اهتمام أوروبي بضبط الحدود السورية - اللبنانية ...


دمشق - ابراهيم حميدي

كشفت مصادر سورية رفيعة المستوى لـ laquo;الحياةraquo; أمس ان زيارة المنسق الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أسفرت عن الاتفاق على اقامة laquo;آلية حوار مستمرraquo; بين الجانبين وان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيتوجه الى بروكسيل في نيسان (ابريل) المقبل، لمتابعة نتائج الزيارة.

واضافت المصادر ان الامين العام للأمم المتحدة بان كي - مون سيزور دمشق في 20 نيسان، بعد لقائه الرئيس بشار الأسد على هامش اجتماعات القمة العربية، علماً انه سيقوم بجولة في المنطقة للمشاركة في اجتماع مشترك تعقده اللجنتان الرباعيتان العربية والدولية.

وبحسب المصادر، اراد سولانا من زيارته لسورية laquo;فتح الحوارraquo; بعد قطيعة استمرت سنتين والاطلاع على خلفيات الموقف السوري من مواضيع العراق وفلسطين ولبنان، ذلك ان الاتحاد الأوروبي أراد إبلاغ دمشق أن لبنان هو laquo;جسر العبورraquo; الى اوروبا مع تأكيده على تنفيذ القرار الدولي 1701، خصوصاً ما يتعلق بضبط الحدود السورية - اللبنانية واحتمال نشر مراقبين دوليين عليها.

وقالت المصادر ان دمشق كررت ان سورية ولبنان ليسا في حال حرب كي تنشر بينهما قوات دولية، وان القيام بذلك يعني دفع البلدين الى laquo;حال عدائيةraquo; ستقابلها سورية بإغلاق حدودها مع لبنان. واضافت ان المسؤولين السوريين كانوا طلبوا من المانيا التزود بمعدات لتفتيش السيارات وضبط الحدود، لكن المانيا لم تستجب الى الطلب السوري مع أنها كانت سلمت لبنان معدات كهذه.

وتساءلت المصادر عن خلفية هذا الموقف الأوروبي، وقالت ان سورية ترى وجوب قيام الجانب الأوروبي، وكل الأطراف المعنية، بـ laquo;تأييد مبادئ معينة وليس أطرافاً بعينهاraquo; لحلحلة الأزمة اللبنانية، خصوصاً ما يتعلق بـ laquo;دعم مبدأ التوافق اللبنانيraquo;، ثم تقوم أوروبا بتشجيع بعض الأطراف اللبنانية على السير نحو laquo;التوافقraquo;، في حين تقوم سورية بتشجيع حلفائها على القيام بالأمر عينه. وأوضحت: laquo;هذه هي الطريق لحل الأزمة، لأن الحل يجب أن يكون لبنانياً بدعم خارجي للمبادئ وليس للأطرافraquo;.

الى ذلك، يظهر المسؤولون السوريون laquo;ارتياحاً حذراًraquo; الى حلحلة عقدتين أساسيتين هما laquo;العقدة الأوروبيةraquo;، عبر زيارة سولانا، و laquo;العقدة العربيةraquo; عبر حركة الاتصالات السورية - العربية.

ومن المقرر أن يشارك الوزير المعلم ونائبه فيصل المقداد في اجتماع المجلس الوزاري العربي يومي 26 و27 تمهيداً لانعقاد القمة بمشاركة الاسد ونائبه الشرع يومي 28 و29 الجاري.

ويتوقع أن تدفع دمشق باتجاه رفع الحصار بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بموجب اتفاق مكة، كما تسعى دمشق الى تبني القمة العربية التصور العربي لتقديم حل سياسي للوضع في العراق، وفق ما جرى التوافق عليه في اجتماع المجلس الوزاري الأخير. في هذا المجال، يبدي المسؤولون السوريون ارتياحاً إزاء نتائج مؤتمر بغداد لدول جوار العراق مع ممثلي الدول الخمس دائمة العضوية. وعلمت laquo;الحياةraquo; ان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بدأ اتصالاته مع نظرائه العرب للبحث في اقتراحي مصر استضافة اجتماع وزراء خارجية دول الجوار أو اقتراح تركيا استضافة مؤتمر دول الجوار مع الدول الكبرى.