف اقامة الهلال الشيعي الممتد من لبنان الى الخليج. وذلك اهم اهداف جولة رايس التي تمتد سبعة ايام في المنطقة.لتسهيل المشروع الامريكي في ضرب دولتي laquo;محور الشرraquo; (ايران وسورية) ووقف اقامة الهلال الشيعي الممتد من لبنان الى الخليج. وذلك اهم اهداف جولة رايس التي تمتد سبعة ايام في المنطقة.