تركي السديري


الخبر الذي نشرته quot;الرياضquot; يوم الخميس أول من أمس عن تصريح السفير الإيراني لدى المملكة لوكالة الأنباء الإيرانية ونقله مندوبنا في طهران مهدي بزكان من أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد سيزور المملكة قريباً.. وأنه سيبحث مع القيادة هنا تطورات الأوضاع في المنطقة والعالم الإسلامي وسبل تعزيز التعاون بين البلدين.. جيد..
هذه الخطوة مطلوبة ليس باعتبارها زيارة، ولا من أجل تعزيز التعاون فقط، فالملك عبدالله كان صاحب المبادرة في تقريب المسافة بين الرياض وطهران عندما رأس الوفد السعودي في مؤتمر طهران الإسلامي السابق.. وتلت ذلك زيارات إيرانية رسمية للرياض كان أبرز وجوهها الرئيس الأسبق رفسنجاني.. وأذكر أن السفير الإيراني في الرياض خلال تلك الفترة كان شديد الحرص على تعزيز علاقات إيران مع الأوساط الثقافية والإعلامية في المملكة..

الموضوع ليس موضوع زيارات فقط، ولا تعزيز تعاون ثنائي على مستوى الرسميات، ولكن مصلحة المنطقة تقتضي أن يوجد تفهم مشترك للمخاطر التي تحيط بالمنطقة ومحاولة تجنيبها الوقوع في حرائق تلك المخاطر.. وكل من طهران والرياض يمثلان ذروة الأفق في حجم الزعامة الإسلامية وفي تجانس التميز الاقتصادي بترولياً.. ولا أجد أن هناك مبرراً لأن ترهن طهران مستوى معيشة مواطنيها بتحديات نووية لن تكون مأمونة النتائج.. فأبسط رؤية لتوازنات الربح والخسارة في هذا المشوار تؤكد أن إيران سوف تضطر إلى تأخير نموها الاقتصادي والاجتماعي وراء مطلب ليس ضرورياً ولا تدفع إليه مخاوف مرئية.. فامتلاك السلاح النووي سوف يستعمل ضد مَنء..؟.. أمريكا مستحيل، إسرائيل.. أيضاً في ذلك صعوبة متناهية.. السلاح النووي أمر بالغ الخطورة فإسرائيل التي ملكته لم تجرؤ على استعماله رغم دخولها في ثلاث حروب مع العالم العربي.. ومن المفروض أن تتعاون المملكة وإيران على مبدأ تنظيف المنطقة من السلاح النووي وأن ترغم إسرائيل أمريكياً وأوروبياً على التخلص من قدرتها النووية مادامت لا تمانع في تحقيق سلام مع الفلسطينيين.. أي لماذا لا يكون مبدأ تنظيف المنطقة من التسلح النووي مدخلاً لترويض التعنت الإسرائيلي وإحلال سلام شامل في المنطقة..

ولن أكون آخر من يقول بأن مصلحة إيران تقتضي أن تستغل قدراتها الاقتصادية لتطوير إمكانياتها الحضارية ولا تتحول إلى موسكو السوفييتية التي أهدرت قدراتها في سباقات تسلح تضرر منها المواطن الروسي فكان أن سقطت الشيوعية لأنها صرفت ما يحتاجه مواطنها على مستضعفين في دول خاملة..

ولن يكون لبنان والعراق مواقع دعم لإيران لو كان بالإمكان تشكيلهما كيف تريد وإنما سيكونان موقعا جذب نحو مزيد من الحرائق..

من ناحية أخرى يذكر السفير الإيراني أن حجم التبادل التجاري مع المملكة يصل إلى خمس مئة مليون دولار وهو رقم متواضع، فالدولتان مؤهلتان لرفعه إلى أكثر من ذلك بكثير لو تحقق أن السلام والنمو هدف للجميع..