الثلاثاء 20 فبراير 2007

ديفيد كيركباتريك

قبل عدة سنوات عندما كانت quot;هيلاري كلينتونquot; في موقع السيدة الأولى في الولايات المتحدة، لم يبرع أحدهم في تجسيد ما أطلق عليه quot;مؤامرة الجناح اليمينيquot; أكثر من quot;ريتشارد ميلون سكايفيquot;. فقد أنفق quot;سكايفيquot; المصرفي ذائع الصيت في الولايات المتحدة، أكثر من مليوني دولار لإجراء تحقيقات خاصة الهدف منها كشف التورط المزعوم للسيدة quot;كلينتونquot;، وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون في عمليات فساد ذات صلة بصفقات لأراضٍ غير شرعية، وسلوك غير أخلاقي، فضلاً عن الضلوع في أمور متصلة بالمخدرات، بل وحتى عمليات قتل. لكن اليوم وبينما تستعد هيلاري كلينتون للترشح عن الحزب quot;الديمقراطيquot; في الانتخابات الرئاسية المقبلة آثر quot;سكايفيquot; الحفاظ على أمواله، والابتعاد عن تشويه سمعتها. والسبب في تغيير المواقف كما يفصح عنه quot;كريستوفر روديquot;، وهو أحد موظفي quot;سكايفيquot; الذي تولى عملية البحث والتنقيب في سيرة بيل كلينتون quot;إعادة التفكير التي قمنا بها نحن الاثنين، فالرئيس كلينتون لم يكن بذلك السوء على كل حال. والواقع أنه كان رئيساً جيداً من نواحٍ عديدةquot;.
وفيما يتعلق برد فعل quot;المحافظينquot; إزاء الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون يقول quot;روديquot;: quot;لم تصل بعد حدة الغضب ضد هيلاري إلى المستوى الذي وصلته إبان عهد الرئيس كلينتونquot;، مضيفاً: quot;لقد غيرت من صورتها وأصبحت أكثر اعتدالاً في مواقفهاquot;. لكن بالنظر إلى البرامج التي تبثها المحطات الإذاعية quot;المحافظةquot; تبرز هيلاري كلينتون كأحد أكثر السياسيين تعرضاً للانتقاد والتشهير في البلاد. ومع ذلك يؤكد العديد من quot;المحافظينquot; أن ما تتعرض له هيلاري من تشويه لسمعتها في وسائل الإعلام، فضلاً عن الدعاية التي تسخَّر ضدها قد لا تعبر حقيقة عن الواقع المغاير اليوم، مقارنة مع ما كانت عليه الأمور خلال فترة زوجها كلينتون. فمقابل كل quot;محافظquot; يؤكد بأن هيلاري كلينتون ستستشعر حدة الانتقادات ما أن تحصل رسمياً على تزكية الحزب quot;الديمقراطيquot; وتبدأ فعلياً حملتها الانتخابية، يوجد quot;محافظquot; آخر يشكك في أن هيلاري ستواجه نفس الانتقادات التي وجهت لزوجها في السابق.
وبالنسبة لبعض خصومها السابقين لم تعد المعارك السياسية التي ميزت الفترة الرئاسية لزوجها مثل تواجد المثليين في الجيش الأميركي، أو فضيحة quot;مونيكا لوينسكيquot; هاجساً مهماً في الفترة الحالية بعدما طفت إلى السطح قضايا أكثر إلحاحاً مثل الإرهاب وتحديات الأمن القومي. وفي هذا السياق يقول quot;كليف جاكسونquot;، وهو من الشخصيات التي ساهمت في كشف العديد من الفضائح المرتبطة بالرئيس السابق بيل كلينتون: quot;أعتقد أن المناخ السياسي تغير بعض الشيءquot;، مؤكداً عدم رغبته في الدخول في صراع مع هيلاري كلينتون، أو توجيه انتقادات لها. وبالعكس من ذلك بدا quot;كليف جاكسونquot; أكثر تقبلاً لترشيح هيلاري عندما دافع في مدونة إلكترونية خاصة به عن بيل كلينتون وحملته العالمية لمكافحة الإيدز في أفريقيا. ويشير المراقبون إلى الدور الحيوي الذي ستلعبه طريقة التعامل مع حملة هيلاري كلينتون في توجيه مسار الانتخابات الرئاسية المقبلة.
