الخميس 15 فبراير 2007

بوش لا يستبعد الحوار مع طهران quot;اذا أحرزنا نجاحاًquot;
واشنطن - حنان البدري

أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش، أمس، رفض إجراء محادثات مباشرة مع الجمهورية الإسلامية، لكنه لم يستبعده ldquo;ldquo;إذا شعرنا بأننا أحرزنا نجاحاًrdquo;، ولوح بالاتفاق النووي مع كوريا الشمالية باعتباره ldquo;خطوة أولى جيدةrdquo; يمكن ان تحتذيها طهران، وجاءت تصريحات بوش في وقت تصاعدت الانتقادات والشكوك تجاه محاولات البيت الابيض ووزارة الدفاع (البنتاجون) الربط بين إيران والارهاب في العراق الذي نجم عنه مقتل 170 جندياً أمريكياً، وفبركة الأدلة لضرب إيران.

وقال بوش في مؤتمر صحافي انه يجري حاليا تنفيذ الخطة الجديدة التي تقودها الولايات المتحدة لتأمين بغداد، الا أنه حذر من ان تنفيذها ldquo;سيستغرق وقتاًrdquo;، وان من يسعون الى عرقلة الخطة سينفذون أعمال عنف. وقال ldquo;لقد بدأت الخطة تاخذ شكلاrdquo;. أضاف ان قوات الأمن العراقية تكافح حملة ldquo;تطهير عرقيrdquo; في بعض أنحاء بغداد.

وقال في رد على سؤال حول ما يعنيه تحقيق النصر في العراق ldquo;السؤال الرئيسي هو: هل يمكننا مساعدة هذه الحكومة على امتلاك قوات الأمن الضرورية لضمان وقف التطهير العرقي الذي يحدث في بعض الأحياء؟rdquo;.

وشدد بوش على ضرورة ان يسارع أعضاء الكونجرس الى تمويل القوات الأمريكية في العراق حتى تتوفر لهذه القوات المرونة اللازمة لإنجاز المهمة.

وقال بوش انه لم يتضح بعد ما إذا كان كبار القادة الإيرانيين قد لعبوا دورا في تسريب قنابل جديدة فتاكة الى العراق استخدمت في قتل جنود أمريكيين في هذا البلد المضطرب. وأوضح ldquo;استطيع القول بكل تأكيد أن قوات القدس، وهي جزء من الحكومة الإيرانية، وفرت هذه العبوات الناسفة المتطورة التي تلحق الضرر بقواتناrdquo;.

أضاف ldquo;لا أعلم ما إذا كانت قوات القدس قد تسلمت أوامر من أعلى المستويات في الحكومةrdquo; الإيرانية، وrdquo;لكن ما أقوله هو أن الأسوأ من ذلك هو ان يكونوا قد أصدروا الأوامر فحدث ذلك، او أنهم لم يصدروا الأوامر ومع ذلك فقد حدث ذلكrdquo;.

ورفض الرئيس الأمريكي إجراء أي محادثات مباشرة مع إيران في الوقت الحالي، إلا أنه قال انه قد يفكر في إجراء مثل هذه المحادثات في المستقبل ldquo;اذا اعتقدت اننا يمكن ان نحرز نجاحاrdquo; في تحقيق الأهداف الأمريكية الرئيسية. وأضاف ldquo;اريد ان اضمن ان يبقى العالم بأكمله مشاركا في المسألة الإيرانية لانني اعتقد ان هذه طريقة أكثر فعالية لإقناع الإيرانيين بالتخلي عن تطلعاتهم بامتلاك اسلحة نوويةrdquo;. وقال ldquo;الناس سيقولون اجتمعوا واجلسوا، وردي هو، إذا كان ذلك يأتي بنتائجrdquo;.

واعتبر ان الاتفاق التاريخي الذي تم إبرامه مع كوريا الشمالية في بكين ldquo;خطوة أولى جيدة مهمة في الاتجاه الصحيحrdquo;، الا أنه أكد أن هناك الكثير من العمل الواجب القيام به لتحويل الاتفاق الى واقع. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جوردون جوندرو إن ldquo;الزعماء اليابانيين والكوريين الشماليين تعهدوا بضمان وفاء كوريا الشمالية بالتزاماتهاrdquo;.

