قريع يتهم امريكا بتجميد التسوية السلمية ويقر بوجود تباين بالمواقف مع عباس:
الرئيس عباس مرتاح للعمل مع دحلان.. وانا لست غائبا.. والمؤتمر الحركي ضروري لفرز قيادة جديدة
حذّر في حديث لـ القدس العربي من حدوث انتقائية في التعامل مع وزراء الحكومة الجديدة


رام الله - وليد عوض

اكد رئيس الوزراء الفلسطيني السابق احمد قريع (ابو علاء) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ان القضية الفلسطينية ليست اولوية للادارة الامريكية، وشدد علي ان اتفاق اوسلو مرحليا وكان من المفروض ان ينتهي عام 1999 باقامة الدولة الفلسطينية.
وجاءت اقوال قريع في حوار مطول مع القدس العربي قال فيه ان هناك تباينا في وجهات النظر بينه وبين الرئيس عباس وان لا احد يستطيع ان يخطف قيادة فتح وان المطلوب في المرحلة الحالية عقد المؤتمر السادس لحركة فتح حتي يتم فرز قيادة جديدة. وتطرق قريع في حواره الي ملف استشهاد الرئيس عرفات مؤكدا ان هذا الملف سوف يبقي مفتوحا الي ان يتم توضيح ومعرفة الاسباب الحقيقية التي تقف وراء اغتياله. وفيما يلي نص الحوار:

بداية لماذا لم تحقق زيارة وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس اية نتائج تذكر رغم عقدها لقمة ثلاثية جمعتها بالرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي يهود اولمرت؟
لم يكن احد يتوقع ان تحقق هذه القمة اي شيء. فماذا يمكن ان نتوقع من عملية سلام مجمدة في الفريزير و مفتاح ذلك الفريزر بيد امريكا. وامريكا تحركاتها ما زالت ضمن اولوياتها والقضية الفلسطينية هنا ليست من اولوياتها. والقضية بالنسبة للولايات المتحدة هي المصلحة الاسرائيلية بداية، واسرائيل حسمت امرها من ايام شارون والحل بالنسبة لها هو دولة الجدار وليست دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، فاسرائيل تعمل علي اقامة دولة الجدار والجدار هو حدود رسمت وبنيت علي الاراضي الفلسطينية لتقتطع المناطق المهمة ولتأخذ القدس ايضا.

تخدير اعصاب

ولكن ماذا عن سبب تحرك رايس خلال الفترة الاخيرة علي صعيد الملف الفلسطيني، وهل هناك علاقة ما بين مايجري في العراق والتحرك الامريكي فلسطينيا؟
المنطقة من النظرة الامريكية هي منطقة واحدة، وهم يريدون ان يشعروا المنطقة بانهم يتعاملون مع مركز الصراع في المنطقة بشكل يخدر الاعصاب وليس لاعطاء الحلول.
الادارة الامريكية تتحفظ علي اتفاق مكة بين حركتي فتح وحماس وتشكيل حكومة وحدة وطنية، هل ستنجح تلك الحكومة في كسر الحصار المفروض علي الفلسطينيين؟
نأمل ذلك، ونحن تأخرنا حتي وصلنا الي ذلك وكان من المفروض علي حماس وفتح الوصول الي هكذا اتفاق منذ زمن، ونحن نشكر السعودية وخادم الحرمين الشريفين الذي هزته الاحداث وصور الدم الفلسطيني النازف في قطاع غزة والذي كان يهدد بتطورات اكثر خطورة مما حدث.
هل تعتقد بامكانية نجاح حكومة الوحدة من تغيير وجهة نظر المجتمع الدولي وكسر الحصار؟
اذا كان قرارنا واضحا نستطيع ان نقنع العالم، المهم ان يكون هناك قرار فلسطيني مستقل اتخذناه بانفسنا لمصلحتنا ومصلحة شعبنا، اما ان نبقي ننتظر ماذا يريد الاوروبي والامريكي والاسرائيلي عندها لن يكون لنا قرار ولن يكون لنا موقف.
هناك مخاوف من عدم تشكيل تلك الحكومة؟
يجب ان نقاوم ذلك، وان نعمل كلنا من اجل تشكيل هذه الحكومة وليس هناك من خيار امامنا سوي تشكيل هذه الحكومة لتعزيز الشراكة الفلسطينية في الحكومة والمجلس التشريعي والمنظمة فهذه مقومات النظام السياسي الفلسطيني.

