حسين شبكشي
المناصب كثيرة ومتعددة بعدد المواقع والأماكن والمسؤوليات، ولكن تبقى لمكة المكرمة مكانة خاصة.
وجاء إعلان خبر اختيار الأمير خالد الفيصل أميرا لمنطقة مكة المكرمة بمثابة الخبر البشرى، لما يحمله من إرث إداري وخبرة تراكمية، إضافة لتركيبة الرجل نفسه الخاصة. فهو الفنان التشكيلي بريشته المميزة، وهو الشاعر الذي ينسج كلمات من خياله تدغدغ الجمال، وهو الرياضي الذي أطلق دورة كأس الخليج أنجح وأطول مسابقة عربية متواصلة، ولا تزال مستمرة حتى اليوم. وهو المثقف صاحب امتياز النشر الصحفي في شكل جريدة laquo;الوطنraquo;، وهو المفكر والمحرك للمشروع العملاق جائزة الملك فيصل العالمية، والمؤسسة التي تقف وراءه التي أطلقت سلسلة من المبادرات التعليمية الجامعية البالغة الأهمية، وهو السياسي الذي أطلق مشروع مؤسسة الفكر العربي كرد تفاعلي لتبعات أحداث الحادي عشر من سبتمبر على المنطقة العربية عموما.
يأتي خالد الفيصل لمنصب ليس كالمناصب الأخرى، فهو أمير لمنطقة تأوي إليها أفئدة المسلمين، يأتي لمنصب كان أول مسؤول عنه في العهد السعودي والده الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، وجاء بعده رجال برزوا واجتهدوا لتقديم أفضل ما يمكن لهذه المنطقة المباركة، والمنطقة بحاجة للكثير من الخدمات واستكمال البنية التحتية، وتطوير أدوات الجذب الاستثماري، وإزالة التعقيدات الإدارية، والعناصر الإدارية التي تشنج المستثمر والمواطن والمقيم.
مكة المكرمة بحاجة لاستكمال مشاريعها التنموية التي ستساعد على تحسين القدرة الاستيعابية للحاج والمعتمر والزائر، والطائف بحاجة لأن تعاد إليها البسمة التي هاجرت مع هجرة الزوار منها، وجدة بحاجة لأن تحاط برعاية أكثر من خاصة، وهي التي تعرضت ولا تزال تدفع ثمن أزمة شبكة الصرف الصحي.
تلقى أهل منطقة مكة المكرمة خبر اختيار خالد الفيصل أميرا لهم بالراحة وبالأمل، فالأجندة مليئة بالطموحات وبالآمال والتحديات.
منطقة مكة المكرمة وملفاتها التنموية مليئة بالعديد من المشاكل، ولكنها أيضا تكتظ بالفرص الهائلة التي تتعطش للإدارة والحزم والإقدام.. ثقة بحاجة لأن تعاد وأمل بحاجة أن يبقى مشعا.
هناك حالة من القنوط وعدم التصديق أصابت شرائح غير بسيطة من المجتمع في منطقة مكة المكرمة، وهم يشاهدون ميناء جدة يتقهقر أمام دبي وجيبوتي وعدن، ومطارها الذي تراجع، وقضايا التسول والجريمة المتزايدة وlaquo;التعقيداتraquo; غير المفهومة أمام التطور الاقتصادي والسياحي والثقافي والفكري للمنطقة.
الأندية الرياضية بحاجة للاهتمام، واستاد جدة laquo;الموعودraquo; ينتظره الجميع منذ أكثر من عقدين، وكذلك صحف المنطقة وأنديتها الأدبية بحاجة لنظرة جادة، ومراجعة لأوضاعها. منطقة مكة المكرمة تستحق التكاتف لإصلاح أوضاعها، واختيار خالد الفيصل أميرا لها هو استكمال لأحلام وآمال رسمت ويبقى تنفيذها ومراعاتها. خالد الفيصل رجل مناسب لمهمة أكثر من ثقيلة.
التعليقات