أنور صالح الخطيب
رب ضارة نافعة، هاهو جدار الأعظمية الذي أريد له أن يكون جداراً طائفياً فاصلاً بين العراقي - العراقي، يوّحد العراقيين سنتهم وشيعتهم ويجمعهم تحت هدف واحد عنوانه رفض الجدار مهما كانت مبرراته ومهما قيل عن مراميه.
قضية جدار الاعظمية صارت تحد لرئيس الوزراء الذي أعلن من القاهرة رفضه له وطلبه وقفه، إلا أن متحدثاً باسم خطة فرض القانون قال إن المالكي تحدث عن رفض جدار يبلغ ارتفاعه 12 متراً حول الأعظمية ولم يرفض بناء جدار لا يتجاوز ارتفاعه ال5 أمتار مضيفا أن المالكي متفق تماما مع طبيعة عمل الأجهزة الأمنية!!.
اذا استمر بناء الجدار رغم موقف رئيس الحكومة العراقي الرافض له، والموقف الشعبي الذي رفضه أيضا منذ اللحظة الأولي، فان ذلك يشير بوضوح أن من يحكم في العراق ليس الحكومة العراقية التي لا تستطيع أن تنفذ أمرا لها في بغداد بل إن من يحكم هو الإحتلال .
أما تبرير جيش الاحتلال الأمريكي فقد كان مثيرا للسخرية، إذ قال الجيش إن الهدف من السور منع المقاتلين الشيعة من تنفيذ اعتداءات تهدف الي إجبار السنة في المنطقة علي الرحيل وكذلك منع المسلمين السنة من استخدام المنطقة لتنفيذ اعتداءات في الأحياء الشيعية المجاورة، وهو تبرير ينسف كل ما يقال عنه أن الموت اليومي الذي تشهده العراق ناتج عن أعمال تقوم بها مليشيات مسلحة، أو عمليات عنف يقوم بها تنظيم القاعدة، كما يقول رئيس الوزراء العراقي، وليس حرباً أهلية أو طائفية!!.
نؤمن أن الشعب العراقي، لازال حياً، ونؤمن أنه لن يتواني عن حمل المعاول لكسر وتهديم الجدار الذي يفصل العراقي عن العراقي، اذا لم يستجب الإحتلال لمطلب هدم الجدار.. اذا لا يعقل أن يكون مصير بغداد تحت الاحتلال التقسيم الي كانتونات وجدران عازلة..!!
كما وحدّ مطلب هدم الجدار الشعب العراقي، فإن مطلب رحيل الاحتلال قادم بقوة أيضا، ليصبح هماً نضالياً يومياً لجميع أبناء الشعب العراقي علي مختلف طوائفهم وانتماءاتهم السياسية.
التعليقات