من جهة أخرى، حذر قانونيون أمريكيون في واشنطن أمس من إمكانية قيام إدارة بوش بتوجيه ضربات عسكرية ضد أهداف داخل ايران وطالبوا بإعادة قراءة خطاب للرئيس الأمريكي في يناير/ كانون الثاني المنصرم، ذكر فيها ان إيران تزود وتؤيد بالدعم المالي هؤلاء الذين يقتلون القوات الأمريكية بالعراق، حيث انه وطبقاً للقانون الدولي ومواثيق أممية فإن إثبات هذه المسألة وذكرها يعطي الولايات المتحدة حق الرد العسكري.

وقال كينيث كيتزمان كبير محللي مركز الأبحاث بالكونجرس الأمريكي لrdquo;الخليجrdquo; إنه لا يعتقد في إمكانية قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية قريبا ضد ايران أو تصعيد سريع لمواجهة عسكرية ولكنه مع ذلك أضاف أن هذا التصعيد الأمريكي ضد ايران حتى لو تم تنفيذه أو وقف ما يقال عن دعم إيران للميليشيات العراقية الموالية لها، فإن ذلك لن يؤدي الى تغيير يذكر في حجم التهديدات التي تواجهه القوات الأمريكية بالعراق.

وبينما نفت البنتاجون رسمياً ان يكون المؤتمر المغلق الذي لم يسمح بذكر أسماء أو رتب من قاموا به في بغداد مطلع هذا الأسبوع للإعلان عما يسمى بأدلة التورط الإيراني في العراق، علم أن أحدهم يمثل الاستخبارات الأمريكية والثاني خبير مفرقعات والثالث يمثل الجيش الأمريكي، ذكر معلقون لrdquo;الخليجrdquo; ان هذا المؤتمر جاء في اطار ما يوصف بالألاعيب السياسية التي تستهدف محاولة الإدارة الأمريكية جذب الأنظار بعيداً عن مناقشات الكونجرس الحامية حول خطة الرئيس الأمريكي لإرسال المزيد من القوات للعراق، وهو الأمر الذي سارع المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو بنفيه تماماً، وقال إن قرار الكشف عن تورط إيران جاء بسبب التهديد الواضح والمتزايد الذي تواجهه قواتنا بالعراق، نحن لا نستعد لحرب ضد إيران ولكن ما نفعله هو حماية أناسنا.

وقالت جوديث ياف من كلية الدفاع القومي الأمريكية ان إدارة بوش في اتهامها لإيران تسعى للحصول على تأييد سياسي لخطة بوش الجديدة بالعراق ويحاولون تغيير مسار الحوار العام لإلقاء اللوم على الآخرين أي إيران في الفوضى الحادثة بالعراق.

ويشكك كثيرون بينهم أعضاء بارزون في الكونجرس الأمريكي في إمكانية تصديقهم لما تزعم إدارة بوش بأنه أدلة ضد إيران، وأبدى السيناتور كريستوفر ضاد انزعاجه الشديد تجاه التصعيد الذي تقوم به إدارة بوش حالياً ضد إيران لا سيما المعلومات الاستخباراتية التي تم إعلانها بواسطة موظفين وصفهم ldquo;بالسريينrdquo; ودون توثيق للمعلومات وهو الشيء المخيف والمرعب الذي يذكرنا بما شاهدناه من تلك الإدارة عندما كانوا يدقون طبول الحرب ضد العراق،. حسب قول السيناتور ضاد.

وكان الرئيس الأمريكي قد امتنع في مؤتمره الصحافي عن الإجابة مباشرة عن أسئلة حول لماذا يتحتم على الأمريكيين تصديق معلوماته الاستخباراتية هذه المرة حول تورط إيران في العراق وان لها مصداقية وليس كما حدث في السابق قبل غزو العراق، وعندما حاصره الصحافيون بنفس السؤال جاء رده: ldquo;بأنه يعلم ان هذه الأسلحة هناك ويعلم ان كتائب الأقصى وراء ادخالها. ولوح الرئيس بوش بإمكانية استخدامه هذه المرة لكل المحاولات الدبلوماسية مع إيران، مشيراً بشكل غير مباشر الى النجاح الدبلوماسي الذي تحقق قبل يوم مع ملف كوريا الشمالية النووي واصفاً هذا النجاح بأنه ldquo;صفقة لا مثيل لهاrdquo;.