18 يناير 2007


دrlm;.rlm; سمير غطاس


شهد يوم الأربعاء الماضيrlm;2007/1/10rlm; إعلانا مدويا للسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماسrlm;,rlm; كان قد أصدره من دمشق ـ عاصمة الأمويين العتيدة وسوريا الحديثةrlm;.rlm;

كان مشعل قد قال في تصريحاتهrlm;,rlm; إن إسرائيل حقيقة وأنه ستبقي هناك دولة اسمها إسرائيلrlm;,rlm; وقالrlm;:rlm; أنا كفلسطيني أتحدث اليوم عن مطلب فلسطيني عربي بأن تكون عندي دولة علي حدودrlm;67,rlm; صحيح أن النتيجة بالأمر الواقع تعني أن هناك كيانا أو دولة اسمها إسرائيل علي بقية الأراضي الفلسطينيةrlm;..rlm; هذا أمر واقعrlm;.rlm;

واستطرد مشعل قائلاrlm;:rlm; إن حماس ستتحدي الشروط الغربية بأن نعترف رسميا بإسرائيل لحين تلبية المطلب الخاص بإقامة دولة فلسطينية علي حدودrlm;1967,rlm; ثم اضاف قولهrlm;:rlm; إن إسرائيل حقيقة قائمة والفشل هو فشلنا اننا لم ننجح في اقامة دولة فلسطينية الي جانب دولة إسرائيلrlm;.rlm;

وحقيقة الأمر أن المتابعين عن كثب للواقع الفلسطيني الداخليrlm;,rlm; وللتطوراتrlm;,rlm; خاصة داخل حركة حماسrlm;,rlm; لم تفاجئهم تصريحات مشعل الأخيرةrlm;,rlm; التي أعلن فيها علي نحو قاطع اعتراف حماس بالأمر الواقع الذي تمثله إسرائيلrlm;,rlm; وكانت هذه التصريحات متوقعة في اطار العديد من الأسباب التي ربما كان من أبرزها الأسباب الثلاثة التاليةrlm;:rlm;

أولاrlm;:rlm; أن حركة حماسrlm;,rlm; باعتبارها فرعا من حركة الاخوان المسلمينrlm;,rlm; هي حركة سياسيةrlm;,rlm; وككل حركة سياسيةrlm;,rlm; بحكم طموحها للاستيلاء علي السلطة ستكون مضطرة لملاءمة سياساتها وبرامجها ومواقفها بما يتناسب وحجم الأوضاع والتحديات التي تواجهها في كل مرحلةrlm;,rlm; ولهذا من الخطأ أن ينجر الناس وراء الخلط المتعمد بين ما هو ديني وما هو سياسيrlm;,rlm; فالاخوان وحماس هما حركة سياسية واحدة ليس لها أي حصانة أو قداسة دينيةrlm;.rlm;

ثانياrlm;:rlm; لان المسار التاريخي لحركة حماس نفسه يبرهن تماما علي كل ذلكrlm;,rlm; بدءا من انبثاقها عن حركة الاخوان المسلمين في السبعينيات تحت اسم المجمع الاسلاميrlm;,rlm; والدور الذي لعبته آنذاكrlm;,rlm; في ظل الاحتلالrlm;,rlm; لمواجهة التيار الغالب لمنظمة التحريرrlm;,rlm; ثم تحولها في نهاية الثمانينيات الي حركة مقاومة مسلحةrlm;,rlm; ورفضها دعوة عرفات للمشاركة في الانتخاباتrlm;,rlm; أو في أي حكومة من الحكومات المتعاقبة للسلطة الفلسطينيةrlm;,rlm; بدعوي تأسيس هذه السلطة علي اتفاق أوسلو الباطل شرعاrlm;,rlm; ومن ثم تحولها في المرحلة الأخيرة الي إعلان التهدئة والتمسك به منذ مارسrlm;2005rlm; وحتي الآنrlm;,rlm; وانخراطها بكل زخم في العملية السياسية والانتخابات العامةrlm;,rlm; والتشبث بالحكومة التي شكلتها بدعوي الدفاع عن خيار الديمقراطيةrlm;,rlm; التي لم تكن بالنسبة لحماس نفسهاrlm;,rlm; قبل عدة سنواتrlm;,rlm; سوي بدعة غربية وحلقة في المخطط الامبريالي الصهيوني الذي يستهدف إلهاء الشعب وصرف نضاله عن مقاومة الاحتلالrlm;.rlm;

ثالثاrlm;:rlm; لان تصريحات مشعل الأخيرة ليست جديدة تماماrlm;,rlm; كان الشيخ أحمد ياسين نفسه قد أصدر تصريحات مماثلة تماما لما قاله مشعل عن قبول حماس لاقامة دولة في حدودrlm;1967.rlm;

ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار هذه العناصر الثلاثة وما يتفرع عنهاrlm;,rlm; فإنه مع ذلك يبقي للمراقبين كل الحق في النظر الي التصريحات الأخيرة لمشعل عن الاعتراف بإسرائيل بكل الأهمية والجديةrlm;.rlm;

