أعلن عن بدء حملة لـlaquo;طلبنة باكستانraquo; وحرق أشرطة الفيديو والموسيقى وإغلاق محلات الخمور
إسلام آباد: مولانا عبد العزيز يهدد بعمليات انتحارية laquo;لتطبيق الشريعةraquo;


إسلام آباد -عمر فاروق


بدأت المواجهات بين السلطات الباكستانية، التي تحارب منذ فترة المدارس الدينية، وبين زعماء التنظيمات الأصولية، تأخذ بعدا خطيرا، إذ هدد زعيم جماعة حفص الطلابية الأصولية في العاصمة الباكستانية إسلام اباد أمس بإعلان الجهاد وتنفيذ هجمات انتحارية، إذا لجأت حكومة الرئيس برويز مشرف إلى القوة ضد طلاب المدارس الاسلامية الملحقة بمسجده الذي يحمل اسم laquo;لال مسجدraquo; أو(المسجد الاحمر)، الذين يقومون بحملة لفرض إجراءات طالبانية في العاصمة. واعلن مولانا عبد العزيز عزمه على تشكيل محاكم شرعية laquo;للتخلص من المظاهر الشيطانيةraquo; في العاصمة الباكستانية في غضون شهر. وقال إنه وأتباعه بدأوا حملة للتخلص من أفلام الفيديو وأشرطة الموسيقى ومحلات بيع الخمور.

هدد زعيم الجماعة الأصولية الطلابية في العاصمة الباكستانية إسلام اباد أمس بإعلان الجهاد أو تنفيذ هجمات انتحارية، إذا لجأت حكومة الرئيس برويز مشرف إلى القوة ضد طلاب المدارس الاسلامية الملحقة بمسجده، الذي يحمل اسم laquo;لال مسجدraquo; أو laquo;المسجد الاحمرraquo;، الذين يقومون بحملة لفرض إجراءات طالبانية في العاصمة. وقال مولانا عبد العزيز، في خطبة الجمعة امس، laquo;إننا لا نريد اشتباكا. لكن إذا كانت الحملة الصارمة هي الخيار الاخير للحكومة فإن خيارنا الاخير سيكون التضحية بأرواحنا بعمليات انتحارية في مقاومة ذلك لترسيخ الشريعة الاسلاميةraquo;. وقال مولانا عبد العزيز، ان لديه الالاف من الاتباع جاهزين للتضحية بأرواحهم من اجل تطبيق الشريعة في باكستان. ومنح السلطات مهلة شهر laquo;لاغلاق المواخير ومواقع بيع الخمر ولعب القمارraquo;.

ويقوم طلاب وطالبات laquo;لال مسجدraquo; منذ اسابيع بحملة تندد بها وسائل الاعلام الباكستانية، باعتبارها تندرج في اطار laquo;طلبنةraquo; باكستان، التي يملك الأصوليون حضورا قويا في مناطقها الشمالية الغربية. واعلن رجل الدين عزمه على تشكيل محاكم شرعية laquo;للتخلص من المظاهر الشيطانيةraquo; في العاصمة الباكستانية في غضون شهر. وقال إنه وأتباعه بدأوا حملة للتخلص من أفلام الفيديو وأشرطة الموسيقى ومحلات بيع الخمور وبيوت الرذيلة والمخدرات وصور النساء العاريات، مشيرا الى ان طلبته في المدارس الاسلامية سيكون منوطا بهم تنفيذ القانون الجديد. وكان طلبته قد خطفوا الاسبوع الماضي سيدة يتهمونها بفتح ماخور. كما حدثت مواجهة بينهم وبين عناصر الشرطة، حين احتجزوا شرطيين في المسجد انتقاما لاعتقال مدرسين اثنين في مدرسة الفتيات في laquo;لال مسجدraquo;.

وحذر عبد العزيز السلطات من اي تحرك ضد المسجد، حيث يتحدى طلاب مدارس قرآنية منذ عدة اسابيع السلطات. واضاف الامام laquo;اذا كان اقتحام المسجد هو آخر خيار للحكومة، فان خيارنا الاخير سيكون تنفيذ هجمات انتحاريةraquo;. وهدد الامام في خطبته، التي تخللها تهليل المصلين، انه بانقضاء المهلة سيتولى طلبتنا القيام بهذا العمل.

وقال انه laquo;في حال كانت الحكومة لا تريد فرض الشريعة فاننا سنقوم بذلك في لال مسجد، وسنأتي بالعدالة للناس الذين يريدون ان تحل مشاكلهم من خلال الشريعة الاسلاميةraquo;. واضاف laquo;سنكافح العري والانحلال الاخلاقي والقمارraquo;.

ووعد عبد العزيز اصحاب محلات الفيديو في اسلام اباد وروالبندي بتعويضات مالية لبدء تجارة جديدة اذا ما أغلقوا محلاتهم واحرقوا شرائط الفيديو طواعية. ووقفت شرطة مكافحة الشغب بالقرب من المسجد، لكنها لم تعرقل الخطبة. ويستعد طلاب وطالبات المعهدين الدينيين الملحقين بالمسجد لخوض معركة منذ أن سيطروا على مكتبة حكومية مجاورة للمسجد في 21 يناير (كانون الثاني) الماضي، لاجبار الحكومة على التخلي عن قرارها بهدم المساجد التي جرى بناؤها على أرض حكومية بشكل غير شرعي في إسلام آباد.

وغضب الرئيس برويز مشرف ومسؤولون حكوميون من ذلك، لكنهم لم يتخذوا إجراء ضد المتشددين الذين تحصنوا بالمسجد قائلين إن باكستان الاسلامية لن تتقبل استخدام القوة ضد الطلبة. وتظاهر الخميس الماضي نحو 600 شخص في الحي، الذي يوجد فيه المسجد، احتجاجا على laquo;الفاشية الدينيةraquo; ودعوا السلطات الى laquo;منع مضايقة وترهيب المواطنين في باكستان باسم الاسلامraquo;.

ومن جهته قال افتاب احمد شيرابو وزير داخلية باكستان: laquo;اننا نعرف انهم يدربون الشباب على تنفيذ عمليات انتحاريةraquo;. واوضح انه من الافضل ان نلجأ الى المفاوضات لتفادي الخسائر في الارواح. واضاف ان الحكومة بدأ ينفد صبرها تجاه انشطة 3 الاف طالب في المدارس الاسلامية التابعة لمولانا عبد العزيز، مشيرا الى ان علماء الدولة يساندون الحكومة في موقفها تجاه المدارس الاسلامية. ويجيء ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات بين رجال القبائل وأشخاص يشتبه في أنهم من مقاتلي القاعدة في مختلف أنحاء المنطقة الجبلية بالشريط الحدودي الباكستاني، حيث تجمع أكثر من 900 شخص مسلح أمس لمهاجمة الدخلاء.

واستخدمت أسلحة ثقيلة وقنابل صاروخية موجهة من الجانبين في الاشتباكات التي وقعت بعد أن أعلنت شخصيات بارزة في الحكومة، خلال الاسبوع الجاري، اعتزامها مقاتلة المتشددين ومعظمهم من الشيشان والاوزبكيين، الذين فروا إلى المنطقة قادمين من أفغانستان عام 2001