لندن ـ الشرق الاوسط
إقليم دارفور في السودان يطفو فوق بحيرة عميقة عملاقة، وفقا لما أعلنه الدكتور فاروق الباز والدكتورة ايمان غنيم، الباحثان في مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الاميركية. وأطلق على البحيرة laquo;البحيرة العملاقة Mega Lake لشمال دارفورraquo;. وقال الباحثان ان البيانات الطبغرافية الحديثة التي رصدتها الأقمار الصناعية تكشف عن وجود بحيرة عملاقة عريقة في القدم تقع في أعماق إقليم دارفور شمال غربي السودان. واعتمد العالمان على صور التقطها قمر laquo;لانساتraquo;، ومعلومات من قمر laquo;رادارساتraquo; الصناعي. وحصل القمر الأخير على بيانات تم رصدها بعد إرساله لموجات اخترقت الغطاء الرملي الناعم في المنطقة الجافة الحارة المدروسة التي تقع في شرق الصحراء الكبرى.

وتم التعرف على أشكال لبعض ضفاف البحيرة في منطقة ترتفع 473 مترا تقريبا عن سطح البحر. ووظفت الدكتورة غنيم البيانات مع الصور التي التقطتها أجهزة المكوك الفضائي المخصصة لدراسة طبغرافيا مناطق الارض بموجات الرادار، وادخلتها في نظام البيانات الجغرافية بهدف بناء نموذج للبحيرة وللانهار التي صبت مياهها فيها.

واحتلت البحيرة في الماضي، في اقصى امتداد لها، مساحة 30 الفا و 750 كلم مربعا، واحتوت على 2530 كلم مكعبا من المياه. ورغم ان الباحثين لم يحددا عمر البحيرة، فان امتدادها الكبير يفترض انها كانت موجودة لفترة طويلة عندما كانت الامطار تتهاطل بكثرة على شرق الصحراء الكبرى.

وقال الدكتور فاروق الباز، العالم الاميركي من اصل مصري ، الذي يشغل منصب مدير مركز الاستشعار عن بعد في الجامعة، ان laquo;باحثي الميدان، وكذلك العينات المستخلصة ستحدد لنا العمر الدقيق للبحيرة. الا ان شيئا واحدا أضحى مؤكدا، وهو ان مياه البحيرة كانت تتسرب بسرعة عبر الصخور الرملية كي تتجمع كمياه جوفيةraquo;.

واضاف في بيان ان laquo;اكتشاف البحيرة العريقة في القدم، التي تجسد دليلا لا يمكن دحضه على حالة الطقس ذي الامطار الكثيرة شرق الصحراء، ستكون له نتائج كبيرة في تحسين معارفنا بشأن التغيرات المناخية في القارة الافريقية، وحول المياه الموجودة داخل التربةraquo;.

وستساعد عملية وضع الخرائط لهذه البحيرة في استكشاف الموارد المائية للمنطقة التي تعاني من شح في المياه العذبة. وينشر الباحثان دراستهما في مجلة laquo;ريموت سنسنغraquo; لأبحاث الاستشعار عن بعد.

وكان الدكتور الباز قد اكتشف حوضا مائيا في اعماق الارض في جنوب غربي مصر، الأمر الذي قاد الى حفر نحو 500 بئر لإرواء 100 الف أكر (الأكر نحو 4 آلاف متر مربع) من الاراضي الزراعية.