وفي تقديرناrlm;,rlm; فإن اعتراف مشعل يندرج في سياق عدد من العوامل المهمة التي تساعدنا علي فهم هذه التصريحات وأبعادها وأهدافها ومن أبرز وأهم هذه العوامل ما يليrlm;:rlm;

rlm;1rlm; ـ ان إعلان مشعل عن الاعتراف الواقعي بإسرائيل صدر في هذا التوقيت علي الأخص من دمشقrlm;,rlm; وهذا العامل له دلالته المهمة في ظل اعلان سوريا الرسمي عن رغبتها الملحة للعودة الي مائدة المفاوضات المباشرة مع الجانب الاسرائيلي من دون أي شروط مسبقةrlm;,rlm; كما كان الأمر في السابقrlm;,rlm; وقد أدي هذا الموقف السوري الرسمي الي ارباك الحكومة الإسرائيلية وانقسام مواقفها وآراء أقطابهاrlm;,rlm; مما اضطر أولمرت للقول مؤخرا بأنه يمانع في الاستجابة لهذا الإلحاح السوري لأن أمريكا تعارض بقوة السماح لإسرائيل بإجراء أي مفاوضات مباشرة مع سورياrlm;.rlm;

ويأتي تصريح مشعل عن الاعتراف الواقعي بإسرائيل من دمشق بالذاتrlm;,rlm; كنوع من الرسائل الاضافية التي تؤكد هذا الموقف السوريrlm;,rlm; ولإلمام كل من أمريكا واسرائيل بأن ورقة حماس الفلسطينية هي بحوزة دمشقrlm;,rlm; وأن المفاوضات مع اسرائيل يمكن ألا تقتصر فقط علي بحث مستقبل الجولانrlm;,rlm; وانما يمكنها أن تتسع لصفقة أكبر وأهم للطرفين معاrlm;.rlm;

rlm;2rlm; ـ ومن جهة ثانيةrlm;,rlm; يبدو أن تصريحات مشعل قد وضعت حدا قاطعا للتردد والتكهناتrlm;,rlm; فحماسrlm;,rlm; حسب مشعلrlm;,rlm; تعترف بإسرائيل علي أنها أمر واقعrlm;,rlm; وهي مستعدة للاعتراف الرسمي بإسرائيل فقط بعد اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة حتي يكون الاعتراف الرسمي متبادلا بين دولتينrlm;.rlm;

وهذا الموقف المعلن من مشعل وحماس يعني بشكل قاطع لا لبس فيهrlm;,rlm; أن الاعتراف بإسرائيل هو ضرورة سياسيةrlm;,rlm; ولا يقوم أبدا علي أساس أي فتوي شرعية أو دينيةrlm;.rlm;

rlm;3rlm; ـ ومن الوجهة السياسيةrlm;,rlm; يندرج إعلان مشعل عن الاعتراف الواقعي بإسرائيل في سياق متصل بعدد من التطورات والتحركات السياسية المهمة لحماس علي الساحة الدولية والأوروبية بشكل خاصrlm;.rlm;

ومن جهة أخريrlm;,rlm; كانت المصادر الأوروبية نفسها قد كشفت النقاب يومrlm;2006/12/24rlm; عما يسمي بـ وثيقة يوسفrlm;,rlm; نسبة الي أحمد يوسف المستشار السياسي لاسماعيل هنية رئيس حكومة حماسrlm;.rlm;

وملخص هذه الوثيقة يتوافق مع خطة أولمرت ومشروع كوندوليزا رايس الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية بعد انسحاب اسرائيل من الضفة الغربية إلي خط متفق عليهrlm;,rlm; كما تقول الوثيقةrlm;,rlm; مقابل هدنة تعلنها حماس لمدةrlm;5rlm; سنواتrlm;.rlm; كانت حماس من جهتها قد نفت علاقتها بهذه الوثيقةrlm;,rlm; برغم أن يوسف نفسه لم ينف أبدا زيارته لبريطانيا ولا لقاءاته مع رجل المخابرات البريطانية هناكrlm;,rlm; كما لم ينف ما ورد من بنود في هذه الوثيقة لكنه قال إنها مجرد صياغة لأفكار أوروبية وليست اتفاقا مع حماسrlm;,rlm; وأيا كانت الحقيقة في هذا الأمرrlm;,rlm; فإن الثابت الأكيد هو أن حماس تمارس حقهاrlm;,rlm; كحركة سياسية في التعامل الايجابي مع الواقع الدولي من حولهاrlm;.rlm;

وهناك أخيرا من يري أن إعلان مشعل الأخير عن الاعتراف الواقعي بإسرائيل يمكنه أن يفك عقدة اتفاق الأطراف الفلسطينية علي البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنيةrlm;,rlm; خاصة بعد أن أعادت حماس حساباتها بعد أن برهنت حركة فتحrlm;,rlm; برغم خلافاتها الداخليةrlm;,rlm; عن قدرتها علي حشد أكثر من ربع مليون مواطن في احتفالاتها في غزة بالذكريrlm;42rlm; لانطلاقتها عامrlm;1965,rlm; وأيضا في ظل استمرار أبومازن في التلويح لحماس بالتوجه الي انتخابات عامة مبكرةrlm;.rlm;

وقد يشير ذلك كله الي ضرورة أخذ اعلان مشعل الاعتراف بإسرائيل واقعيا علي محمل الجدrlm;,rlm; ربما لأن هذا الاعتراف لم يكن المفاجأة الأولي في جراب مشعلrlm;,rlm; كما أنه لن يكون بالطبع الكلمة الأخيرة في خطاب حماسrlm;.rlm;