فقد جعلت كلينتون من احتمال تعرضها لهجوم حاد من قبل quot;المحافظينquot; أساساً لتمويل حملتها الانتخابية باعتبار المال ضرورياً لرد الانتقادات ودحضها، فيما يعتبر quot;الديمقراطيونquot; أن الصراع المرتقب يفاقم من حدة الاستقطاب بين quot;المحافظينquot; وquot;الليبراليينquot;، وهو ما قد يضعف حظوظ هيلاري في السباق نحو البيت الأبيض. ومن ناحيتهم يعتبر quot;الجمهوريونquot; أن ترشيح هيلاري كلينتون من قبل الحزب quot;الديمقراطيquot; هو فرصتهم الكبرى لإعادة رص صفوفهم في وقت يشتكي فيه بعض quot;الجمهوريينquot; من التخاذل الأيديولوجي لبعض شخصياتهم البارزة. وينتظر العاملون في الآلة الدعائية لـquot;المحافظينquot; من ناشرين ومعلنين وغيرهم ترشيح هيلاري كلينتون بفارغ الصبر لاستئناف هجومهم الذي بدأوه خلال فترة زوجها. وفي هذا الإطار يقول quot;ديفيد كيquot;، رئيس quot;اتحاد المحافظين الأميركيينquot; الذي سيعرض في اجتماع مقبل للاتحاد قمصاناً تحمل شعارات مناهضة لكلينتون quot;تعتبر هيلاري في نظرنا شراً لا يمكن التغاضي عنهquot;.
ومع ذلك يقر quot;ديفيد كيquot; إلى جانب العديد من الناشطين في التيار quot;المحافظquot; بأن الكراهية التي كانت سائدة تجاه الرئيس كلينتون وزوجته بدأت تتراجع في أوساط القاعدة منذ أن غادرا البيت الأبيض. وهكذا تعطلت جهود جمع الأموال لوقف حملة هيلاري كلينتون في انتخابات مجلس الشيوخ في 2000 و2006، كما فشلت محاولات جمع الأموال لإقامة مكتبة مناهضة لبيل كلينتون في مدينة quot;ليتل روكquot; الأميركية. ويشير quot;المحافظونquot; بكثير من القلق إلى أن هيلاري التي يسعون إلى إظهارها ضمن الشخصيات الليبرالية القادمة من سنوات الستينيات تبني حملتها الانتخابية باعتبارها أقل المرشحين المحتملين للحزب quot;الديمقراطيquot; ليبرالية. لكن quot;ديفيد كيquot; يصر مع ذلك على أن quot;صورة هيلاري كلينتون كساحرة شريرة ترسخت في أذهان المحافظين والرأي العام حتى قبل أن تتمكن من إصلاح تلك الصورةquot;. وقد أشار في هذا السياق إلى أن استطلاعات الرأي تظهر معدلات الشعبية المتدنية التي تحظى بها مقارنة مع باقي مرشحي الحزب quot;الديمقراطيquot;. ويرد على ذلك المتحدث باسم هيلاري وهو quot;هوارد ويلفسونquot; بقوله: quot;أعتقد أن التاريخ يظهر أنه كيفما كان المرشح فإنه سيتعرض لانتقادات اليمين، ونحن على أتم الاستعداد لمواجهة ذلكquot;.
وقد استقطبت حملة هيلاري كلينتون المزيد من الأعداء مثل quot;جون لوبوتيليquot;، النائب السابق في الكونجرس عن ولاية نيويورك، وأحد المعلقين quot;المحافظينquot; الذي شن حملة ضارية لعرقلة التقدم السياسي لهيلاري كلينتون، معتبراً أن خصومها تعاملوا معها بتساهل بالغ ومنحوها quot;الضوء الأخضرquot; لدخول الكونجرس. وفي إطار حملته المناوئة لها أنفقت منظمة quot;جون لوبوتيليquot; 20 ألف دولار على إعلانات تلفزيونية تظهر تذمر بعض الشخصيات البارزة في الحزب quot;الديمقراطيquot; من مرشحتهم المحتملة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.