تكرارا لسيناريو العراق


رسالة فييناrlm;- مصطفي عبدالله

ما إن تطلق الولايات المتحدة تصريحا أو تعلن موقفا ما حتي تعلن الدول الأوروبية نفس الموقف ونفس التصريحات وفقا للمبدأ الامريكي الذي تعمل به دائماrlm;(rlm; من ليس معنا فهو ضدناrlm;).rlm; وبرغم ان الدول الغربية تحتج الي علي تصريحات الدكتور محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أشار فيها إلي ان الأحداث تجاوزت مطلب الغرب من ايران بوقف تخصيب اليورانيوم واقتراحه باحتفاظ ايران بجزء محدود من أنشطة تخصيب اليورانيومrlm;,rlm; واعتبرت هذه التصريحات بانها ليست مفيدة في الوقت الذي تسعي فيه هذه الدول إلي اقناع طهران بالتخلي نهائيا عن جميع أنشطة التخطيبrlm;,rlm; لكن المراقبين يعتبرون ان هذه الاحتجاجات لاتستند إلي أساس قانوني وواقعي

وبرغم لقاء البرادعي مع سفراء كل من الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا في مقر الوكالة بفيينا وطلب هؤلاء السفراء منه توضيح تصريحاته المذكورةrlm;,rlm; فإنه لم يتم الاعلان عن أي تفسير لهذه التصريحاتrlm;,rlm; مما يعني ان البرادعي لم يتراجع عما قالهrlm;,rlm; كما حاولت بعض وسائل الاعلام ان تغير الحقيقةrlm;.rlm;

لذلك يؤكد هؤلاء المراقبون ان البرادعي من ناحيته يعمل بنزاهة وبحياد ومهنية تامة باعتباره دبلوماسيا دوليا رفيعاrlm;,rlm; مشيرين إلي حصوله علي جائزة نوبل للسلام لدوره في دعم الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ونزع السلاح النوويrlm;,rlm; وهي أكبر شهادة دولية علي نزاهتهrlm;,rlm; ولايري هؤلاء المراقبون في مدير عام الوكالة شبهة انحياز مع طهرانrlm;.rlm; كما أشاروا إلي تقاريره السابقة حول العراق قبل شن الحرب عليها والتي أكد فيها خلوها من السلاح النوويrlm;,rlm; ومع ذلك قامت الحرب مستندة إلي أساس واه وكاذب من صنع أجهزة المخابراتrlm;,rlm; ثم جاءت التقارير الامريكية ذاتها لتؤكد خلو العراق من السلاح النووي وصدق ما قاله البرادعيrlm;.rlm; ويفسر هولاء المراقبون تصريحات البرادعي التي أشار فيها إلي ان الاحداث سبقت المطالب الدولية بوقف ايران أنشطة التخصيب بانه اراد ان يضع الدول الغربية امام حقيقة مهمة من حقائق البرنامج النووي الايراني وهي ان ايران تتوسع في أنشطة التخصيب مما يتطلب من الغرب التعامل معها علي هذا الأساسrlm;.rlm; ولايعتقد هؤلاء المراقبون أن تصريحات البرادعي استنتاج استخدمه ليطالب بحل تفاوضي يسمح لايران بالابقاء علي برنامج محدود لتخصيب اليورانيومrlm;.rlm;

والحقيقة هي ان البرادعي رغم تأييده للحلول التفاوضية إلا انه اراد فقط في تصريحاته ان يوضح حقيقة الصورة الحالية للبرنامج النووي الايراني امام الدول الغربية دون ان يطلب منها اتباع طريق معين لان ذلك ليس من سلطاتهrlm;.rlm; لكن أهم ما أسفر عنه هذا اللقاء هي اتفاق جميع الاطراف علي ضرورة تعاون ايران الكامل مع الوكالةrlm;,rlm; والوفاء بالتزاماتها الدوليةrlm;,rlm; لكن السفراء الغربيين من ناحية أخري أعربوا للمدير العام عن بواعث قلق بلادهم بشأن ضرورة تعليق التخصيب بشكل كاملrlm;.rlm; ويتساءل المراقبون عن سبب احتجاجات الولايات المتحدة والدول الغربية علي تصريحات تضمنت حقيقة وواقع البرنامج النووي الايرانيrlm;,rlm; أراد البرادعي من خلالها التنبيه إليها حتي لايتجاهله الغرب عند مطالبته ايران بوقف تخصيب اليورانيومrlm;.rlm;

والأمر يؤكد في كل مرة تمسك الدول الكبري بسياسات مزدوجة المعايير ازاء القضايا النووية ذات الطبيعة السياسية المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسطrlm;.rlm; فبينما يطالب الغرب ايران بالتخلي عن برنامجها النووي تلقي اسرائيل دعما قويا من هذه الدول رغم انها الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط التي تمتلك ترسانة نووية وترفض الانضمام لمعاهدة منع الانتشار النوويrlm;,rlm; كما انهاترفض اخضاع أنشطتها ومرافقها النووية لنظام الضمانات الشاملة للوكالةrlm;.rlm;

وفضلا عن ذلك فان الدول الكبري تعاني من تناقض واضح اذ انها بينما تحرم امتلاك الدول الاخري للقدرات النووية فانها لاتسعي إلي التخلص من ترساناتها النووية بل تحاول وتسعي الي تطويرها وتحديها رغم مرور عقود علي انتهاء الحرب الباردة حيث مازالتrlm;9rlm; دول تمتلك نحوrlm;27rlm; ألف رأس نووي في ترساناتهاrlm;,rlm; لذلك يدعو الدكتور البرادعي القوي الكبري إلي خفض ترساناتها النووية لتجنب سباق تسلح نوويrlm;.rlm;

