أبو خلدون


وجهك مرآة ذاتك، ولكن هذه المرآة لها جانبان، وعندما تتحدث إلى الآخرين، حاول أن تعرف الجانب الذي يرونه من وجهك، إذ إن مفتاح النجاح يكمن في استعمال الجانب الصحيح أثناء الحديث معهم. ويقول علماء النفس إن جانبي الوجه ليسا متشابهين تماماً، ولو رسمنا خطاً رأسياً من الجبهة، مروراً بمنتصف الأنف لوجدنا أن الجانب الأيسر يختلف عن الأيمن، ولو طبعنا صورة باستخدام جانب أيسر مكرر مرتين، وجانب أيمن مكرر مرتين لبدت الصورة الأولى تختلف عن الأخرى في أشياء كثيرة، والاثنتان تختلفان عن الصورة الأصلية. وفي الماضي أجرت مجلة ldquo;الكواكبrdquo; المصرية هذه التجربة بالنسبة لصورة المطربة مها صبري في بداية ظهورها، فبدت الصورة التي تحمل النصف الأيسر مكرراً تشبه صورة المطربة صباح، بينما الصورة التي تحمل النصف الأيمن مكرراً تشبه صورة الممثلة ناديا لطفي، ولكن أيا من الصورتين لا تشبه مها صبري تماماً.

وفي جامعة دارتموث، أعد أحد الباحثين دراسة كشف فيها أن الأشخاص الذين يتمتعون بصفات قيادية يديرون وجوههم إلى جنب عندما يتحدثون إلى الآخرين. وفي دراسة أعدت بجامعة سيدني في استراليا تبين أن المتحدث يميل برأسه نحو اليمين، لكي يظهر الجانب الأيسر من وجهه، عندما يريد أن يظهر مشاعره. أما عندما يريد أن يظهر حزمه، وتمسكه برأيه، فإنه يميل بوجهه إلى الجانب الأيسر لكي يظهر الجانب الأيمن من الوجه لمحاوره.

ويقول جوناثان تالبات، أستاذ السلوك الاجتماعي في جامعة إلينوي إن الوسيلة الوحيدة للتأثير في الآخرين هي، أن تعرف جانب الوجه الذي ينبغي أن تديره للآخرين أثناء الحديث، سواء كان محدثك صديقاً أو محباً أو زميلاً أو رئيسك في العمل. فقد لاحظ علماء النفس أن الإنسان، عندما يرغب في إظهار تعاطفه مع المتحدث يريه الجانب الأيسر من وجهه، أما إذا كان يرغب في إخفاء مشاعره والظهور بمظهر أكثر جدية فإنه يريه الجانب الآخر.

وجانبا الوجه ليسا مختلفين بالضرورة، فأحيانا يميلان إلى التشابه، وكلما كان جانبا الوجه أقرب إلى التشابه، كان الإنسان أكثر جاذبية وقبولاً، لسبب واحد هو: إن الإنسان كائن سيمتري، وتوفر السيمترية في وجهه إشارة بيولوجية إلى أن مستوى التيستوستيرون لديه جيد، وجهاز المناعة قوي. وتقول الدكتورة مارجريت كوران. إن رد فعلنا البيولوجي لهذه الإشارة هو العامل الحاسم في حصولنا على مراكز تتميز بالنفوذ والسلطة. وفي هذا المجال اجرت الدكتورة مارجريت بحثاً في جامعة الينوي للسياسيين الأكثر قبولاً لدى الشعب الأمريكي، فتبين أن الناخبين يميلون إلى الشخص الذي يتمتع بالسيمترية في وجهه، وملامحه تدل على القوة، وأن الناخب الأمريكي يشعر بالانجذاب بصورة لا شعورية إلى شخص من هذا النوع، وأن سيمترية وجه السياسي أكثر أهمية من الشعارات السياسية التي يرفعها في حملته الانتخابية. وفي هذا المجال فإن العامل الرئيسي في فوز جون كينيدي على منافسه ريتشارد نيكسون في انتخابات الرئاسة عام 1960 هو أن كاميرات التلفزيون أثناء المناظرة التي سبقت الانتخابات كشفت عن أن أنف نيكسون كبير ومنظره غير مقبول.

وبعض الناس لا يعطون الناس وجهاً، فتحار كيف تتعامل معهم، ومثال على ذلك أمريكا، فهي لا تعطي العرب وجهاً، ولا فرق لديها إن أدرنا لها جوانب وجوهنا اليمنى أو اليسرى.