الثلاثاء 10 أبريل 2007

نيويورك ـ تيم غولدن، الشرق الأوسط

تفشى إضراب طويل المدى عن الطعام في مركز الاعتقال بخليج غوانتانامو، بكوبا، حيث أصبح أكثر من عشرة محتجزين يجبرون على الأكل الإجباري اليومي، حسبما قال مسؤولون عسكريون ومحامون.

وقال عدد من المحامين الوكلاء عن عدد من المضربين عن الطعام، إن هذا الإجراء هو نتيجة للشروط القاسية في المعسكر الجديد الذي يتضمن على أعلى درجات الأمن. وهناك ما يقرب من 160 من بين 360 معتقلا في غوانتانامو تم نقلهم إلى المعسكر منذ ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

وهناك 13 معتقلا مضربا عن الطعام حاليا، وهو أكبر عدد يواجه الإطعام القسري منذ أوائل عام 2006، حينما قام المسؤولون العسكريون بكسر إضرابهم عن الطعام بقسرهم على تناوله من خلال استخدام أنابيب بلاستيكية تدفع عبر أنوفهم. ويخضع المعتقلون المضربون عن الطعام حاليا لمراقبة مشددة لمنعهم من بلوغ مرحلة الموت جوعا، ومع ذلك فإن المواصلة في الاضراب تكشف عن أن الصراع بين المحتجزين والحرس في غوانتانامو ما زال مستمرا، خصوصا مع فرض شروط أقسى في السنة الماضية عليهم.

وقال مجيد الجودي الطبيب العسكري laquo;نحن لا نمتلك أي حقوق حتى بعد أن قالت المحكمة العليا إننا نمتلك حقوقا. وإذا لم تتغير السياسة فإنك سترى عددا أكبر من المضربين عن الطعامraquo;.

لكن الكوماندور روبرت دوراند من البحرية الأميركية والمتحدث العسكري باسم إدارة سجن غوانتانامو، قلل من شأن الإضراب القائم حاليا، معتبرا شكاوى المحتجزين بأنها مجرد laquo;بروباغانداraquo;.

لكن الاحتجاجات تأتي مع استمرار تصاعد الانتقادات الموجهة لسجن غوانتانامو في الولايات المتحدة وفي الخارج؛ ففي الأسبوع الماضي وبعد أن رفضت المحكمة العليا استئنافا جديدا لصالح المحتجزين، وجه رئيس لجنة الصليب الأحمر نقدا علنيا قاسيا لإدارة بوش، قائلا إن قدرة السجناء على تفنيد اعتقالهم ناقصة.

وأظهرت وثائق صدرت عن البنتاغون حديثا، أن بعض المضربين عن الطعام فقدوا أكثر من 30 رطلا من وزنهم قبل فرض نظام التغذية القسرية بأسابيع قليلة. وبالمقارنة مع الاضراب عن الطعام الحالي والذي تم إجبار ما بين 12 إلى 13 معتقلا على الأكل، فإنه يعد رمزيا قياسا بالإضراب السابق.

فعلى سبيل المثال أظهرت السجلات الطبية الخاصة بالسعودي جودي البالغ من العمر 36 سنة، أنه حينما تمت معالجته يوم 10 فبراير(شباط) كان قد قاوم 31 يوما وفقد أكثر من 15% من وزن جسمه.

كذلك رفض الكوماندور دورانت شهادات المعتقلين باعتبارها محاولة منهم لكي يشوهوا سمعة مهمة إبقائهم أحياء. ووصف المركب الجديد بأنه أكثر راحة من الأماكن التي كان يحتلها السجناء سابقا. وأضاف laquo;انه مصمم كي يحسن من شروط الحياة. وهذا هو الحال كما نراهraquo;.

وعندما فتح المعسكر السادس، عبر كبار المسؤولين عن مخاوفهم بشأن كيفية رد فعل السجناء على عزلته الأكبر. وقد احتجز معظم السجناء في بنايات بديلة مؤقتة فيها زنازين أسلاك لا تقي من الحرارة والضوضاء وتفتقر الى الخصوصية، وقد سمحت لهم بالتواصل بسهولة والصلاة سوية بل وتبادل الرسائل المكتوبة.

وفي الوحدة الأمنية القصوى الأخرى في غوانتانامو، وهي المعسكر الخامس، هناك زنازين تقابل بعضها بعضا عبر ممر قصير بما يسمح للسجناء الذين يبلغ عددهم حوالي 100 سجين بالتحدث بسهولة. وفي المعسكر السادس يمكن للسجناء أن يروا بعضهم بعضا من زنازينهم عندما ينقل أحدهم.

وقال محامون عن عدد من سجناء المعسكر السادس، إن موكليهم كانوا يائسين ومكتئبين من الخطوة، على الرغم من ان الزنازين الجديدة، كما أشار مسؤولون عسكريون، هي بمساحة 27 قدما مربعا أي اكبر من الزنازين القديمة، وفيها تكييف وتواليتات ومغاسل أفضل، ومنضدة صغيرة مثبتة الى الجدار.

وقال المحامون الذين زاروا غوانتانامو في الفترة الأخيرة إن السجناء تحدثوا عن عدد أكبر من الإضرابات عن الطعام، ربما وصلت الى 40 إضرابا أو اكثر. وقال مسؤولون عسكريون إنه كانت هناك بعض الأحيان laquo;إضرابات شبحية عن الطعامraquo; يتظاهر فيها المضربون بالأكل او التقيؤ بعد الكل، ولكنهم رفضوا تقديرات السجناء، معتبرين ذلك مبالغا فيه.

وبسبب ان الصحافيين يمنعون من التحدث الى السجناء أو زيارة معظم البنايات التي تضم الزنازين، فمن الصعب التحقق من التقارير المتضاربة. وظلت الإضرابات عن الطعام جزءا من الحياة في غوانتانامو منذ ان افتتح السجن في عام 2002.

وفي فبراير 2006 وبعد شروع الجيش باستخدام كراسي التقييد أثناء عمليات الإطعام الاجباري، انخفض عدد المضربين عن الطعام الى ثلاثة. وارتفع العدد ثانية في مايو (ايار) الماضي ووصل الى 86 بعد ان حاول ثلاثة من السجناء الانتحار واندلعت أعمال شغب. وحتى عندئذ لم يرغم اكثر من سبعة سجناء على نظام كرسي التقييد. وكان ثلاثة من السجناء من المضربين عن الطعام قد شنقوا انفسهم يوم 10 يونيو(حزيران). وبعد يوليو(تموز) لم يخضع اكثر من ثلاثة سجناء انفسهم الى الاطعام الاجباري.

ووصف مسؤولون عسكريون نظام كرسي التقييد باعتباره مزعجا، ولكنه ضروري. وقالوا ان السجناء بحاجة الى تقييد عند تغذيتهم حتى لا يلفظوا الطعام الذي أرغموا على تناوله.