17 يناير 2007


صبحي عسيلة



منذ تعثر مفاوضات حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية نتيجة تغليب كل فصيل لمصالحه الضيقة علي المصلحة العليا للشعب الفلسطينيrlm;,rlm; وما تبع ذلك من اضطرار الرئيس محمود عباس للاعلان عن ضرورة اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في خطابه في منتصف ديسمبر الماضيrlm;,rlm; بدأت كل الاطراف المعنية تبحث عن صيغة أو تمارس وساطة بين فتح وحماس لتهدئة الأجواء بينهماrlm;,rlm; وكان لافتا بين هذه الوساطات ما قيل عن وساطة جماعة الاخوان المسلمين لدي حماس لإنهاء حالة الفلتان الأمني والاعلامي في الأراضي الفلسطينيةrlm;.rlm;

ويبدو أن كل الجهود لم تنجح إلي الآن لاثناء حماس عن موقفها ثم جاء الاعلان عن لقاء قريب بين الرئيس عباس وخالد مشعل في سورياrlm;,rlm; وكان من اللافت أيضا أن يتم تناول هذا الاعلان باعتباره اعلانا عن لقاء الفرصة الأخيرةrlm;,rlm; ربما باعتبار أن هذا سيكون اللقاء الأول بينهما للبحث في موضوع الحكومة بعد لقاءات عالية المستوي جمعت مشعل بمسئولين في القاهرة فيrlm;24rlm; نوفمبر وقبلها مع أحمد قريع في سوريا فيrlm;21rlm; نوفمبر للبحث أيضا في موضوع الحكومة بل ان بعض المصادر الفلسطينية بالغت في امانيها من هذا اللقاء فرأت انه اما سيؤدي الي تخفيف الاحتقان وانجاز اتفاق حول حكومة وحدة وطنيةrlm;,rlm; أو انه سيدفع الوضع الفلسطيني إلي مزيد من الفوضي ويلجأ عباس إلي تحديد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسيةrlm;.rlm;

لقد كان تشكيل حكومة للوحدة الوطنية مطلبا اساسيا لحماس عقب فوزها في انتخابات يناير الماضيrlm;,rlm; كما كان ايضا مطلبا للحكومات الفلسطينية التي شكلتها فتح من قبل الا ان كلا من الطرفين رفض دعوة الآخر لدخول حكومة لاتكون الغلبة له فيهاrlm;.rlm; وكان من المتصور أن الأزمة الخانقة التي مر ويمر بها الشعب الفلسطيني من بداية العام الماضي بصرف النظر عن أسبابها وهوية المسئول عنهاrlm;,rlm; ستدفع مختلف الفصائل الفلسطينية لاسيما فتح وحماس إلي القبول بضرورة تشكيل حكومة الوحدة ليس حبا فيها ولكن دفعا لمخاطر عدم تشكيلها علي الشعب الفلسطيني وقضيتهrlm;.rlm;

وباعتبارها القابض علي السلطة نتيجة فوزها في الانتخابات كان من المتصور ان حماس ذات الخطاب الاسلامي تتصرف وفق ان الضرورات تبيح المحظورات في غير معصية اللهrlm;,rlm; وأن دفع الضرر مقدم علي جلب المنافعrlm;,rlm; كان من المتصور أنها ستجتهد لإيجاد صيغة ما لحفظ دماء الفلسطينيين وتوجيه كل الجهود في اتجاه التعامل مع اسرائيل مهما كلفها ذلك من فقدان لمقاعد وزارية بدءا برئاسة الوزارة وانتهاء بالوزارات السيادية التي تقاتل فتح من اجلهاrlm;.rlm;

وتبدو الصورة الظاهرة وكأن الجميع قد توافق علي اجهاض كل المحاولات وباتت السمة الرئيسية للفترة الماضية انه كلما حدث تقدم خطوة الي للأمام يتبعه تراجع اكثر منه بل ان الطرفين ساهما في تفويت اللحظة المناسبة لتشكيل حكومة وحدة وطنيةrlm;.rlm;

ان وصول منحني اللقاءات من اجل انجاز حكومة الوحدة الوطنية الي الاعلان عن لقاء عباس ومشعل يحمل الكثير من الفرص ان لم يكن بشأن الحكومة الفلسطينية فعلي الاقل بالاتفاق علي ملامح الفترة القادمةrlm;,rlm; ولكن الاهم انه يؤكد اولا ان المشكلة الاساسية في عدم نجاح جهود الوساطة هي عدم وجود عنوان واضح او واحد لحماس فهناك المسئولون في الداخل وهناك خالد مشعل والمسئولون في الخارج بكل ما للطرفين من امتدادات اقليميةrlm;.rlm;

ويؤكد ثانيا او علي الاقل يرجح ان قرار حماس او الكلمة الاخيرة باتت لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماسrlm;.rlm;

وفي حال نجح لقاء عباس مشعل في نزع فتيل الازمة فمن المؤكد ان ذلك سيعد اعلانا او تتويجا لمشعل زعيما فعليا لحماسrlm;.rlm;

ومع ذلك يظل السؤال الاهم هو هل يفعلها مشعل ويمنح حكومة الوحدة الوطنية التي دعا دوما كل القوي الفلسطينية لتشكيلها علي اساس وثيقة الوفاق الوطني قبلة الحياة قبل ان تفارقها ويدخل الفلسطينيون ومعهم حماس ذاتها دوامة الانتخابات المبكرةrlm;.rlm; الأمر متروك للأيام القليلة المقبلةrlm;.rlm;