ويعتبر البرادعي ان احتفاظ هذه الدول بالسلاح النووي يدفع الدول الاخري إلي التشكيك في مصداقية الدول النووية الكبريrlm;.rlm; ودعا مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تمتلك أكبر ترسانة نووية إلي عدم التهديد باللجوء إلي القوة لمنع دول أخري من السعي لحيازة السلاح النوويrlm;.rlm; وفيما يتعلق بتقرير مدير عام الوكالة حول تطورات الملف النووي الايراني قلل علي أصغر سلطانية مندوب ايران لدي الوكالة من أهمية التقرير لانه لم يشمل أي شئ جديد علي حد تعبيرهrlm;.rlm; واعتبر المندوب الايراني التقرير أنه وثيقة دولية علي التأييد المجدد للبرامج النووية الايرانية ودليل اخر للتأكيد علي عدم انحراف الأنشطة والمواد النووية نحو أهداف عسكرية محظورةrlm;.rlm; فالتقرير لم يفد عن أي توقف في عمليات التفتيشrlm;,rlm; كما أن طهران مازالت تواصل تعاونها مع مفتشي الوكالةrlm;.rlm;

وأوضح ان تعليق تطبيق الرمزrlm;3/1rlm; للترتيبات الفرعية في اتفاقيات الضمانات ورد في التقرير حيث ان هذا الموضوع جاء بعد قرار مجلس الامن الدوليrlm;1838rlm; وفي سياق تطبيق قرار مجلس الشوري الايراني الذي أعلنت عنه الوكالةrlm;.rlm;

وتطرق التقرير إلي بناء مفاعل انتاج المياه الثقيلة في أراكrlm;,rlm; حيث نفي مشاهدة أي أدلة في نشاطات اعادة المعالجةrlm;,rlm; وهو ما اعتبره سلطانية تناقضا حادا في قرار مجلس الأمن الذي دعا إلي تعليق أنشطة اعادة المعالجةrlm;.rlm;

ومن أهم ما أشار إليه المندوب الايراني هو ان التقرير أفاد أن طهران بسبب تعليق التنفيذ الطوعي للبروتوكول الاضافي علقت النشاطات المرتبطة حيث إن هذا الموضوع تكرار للتقارير السابقةrlm;,rlm; وشدد سلطانية في هذا المجال علي ضرورة توجيه اللوم للدول التي أحالت النشاطات النووية الايرانية إلي مجلس الأمنrlm;.rlm;

ومن جانبها تتمسك طهران بالنقاط الايجابية التي احتواها التقرير وأبرزها تأكيده عدم انحراف نشاطات ايران النووية عن مسارها السلميrlm;,rlm; وتأكيد البرادعي سماح ايران لمفتشي الوكالة بوضع كاميرات في منشآت ايران النووية بالاضافة إلي تصريحات البرادعي بشأن توصل ايران إلي التقنية النووية وحقها في التخصيبrlm;.rlm; لكن الغرب يعول في التقرير علي نقطة مهمة وهي عدم تعليق طهران انشطة تخصيب اليورانيوم وهو ما اعتبرته الولايات المتحدة ودول الترويكا الاوروبية الثلاث استمرار ايران في تحديها لارادة المجتمع الدولي الذي طالبها في قرارات مجلس الامن ومجلس محافظي الوكالة بوقف أنشطة التخصيبrlm;,rlm; مما يعكس اصرارا إيرانيا قويا في الاستمرار في أنشطة التخصيب التي أعلنت من قبل أنه اصبح علي نطاق صناعيrlm;.rlm;

لكن مع ذلك لايتوقع المراقبون توجيه الولايات المتحدة الامريكية ضربة عسكرية إلي ايران إلا مع انتهاء فترة حكم الرئيس جورج بوش او مع خروج القوات الامريكية من العراقrlm;,rlm; اللهم الا إذا توصل الغرب مع ايران إلي حل سلمي للأزمةrlm;.rlm;

ويعتبر كثير من المراقبين ان البرنامج النووي الايراني لايمكن ادانته في ظل تقارير الوكالة التي تؤكد انها مازالت غير قادرة علي التحقق من عدم تحريف اي مواد نووية معلنة في ايرانrlm;,rlm; كما انها مازالت غير قادرة علي احراز مزيد من التقدم في جهودها الرامية إلي التحقق من جوانب معينة ذات صلة بنطاق وطبيعة برنامج ايراني النوويrlm;.rlm;

كما أشار التقرير إلي ان ايران لم تقم حتي الآن بتقديم اجابات للقضايا العالقة منذ أمد طويلrlm;,rlm; ولا بتنفيذ البروتوكول الاضافي وتدابير الشفافية المطلوبةrlm;.rlm;

واستمرار هذا الوضع من وجهة نظر المدير العام لن يجعل الوكالة قادرة علي اعادة تكوين الصورة الكاملة لبرنامج ايران النووي علي نحو سليمrlm;,rlm; ولا علي تقديم تأكيدات بشأن عدم وجود مواد أو أنشطة نووية غير معلنة في ايران أو بشأن الطابع السلمي الخالص لهذا البرنامجrlm;.rlm;