2 فبراير2007
ريم عبيدات
حتى الذين تعدوا سبيعنهم الأخضر لم تجرؤ السنوات المتعبة الكثيرة على إخماد لهيب أفراحهم المتأصلة بقوة الارض وموسيقاها الضاجة بقدرات العظمة الانسانية المتجاوزة للمخاوف والتي رسمت لهم عنوان الرحلة العائمة.
في عيونهم جميعا انطلاقة نحو بعيد تجهل الذاكرة معالمه او تضاريسه. وفي عزمهم على المضي في حياة ملؤها الشباب الحق، قدرة يصعب ان تنافس، أما قوة الحلم في أعماقهم فقد فجرت بحر الرتابة التي يمكن ان تخيم على بعض الطريق، وفيما يجوبون بعيونهم حينا وبابتسامتهم أحيانا أخرى داخل حدود المركب ينتشر الضجيج مطوفا بالمكان كله.
وفيما الدهشة سيدة الموقف المتصدرة وسيمفونية فرح الطبيعة بعبقرية إمكانياتها الفذة، تنساب عبر أصوات مفاجأتها لتمتد كخيط سحري عميق وطويل ليأخذهم في رحلته البعيدة نحو المستحيل الأجمل.
وهو الماء سر الحياة والكون أقوى اقوياء الطبيعة وأمير أسرار القدرة والموهبة الحقة. وهي الجبال سر القوة والصلابة وشموخ الأرض التي غلبها الماء، تشخص بكينونتها الكاملة، في تشكل عبقري مذهل.
وهم الركاب المنقسمون على أصقاع الأرض تترامى أفكارهم كأحصنة فرح بري كبيرة لتطال أعياد بني البشر الذين تجمعوا في عيد شعبي يحيون مهرجان أفراحه البكر.
وتفيض الاسئلة الفضولية الرائقة من على جنبات المركب وأشرعته بين رفاق جمعتهم لحظة قرار مشترك ليتحولوا الى سكان بحر يزمجر غاضبا تارة معبرا عن ما اعترى أيامهم الخائفة والذابلة والمحملة بحزن الارض وشقاء إنسانها.
معاً وفي لحظة ودفعة واحدة أو دعوة اسرارهم التي لا تحدها حدود، متعاقدين سريعاً مع نسماته على تسكين ارواحهم التي لسعتها نيران التعب من كل جانب. تلك الذاهبة بقوة الى رحلتهم البرية الأجمل للخروج من مخاوف حياتهم الأرضية.
يتوحدون مصيرا دافئا متخذين من رذاذه وأمواجه وطنا واحدا لقلوبهم التائقة الى حب بحجم الكون أو أكبر، ونفوسهم الطائرة الى بعيد لا مخاوف تزجيها ولا متاعب... لساعات قد تطول او تقصر ينسلون واحداً إثر واحد في رحلة هجيعهم الى ذواتهم المحبة لا يدرون أي الطرق تأخذهم أشرعتها وقرارات الرياح التي اوكلوها مهمة الطهر في أعماقهم.
فهل أودعونا سر قصة حياتهم البحرية الجديدة، أم ان أمواجه ستطير الى أرواحنا التائقة ذات مساء لتكتب ما حفروه في أعماقها من أسرار وتشكل.
التعليقات