إيلاف من دمشق: أحرقت السلطات الجديدة في سوريا، الأربعاء، كميات كبيرة من المخدّرات، "بينها نحو مليون من حبوب الكبتاغون" التي كانت تنتج على نطاق واسع خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وقال مصدر في إدارة الأمن العام لوكالة فرانس برس: "قامت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية الجديدة بالعثور على مستودع للمواد المخدرة أثناء تمشيط العاصمة دمشق، وبالتحديد داخل المربع الـمني في منطقة كفرسوسة".

بينما أكد مصدر ثانٍ للوكالة، العثور على "ما يقارب أو يفوق المليون حبة. وقمنا بحرقها على الفور".

وأفاد مصوّر فرانس برس بأنّ عناصر أمن "أشعلوا النار في كميات من القنب الهندي وصناديق من عقار الترامادول ونحو 50 كيسا صغيرا تحتوي على حبوب كبتاغون وردية اللون".

وكانت فصائل المعارضة السورية قد ذكرت عقب سقوط نظام بشار الأسد في الثامن ديسمبر، أنها اكتشفت مصانع إنتاج الكبتاغون في مواقع عديدة ومتنوعة، بعضها "لا يخطر على البال"، من القاعدة الجوية بمنطقة المزة قرب دمشق، إلى شركة تجارة وبيع سيارات في اللاذقية، وصولاً إلى مصنع وجبات خفيفة في دوما بريف دمشق، حسب وكالة أسوشيتد برس.

ووثقت كاميرات الصحفيين الذين دخلوا إلى معاقل الأسد وشقيقه والرجال المقربين منهما في العاصمة السورية دمشق وريفها.

ويُظهر أحد التسجيلات من مدينة دوما، أصنافا متعددة من الفواكه والخضراوات ملقاة داخل منشأة كبيرة، وإلى جانبها محركات وأنظمة جهد وديكورات خشبية وقطع أثاث، وعند فتحها سرعان ما يتبين أنها أدوات تمويه لتخزين الكبتاغون المراد تصديره إلى الخارج.

تسجيلان مصوران آخران نشرهما صحفيون من مطار المزة ومن مقرات ماهر الأسد في يعفور ومنطقة الديماس، وثقا أيضا ورشات متكاملة الأركان تتم فيها عمليات تصنيع الحبوب المخدرة، بدءا من خلطات المواد الأولية لعملية التصنيع، وصولا إلى الحبة الصغيرة ذات الهلالين.

وبموازاة ذلك، تم الكشف أيضا وبالصور ومقاطع الفيديو، عن منشآت أخرى في محيط العاصمة السورية، أبرزها في مطار المزة العسكري وفي فرع المخابرات الجوية في دمشق، حيث كانت كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون محشوة داخل أكياس بلاستيكية، منها ما هو معد للتصدير المباشر.

ومنذ 2018، أصبح الكبتاغون أحد الأنشطة الرئيسية المتبعة من طرف النظام، لتحقيق مدخول من العملة الصعبة، يعوض به خساراته المالية الفادحة جراء الحرب، ويغطي جزءا مهماً من تكاليف مجهوده الحربي.

وتحولت سوريا إلى المنتج الأول لتلك المادة المخدرة على المستوى العالمي، وغزت حبوب الكبتاغون السورية كامل منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً دول الخليج مثل السعودية والإمارات، عقب تهريبها إلى كل من العراق والأردن ولبنان.

وصناعة الكبتاغون وتهريبه كانت تدر على دمشق 2.4 مليار دولار على الأقل، حسب الدراسات التي نشرها مشروع تتبع تجارة الكبتاغون بمعهد "نيو لاينز" في نيويورك.