باريس ،بيروت - رندة تقي الدين

اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ان عودة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى لبنان laquo;ستساعد في عودة الحوار بين الأطراف اللبنانيين للتوصل الى اتفاقraquo; على مخرج من الأزمة السياسية اللبنانية.

ويتوقع ان يزور موسى بيروت في 8 الشهر الجاري بعد زيارته موسكو، لمعاودة اتصالاته مع فريقي الأكثرية والمعارضة حول المخرج من الأزمة الحالية. وقالت مصادر وزارية لـ laquo;الحياةraquo; ان موسى كان ينوي العودة لبذل مساعيه أول من أمس الاربعاء، لكنه عدل عن ذلك في انتظار استكشاف نتائج الاتصالات الايرانية ndash; السعودية التي تشمل مساعي الجانبين لتسهيل المخرج من الأزمة بين اللبنانيين، وسائر الاتصالات الجارية، وسط معلومات عن ان الجانب السعودي ما زال ينتظر جواباً ايرانياً عن موقف سورية و laquo;حزب اللهraquo; من مشروع مخرج من المأزق كان تم التوصل الى مسودة في شأنه.

وقالت مصادر موثوق بها في الجامعة العربية لـ laquo;الحياةraquo; ان موسى كان على اتصال بجهات عربية وبالسنيورة في بيروت للاطلاع على الاتصالات الجارية منذ بداية كانون الثاني (يناير) الماضي. وتوقف مسؤولون في الجامعة العربية أمام أهمية المعلومات التي تحدثت عن ان الأكثرية وافقت، في مسودة المخرج الذي توصلت اليه الاتصالات السعودية ndash; الايرانية، على صيغة لإقرار المحكمة ذات الطابع الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في الحكومة الجديدة بعد توسيعها على قاعدة 19-10-1، وبعد درس الملاحظات على المحكمة في لجنة خبراء من الجانبين. ورأى هؤلاء المسؤولون في الجامعة العربية ان هذا تطور مهم في موقف الاكثرية اذ كانت تصر في السابق على أولوية إقرار المحكمة في الحكومة الحالية، ليتم فور ذلك توسيع هذه الحكومة لتضم عدداً أكبر من المعارضين وفق صيغة 19-10-1.

لكن مصادر الجامعة أكدت لـ laquo;الحياةraquo; ان عودة موسى هذه المرة ستتم وفق قرار مسبق لديه بأنها ستكون لبذل محاولة أخيرة للتوصل الى المخرج على قاعدة المبادئ التي عمل استناداً اليها في زيارتيه السابقتين لبيروت. وأوضحت المصادر ذاتها ان موسى سيبذل جهداً هو الأخير لإراحة ضميره بأنه قام بما عليه لمحاولة نزع فتيل التأزم في لبنان، وإذا لم ينجح فلن يعود ثانية.

وفي باريس، رأى مصدر فرنسي رفيع المستوى في كلام الأمين العام لـ laquo;حزب اللهraquo; السيد حسن نصر الله الساعي الى التهدئة، رغبة في التجاوب مع المساعي السعودية ndash; الايرانية الهادفة لإعادة الحوار اللبناني. ولم يستبعد المصدر احتمال وصول الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي الى باريس قريباً لوضع الرئيس جاك شيراك في أجواء المساعي السعودية.

وقال ان فرنسا laquo;تتخوف من سعي سورية الى زعزعة استقرار لبنان عبر أدوات أخرى غير laquo;حزب اللهraquo;، مثل المخيمات الفلسطينية أو مزيد من الاغتيالاتraquo;. وأضاف: laquo;ان سورية ستسعى بكل امكاناتها لمنع انشاء المحكمة ذات الطابع الدولي، فيما الدول العربية الاساسية والولايات المتحدة وفرنسا ورئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة مصرون على المحكمةraquo;.

ورأى المصدر انه ينبغي عقد جلسة لمجلس النواب اللبناني كي يستأنف العمل الحكومي، مشيراً الى أن رئيس المجلس نبيه بري أكد لشيراك الذي اتصل به غداة laquo;باريس ndash;3raquo; ان جلسة المجلس العادية ستعقد في 20 آذار (مارس).

وتابع ان احتمال طلب لبنان لجوء مجلس الأمن الى الفصل السابع لفرض المحكمة الدولية ليس حلاً واقعياً، لأن روسيا والصين تعارضان ذلك لأسباب داخلية، والأفضل إقرار المحكمة من طريق البرلمان اللبناني.