صعوبات امام الحكومة

ما هي نسبة نجاح حكومة الوحدة الفلسطينية في مهامها؟
انا في تقديري هذه الحكومة ستواجه صعوبات ولن تكون الطريق مفتوحة امامها ولكن سيكون وضعها افضل من وضع الحكومة السابقة، ولكن اخطر ما يواجه الحكومة الجديدة وانا احذر من ان تحدث انتقائية في التعامل مع هذا الوزير دون ذلك او مع هذا الطرف دون الاخر فهذه حكومة واحدة بسياسة واحدة وبموقف واحد واذا كان هناك تمييز في التعامل فسوف تخلق حساسيات ومشكلات وستكون لها افرازات خطيرة.
هل كان بمقدور حكومة تكنوقراط ان تحقق نجاحات اكثر؟
كان من الممكن ولكن بشرط ان تكون مدعومة من قبل فتح وحماس بالتحديد.
هناك فجوة بين البرنامج السياسي لحماس والبرنامج السياسي لفتح هل يمكن لهما النجاح مع بعضهما البعض؟
هذه الفجوة بحاجة الي قرارات من القيادات بين فتح وحماس، والحكومة المنتظرة هي حكومة جاءت في اطار تداول السلطة ولم تأتي انقلابا علي السلطة بالدبابة والسلاح لا بل جاءت بانتخابات ديمقراطية افرزت هذه النتائج وبالتالي علي الطرف الذي نجح في هذه الانتخابات ان يبقي ملتزما بما سبقه من اتفاقيات، اما حماس وفتح فلكل برنامجه و لا احد يزاود علي الاخر.
هل اتفقتم في فتح علي من سيشغل حقائبها الوزارية في حكومة الوحدة الوطنية؟
حتي الان مازال الموضوع قيد البحث.
من هو نائب رئيس الوزراء؟
لم نتحدث بعد.
هل ترشح احدا من فئة الشباب؟
انا لست مع مقولة شباب مع العلم انني من اكثر الناس ايمانا بتدافع الاجيال وحقها في ان تأخذ مواقعها ومكانتها، واثبت الشباب علي مدار النضال الوطني صلابتهم ووعيهم وادراكهم ولذلك من حقهم ان يأخذوا دورهم.
هل اجراء الانتخابات التشريعية السابقة كان قرارا صائبا؟
لا داعي لعملية التقييم فهذا التقييم للتاريخ، وكانت لي وجهة نظر باننا نحن في مرحلة انتقالية مؤقتة وبمجلس تشريعي مؤقت وبرئاسة انتقالية مؤقتة وبسلطة كلها انتقالية مؤقتة، وليست الديمقراطية هي التي تواجهنا ما يواجهنا هو الاحتلال وكيفية انهائه وازالته.

الصراع بين فتح وحماس

الانتخابات التشريعية الاخيرة هل خدمت المصلحة الفلسطينية؟
نحن اضعنا وقتا طويلا جدا ووضعنا لم يكن كما كان في السابق فهناك صراع داخلي بين فتح وحماس وامور كثيرة جدا كنا في غني عنها، ولكن علي اي حال ان تنتهي الامور بما وصلت اليه في التوافق علي شراكة سياسية بناء علي اتفاق مكة فهذه خطوة الي الامام.
سمعنا بان هناك مليار دولار من السعودية لدعم اتفاق مكة؟
انا لم اسمع عن ذلك، لكن انا اعلم ان السعودية هي الدولة التي اوفت بجميع التزاماتها للقضية الفلسطينية.
في الايام الماضية سمعنا بان هناك دعوة اردنية لاسماعيل هنية لزيارة عمان، هل تعتقد بان هناك موافقة من الرئيس عباس علي هذه الزيارة؟
هذه قضية بينهم وانا لست طرفا لكن هناك دعوة سابقة من الملك عبد الله للسيد اسماعيل هنية
ولكن كان هناك اعتراض من الرئيس عباس علي تلك الدعوة؟
نعم الرئيس اعترض وقال باننا نحل مشاكلنا بانفسنا.
هل حركة فتح جاهزة لخوض انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة؟

