أمير اورن ـ هآرتس

ان اخفاقات الجيش ووزارة الدفاع في معالجة تهديد الأنفاق التي يحفرها الفلسطينيون حول حدود قطاع غزة، والتي استخدم أحدها لتنفيذ الهجوم الذي أوقع بجلعاد شاليط في الأسر، تمت مناقشتها في التقرير الذي قدمه سراً مراقب الدولة هذا الأسبوع. وجرى تصنيف التقرير على أنه quot;سري للغايةquot;، وأن لجنة مراقبة الدولة في الكنيست هي من سيقرر ما يسمح بنشره من التقرير. ومن الممكن التخمين أن التقرير يؤكد على الإدعاءات التي نشرت في وسائل الإعلام في السنتين الأخيرتين بشأن إهمال ولامبالاة المستويات المهنية ومتخذي القرارات في المؤسسة الأمنية.
عملية اختيار المنظومة جرت في ثلاث مجموعات باشراف وتنسيق مدير الابحاث وتطوير الوسائل القتالية والبنى التحتية التكنولوجية (مفات) المشتركة بين الجيش ووزارة الدفاع. خبراء الصواريخ والليزر صنفوا كل اقتراحات وعروض بناء المنظومة المضادة واستبعدوا تلك المخصصة للدفاع الموقعي لحماية المعسكرات أو المواقع العسكرية، ولا تصلح لحماية المدن التي تمتد لعشرات الكيلومترات. بالإضافة إلى ذلك تم فحص احتمالين، شمالي وجنوبي، على افتراض أنه بعد سنتين فإن الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة ستكون قادرة على الوصول إلى quot;كريات غاتquot; وبعد quot;أشكلونquot;..
خلال فحص الجداول الزمنية للتطوير والتسلح، وتأثير حالة الطقس، تقرر أن مواجهة quot;الليزر للصاروخquot; قد انتهت بانتصار ساحق للصواريخ، لأن السلاح الاعتراضي بالليزر يحمي منطقة صغيرة جدا ويتطلب اسلحة كثيرة ومُكلفة جدا لتغطية باقي المناطق.
الحل الذي طرحه يعقوب نيغل، رئيس لجنة الفحص والنائب العلمي لرئيس هيئة التطوير quot;مفاتquot;، وصادق عليه رئيس الهيئة ومدير عام وزارة الدفاع ووزير الدفاع عمير بيرتس وايهود اولمرت أخيرا، يقوم بربط المنظومات التي اقترحتها quot;رفائيلquot; (كمقاول رئيس) والصناعات الجوية، سيكلف 300 مليون دولار ـ هذا يعني أن ثمن كل صاروخ قد يصل الى 30 ـ 40 ألف دولار في غياب المساعدة الامريكية، ويؤدي الى نصب نصف دزينة مضادات في الشمال ونصف دزينة في الجنوب.
هذه بشارة تجارية جيدة لرفائيل، ولكن في حديث مع quot;هآرتسquot; طلب مدير عام رفائيل سابقا، الدكتور زئيف غونين، التخفيف من الحماسة. الدفاع الفعال والنشط في مواجهة الصواريخ محدود بطبيعته، وفي المستقبل ايضا لن تتوفر حماية دفاعية على مساحات واسعة في مناطق مثل سدروت وكريات شمونة، حذر غونين. quot;الوسيلة الأكثر نجاعة لمنع سقوط الصواريخ هي سياسية. والوسيلة العسكرية الأكثر نجاعة هي في العادة هجومية مثل احتلال مناطق اطلاق الصواريخ. المنظومة التي سيتم تطويرها ستوفر بعد سنوات حماية جيدة للجبهة الداخلية السياسية، وليس بالمطلق، إلا أن هذه الحماية لن تغطي منطقة الجبهة التي هي بؤرة اطلاق الصواريخ والتي يحاول العدو إرهاقها واستنزافها حتى يدفع السكان الى الفرار من هناكquot;. تحت ستار الكلمات ستواصل الصواريخ سقوطها وسيواصل الفلسطينيون حفر أنفاقهم.