السبت 17 مارس 2007

المنامة - فيصل الشيخ

سادت موجة غضب في الأوساط الثقافية والاستثمارية في البحرين على طلب نواب اسلاميين تشكيل لجنة تحقيق في فعاليات مهرجان (ربيع الثقافة) الذي تستضيفه البحرين حاليا، بحجة أنه ترويج للفجور والفساد، وأعلن رئيس كتلة جمعية الوفاق الوطني الاسلامية في مجلس النواب (البرلمان) النائب الشيخ علي سلمان أن تقرير الرقابة المالية سيقود وزراء عديدين الى منصة الاستجواب في المجلس، وتوعد النائب جاسم السعيدي وزير البلديات منصور بن رجب بالاستجواب، وقال إنه يمتلك ملفات سوداً تدينه.

وأثار طلب النواب في البرلمان البحريني المحسوبين على كتلةالأصالة السلفية تشكيل لجنة تحقيق في مهرجان (ربيع الثقافة) غضبا كبيرا لدى شريحة عريضة من المثقفين والسياسيين والاقتصاديين وغيرهم، معتبرين أن تعامل هؤلاء النواب مع المهرجان يشكل انحرافا عن عمل مجلس النواب.

وأعلن الإسلاميون غضبهم مما شهدته الفعاليات الفنية من رقصات اعتبروها دعوة للفجور وتحليل الجنس، وانتقد النائب محمد خالد بشدة الوصلة الغنائية للفنان اللبناني مارسيل خليفة، ووصف حركات راقصي الوصلة بأنها إيحاءات جنسية مرفوضة رفضا قاطعا في المجتمع البحريني.

وطالب نواب سابقون بوقف مساعي النواب الإسلاميين الهادفة للسيطرة على المجتمع البحريني وتقييد حريته، وطالبت شخصيات اقتصادية النواب بالتركيز على أمور تهم البحرين والبحرينيين، بدلا من إرجاع البلد قرونا إلى الوراء، وحذروا من الضرر البالغ الذي ستشهده الحركة الاقتصادية والسياحية في البحرين جراء ذلك. وطالب المثقفون بتشكيل تكتل مضاد لهذه التحركات، بهدف منع المساس بالحريات العامة.

على صعيد آخر أعلن رئيس كتلة جمعية الوفاق الوطني الاسلامية النيابية الشيخ علي سلمان أن تقرير ديوان الرقابة المالية سيكون بوابة لتقديم طلبات الاستجوابات، نظراً لما شمله من مخالفات وتجاوزات مالية متكررة، واضاف ان هناك أموراً تستدعي تقديم طلبات لاستجواب وزراء حول مخالفات وتجاوزات جاءت ضمن الأجهزة المسؤولين عنها.

وأعلن النائب الشيخ جاسم السعيدي في بيان أصدره أنه يقود تحركا نيابيا لاستجواب وزير البلديات منصور بن رجب، وأنه يمتلك ملفات سوداً تدين الوزير في ما يتعلق بالتوظيف والترقيات في وزارته، وأن هناك ترقيات عديدة مبنية على أسس طائفية، إضافة وجود فساد في الوزارة.

وأضاف ان الوثائق والمستندات التي في حوزته لن تكون كافية لطرح الثقة فحسب، بل ستوصل مسؤولين متنفذين في الوزارة الى القضاء، بسبب الفساد المنظم في المناقصات وغيرها.

ودعا السعيدي كل البحرينيين الشرفاء الى التعاون في انهاء الفساد الذي عاصر وزارة البلديات والزراعة عبر سنوات طويلة من وزير الى الآخر من دون ان يحدث تغيير ملحوظ في السياسية العامة والداخلية في الوزارة، وان المجال مازال مفتوحا للوزير للتنحي عن وزارته، قبل ان يتم فتح الملفات واظهار المخفي على الرأي العام ليروا مدى الظلم والجور في معاملة الموظفين، وكذلك الاستغلال غير القانوني للسلطة في تجاوزات مالية غير قانونية.