مخاطر اجراء الانتخابات

هذه الانتخابات لا تحدث دون التوافق علي اجرائها واذا لم يتوافق الجميع علي اجرائها فان مخاطرها كبيرة والحمد لله تم تجاوز الدعوة لمثل هذه الانتخابات باتفاق مكة.
ولكن هل فتح التي هزمت امام حماس جاهزة لمثل هذه الانتخابات؟
فتح في وضع ممتاز وقواعدها في وضع جيد والمطلوب عقد المؤتمر السادس للحركة باسرع وقت ممكن حتي يتم فرز قيادة جديدة قادرة علي تحمل العبء ولم تعد عمليات التشكيك والتحذير تجدي وتفيد، ففتح بحاجة الي مؤتمر يناقش الوضع بكل شمولية ومن ينتخب للقيادة فاهلا به سواء من الشباب او الكبار.
ما الذي يمنع عقد هذا المؤتمر؟
لا يوجد عذر لتأخير عقد هذا المؤتمر فهذا الحل الوحيد والامثل للحفاظ علي وحدة الحركة و تجنبها الانشقاق والتمرد نتيجة تعطيل دورة الحياة في صفوفها ومن الضروري ان ينعقد المؤتمر العام بانتخاب لجنة مركزية ومجلس ثوري جديد وهذا التاخير يشعر الجميع بمحاولة انقلاب داخل الحركة ولهذا فان الاستحقاق مهم جدا ومن هنا المؤتمر يجب ان ينعقد.
هناك من يتحدث عن وجوب رحيل اللجنة المركزية لحركة فتح؟
لا اللجنة المركزية لحركة فتح يجب ان تبقي الي ان يتم عقد المؤتمر العام وهو الذي يفرز من سيخرج ومن سيبقي.
هل انت علي خلاف مع الرئيس عباس؟
لا، ولكن هناك تباينا في وجهات النظر خاصة في تلك الاجواء التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
هل لك تحفظ علي اسلوب قيادة الرئيس عباس للسلطة؟
ليست لي اية تحفظات، فهذه المرحلة هو من يقودها ونحن من خلفه والله الموفق.
لماذا لم تحضر الي جانب الرئيس عباس عند استقالة حكومة اسماعيل هنية؟
من يحضر يسد.
هل هناك عملية تغييب لبعض القيادات الفلسطينية؟
لا احد يغيب احدا والكل له دوره.
هناك اتهامات بان النائب محمد دحلان اختطف قيادة فتح بدعم من الرئيس عباس؟
لا احد يستطيع ان يخطف قيادة فتح، فقيادة فتح موجوده ومحمد دحلان جزء من هذه القيادة والحركة وهو كادر متقدم فيها ويمارس دوره.
لكن هو يأخذ حاليا زمام المبادرة في حركة فتح؟
نعم، الرئيس من حقه ان يعمل مع من يرتاح اليه، فهو مرتاح مع دحلان كما هو مرتاح معي.

لست غائبا

لماذا تغيبت في الاونة الاخيرة؟
انا لست غائبا فانا ذهبت الي دمشق ثلاث مرات واجريت حوارا مطولا مع الرئيس الاسد و انا من شارك في وضع الركائز الاساسية لاتفاق مكة و كان ذلك في غزة قبل الذهاب الي السعودية، فانا لست غائبا و لا احد يغيب احدا.
من هو الرجل الاول في فتح؟
الاخ ابو مازن الذي انتخبه المجلس الثوري القائد الاعلي لحركة فتح.
واين موقع فاروق القدومي؟
هو قائد تاريخي ومؤسس في حركة فتح نحترمه ونقدره.
هل سيسحب الملف الدبلوماسي من يديه؟
لا اريد ان اتدخل ولكن هذا من شأن الرئيس ابو مازن ووزير الخارجية القادم والحكومة ايضا وعليهم ان يتفاهموا بهذا الشأن.
هل سيسمح المجتمع الدولي بانهيار السلطة التي افرزها اتفاق اوسلو؟
انهيار السلطة ليس بيد المجتمع الدولي و انما بيد اهل القضية واصحابها، والمجتمع الدولي اذا ما قرر وتآمر علي السلطة فباعتقادي يستطيع ان يفعل ذلك، اما اتفاق اوسلو فهو مرحلة مؤقتة و لم يكن كل شيء ومن الخطر جدا التعامل مع اوسلو كمحطة نهائية وهذا ما يحاول الجانب الاسرائيلي ان يفرضه، فمحطة اوسلو هي مرحلة مؤقتة لاستكمال كافة حقوق الشعب الفلسطيني ولهذا كانت قد حددت هذه الفترة علي ان تنتهي في عام 1999 ولكن عندما جاءت حكومة نتنياهو جمدت كل شيء ثم جاء باراك ولم يجرؤ علي اي تحرك بهذا الشأن.
الي اين وصل التحقيق في ملف استشهاد الرئيس عرفات؟
نعم الملف مفتوح والاجتهادات متواصلة وكثيرة وانا رأيي ان الحصار الذي فرض علي الرئيس الراحل وطريقة التعامل معه هما بحد ذاتهما عملية اغتيال، وهذا الملف سوف يبقي مفتوحا الي ان يتم توضيح ومعرفة الاسباب الحقيقية التي تقف وراء اغتياله.