سعد محيو
ماذا وراء حادثة الاعتداء على الدبلوماسي الكويتي ومحاصرة السفارة الكويتية في طهران؟
التبرير غير الرسمي الإيراني أمني بكليته، فهو يتحدث عن تعرّض دبلوماسي إيراني في الكويت للضرب في27/5/،2007 وبالتالي المسألة برمتها لا تعدو كونها رد فعل انتقامياً.
لكن، ولأن الأمن لا ينفصل عن السياسة، يتعين البحث عن الغابة التي تختفي وراء شجرة هذا الحادث. وهي غابة يسيطر عليها اجتهادان:
الأول يقول إن ما حدث في السفارة الكويتية كان حصيلة صراع داخلي إيراني بين ldquo;المتشددينrdquo; في حرس الثورة الذين يرون في عمليات التصعيد وتسخين الاجواء المدخل الوحيد لمواجهة التهديدات الأمريكية بضرب بلادهم عسكرياً، وبين ldquo;المعتدلينrdquo; في وزارة الخارجية الذين يدعون إلى تطبيق ldquo;النهج الخاتميrdquo; في استقطاب دول الخليج وعدم استعدائها. وتحرك الخارجية الايرانية للاعتذار من الكويت يصب في هذا الاتجاه.
والثاني يرى إلى الحديث عن انقسامات داخلية إيرانية مجرد ذر للرماد في العيون، ولغو لا طائل تحته ما دامت القرارات السياسية من نوع مهاجمة سفارة أجنبية أو احتجاز رهائن، تعود في النهاية إلى مرجعية عليا دينية- سياسية واحدة في طهران.
بكلمات أوضح، يرى هذا الفريق أن خطوة الاعتداء على الدبلوماسي الكويتي ومحاصرة السفارة، كانت مبرمجة المكان والزمان سلفاً من قبل أطراف إيرانية عليا.
أي الاجتهادين على حق؟ الثاني.
فالقرارات السيادية في إيران موحّدة بالفعل، وهي موجودة تحت عباءة ولي الفقيه الذي يستطيع أن يضع في زورق واحد كلاً من كوادر الحرس الثوري وكوادر السلك الدبلوماسي، خاصة في القضايا الحساسة التي تمس الأمن القومي الايراني.
وإذا ما كان هذا صحيحاً، والأرجح أنه كذلك، ففي الأمر رسالة أرادت طهران توجيهها إلى الكويت، ومنها إلى دول الخليج الأخرى. رسالة تقول: لن نكتفي بالتطمينات. نريد ضمانات حيال التهديدات الامريكية.
بيد أن هذا سيكون خطأ دبلوماسياً من الطراز الاول، لان دول الخليج قدمت أقصى ما يمكن تقديمه. فوزير الدفاع الكويتي تعهد بألا تكون بلاده منطلقاً لأي هجوم على إيران. والامير السعودي نايف، بدوره، قال إن دول الخليج لن تؤذي إيران، بشرط ألا تؤذيها هذه الأخيرة.
على أي حال، وبرغم أن قضية الدبلوماسي ستتلفلف على الأرجح، فإن هذه الحادثة قد تشرع الأبواب أمام تسخين آخر للأوضاع في منطقة الخليج. تسخين قد يكون خطراً في الواقع .
التعليقات