عابد خزندار


وهو قانون وضعه نتشه الفيلسوف الألماني ومعناه أن التاريخ يعيد نفسه، أو أنه عبارة عن دورات كما يقول الفيلسوف فيكو Vico عالم الاجتماع الايطالي الذي قرأ ابن خلدون وتأثر به، ونحن نتأكد من صحة هذا القانون حين نستعرض علاقات الغرب المسيحي مع العالم الإسلامي عبر التاريخ، وهذا الاتصال بين هذين العالمين بدأ بالحروب الصليبية التي حرض عليها آباء الكنيسة في روما لتخليص الأراضي المقدسة من المسلمين ولكن الهدف الحقيقي كان الاستيلاء على طرق التجارة بين آسيا وأوروبا التي كان يسيطر عليها المسلمون، والآن حين يتحدث الأميركان بالذات عن الإسلام الفاشي أو عن الإسلام الإرهابي ووجوب القضاء عليه، فإن الهدف هو الاستيلاء على منابع البترول، وقد تحقق لهم ذلك الآن في العراق بعد صدور قانون يسمح لشركات البترول الغربية باستثمار بترول العراق والتي تسعى لأن تنتج 12مليون برميل يوميا وبالتالي تنسف اوبيك من الداخل، ونحن إذا ألقينا نظرة على خريطة العالم نجد أن معظم المناطق المنتجة للبترول تقع في أراضي المسلمين مثل السعودية وايران والعراق والكويت والإمارات العربية وعمان وقطر واليمن وليبيا ونيجريا والجزائر وقازاخستان واذريبجان واندونيسيا وبروناي والسودان وهي في مجموعها تمتلك 80% من بترول العالم، في حين أن الولايات المتحدة تمتلك 2% أما بريطانيا وكندا والنرويج والدنمارك واستراليا فتمتلك 4%، أما عن الاحتياطي المؤكد فهو يمتد طولا من اليمن إلى بحر قزوين، وأفقيا من شرق الاطلنطي إلى الخليج العربي، وهي أراض أغلب سكانها مسلمون، ونفس الشيء يقال عن الغاز الطبيعي الذي يوجد معظمه في مناطق إسلامية مثل قطر والسعودية وايران والتركمستان، إذن فقد ظهر الخفاء والتاريخ يكرر نفسه، فالهدف ليس القضاء على الإسلام الذي يتهمونه بكل التهم المعادية للإنسانية إلا بقدر ما يمكنهم ذلك من السيطرة على منابع النفط والغاز، وهذا ما تؤكده الاستعدادات في إسرائيل وناقلات الطائرات التي تزحم الخليج وتعيين أيمرال بحري قائدا للمنطقة المركزية التي تشرف على العمليات الحربية في هذه المنطقة استعدادا للحرب على إيران .فهل نحن على الأقل واعون لما يحدث؟
ملحوظة : طبعا لم أتحدث عن النفط في روسيا التي لايقدر الغرب على السيطرة عليها بل جزء منها وهو أوروبا تقع تحت رحمته، ولكن إذا تم الاستيلاء على بترول العالم الإسلامي فسيصبح بترول روسيا هامشيا.