هل تقفل المعارضة المطار والمرفأ بالسيارات؟

بيروت ـ نبيه البرجي

شكل اللقاءان التلفزيونيان المتزامنان (مساء امس الأول) مع كل من الامين العام ل'حزب الله' حسن نصرالله ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط 'انطلاقة' جديدة للجدل حول الاستحقاق الرئاسي.
واذ خلا اللقاءان من اللحظات الدراماتيكية، وكانا رتيبين ومكررين الى حد بعيد، فإن اشارة نصرالله الى امهال الوساطات عشرة ايام كان محور العديد من التعليقات، في حين ترددت معلومات عن اعتزام المعارضة اقفال المطار والمرفأ بايقاف عشرات آلاف السيارات في الطرقات المؤدية الى هذين المرفقين، ودون الحاجة الى اشعال الاطارات او اقامة السواتر الترابية.
فائض القوة وفائض الضعف
كلام الاثنين فهم في بيروت على ان المراوحة ستستمر طويلا. ومع اعتبار ان بقاء العلاقات السورية ـ السعودية على حالها يعني ان الازمة اللبنانية ستبقى على حالها، وهو الامر المرجح رغم ان السفير المصري فؤاد البديوي حاول الايحاء بأن الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة قد يؤدي الى احداث انقشاع ما في تلك العلاقات، لابد ان ينعكس ايجابا على الملف اللبناني.
وكما يقول وزير الخارجية الاسبق فؤاد بطرس، فإن لبنان هو اكثر بلدان المنطقة تأثرا ب'فائض القوة' او ب'فائض الضعف' في المحيط العربي، واذ يبدو الوضع العربي في غاية التشتت، فإن الوضع اللبناني سيحافظ على حالة الانقسام، ودون ان يظهر اي مؤشر على امكان معاودة الحوار بعدما راح حتى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري يتبادلان الحملات بعدما سلطت عليهما الاضواء لاسابيع على انهما قطبا الحوار اللذان يمكن أن يوصلا البلاد الى بر الامان.
مسلسل المواعيد
دائما الازمة اللبنانية مع مسلسل المواعيد. والموعد الان اجتماع وزراء الخارجية العرب الاحد، واذا كانت بعض الاوساط تعتبر ان اعلان وزير الخارجية السوري مشاركته في الاجتماع مؤشر ايجابي، وهذا لم يكن رأي اوساط اخرى اعتبرت ان هذه المشاركة هدفها تسليط الضوء على المواقف السورية من المبادرة، لاسيما المبادرة الفرنسية، من اجل انهاء الوضع الراهن في لبنان، وبعدما بدا ان الصراع بلغ ذروته حول الثلث المعطل الذي ترفضه الاكثرية بصورة قاطعة، فيما تعتبره المعارضة شرطا لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقد عاد جنبلاط ليؤكد امس لل'بي.بي.سي' ما قاله تلفزيونيا امس الأول، من انه 'لا حل في لبنان طالما ان هناك جهات معينة في البلد اضطرت ان تتحالف، على حساب الاستقلال، مع سوريا وايران'.
شبكات الاغتيال
اضاف: 'لم ار في حياتي معارضة مدججة بالسلاح، وتسيطر على ثلثي البلاد، وعلى الحياة الاقتصادية، وتقرر الحرب والسلم ساعة تشاء، وفي الوقت نفسه تريد الغاء ابسط القواعد الديموقراطية من خلال الثلث المعطل، اي ان (مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي) خامينئي، و(الرئيس السوري بشار) الاسد، ونصرالله يقررون كل شيء'.
ووصف نائب الشوف كلامه الاخير الذي حمل فيه 'حزب الله' مسؤولية تسهيل الاغتيالات ب'الكلام الدقيق' لان الحزب 'تغاضى عن الشبكات السورية التي تعيث فسادا واغتيالا في لبنان'، متسائلا: 'كيف لم يعلم الحزب بمستودع من السيارات المفخخة عند الطلب لاغتيال الساسة اللبنانيين'.
الرد الاول على الحديث التلفزيوني لنصرالله جاء من وزير الشباب والرياضة احمد فتفت الذي قال 'ان السيد حسن يعرف تماما ان كلامه غير واقعي وان اتهاماته لا تستند الى اي حجة، فهو اتهمنا منذ سنة باننا مشروع اسرائيلي، وقال ان لديه قرائن وادلة، لكنه لم يظهر ايا منها، وهذا دليل على انه لا يملك اي شيء، والامر عينه ينطبق على ما قاله (امس الأول) حول التوطين والاغتيالات التي حاول تبرئة سوريا منها'.
وعن علاقة الاكثرية بالولايات المتحدة، اوضح 'اننا نمتلك علاقة جيدة مع اصدقاء يريدون مصلحة لبنان وعندما نكتشف ان اي طرف اميركي او اخر يناور على مصلحة لبنان لن نتعاون معه'.
وسأل فتفت: 'هل ننسى عندما وقف الشيخ سعد الحريري امام البيت الابيض معلنا رفضه نزع سلاح المقاومة'، ليضيف: 'لا ادري كيف ان نكون خونة صبيحة يوم، وبعد ظهر اليوم نفسه نصبح شركاء في الحكم'.
حواجز التسوية
ورأى ان نصرالله 'اعاد رفع الحواجز امام التسوية من خلال ما دعا اليه بكل وضوح، وهو الفراغ، اذ قال ان الفراغ الحالي اقل سوءا من حكومة دون الثلث الضامن للمعارضة'.
ولاحظ ان الامين العام ل'حزب الله' يريد 'ثلث القرار من خلال طرحه امورا اساسية ورغبته في ان يملك القرار في الشؤون الاقتصادية والامنية والمالية، بالاضافة الى الامور السياسية'.
جعجع..
وحول مهلة العشرة ايام، قال رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع 'اننا لا نأخذ بمنطق التهديدات المعلنة او الضمنية، ولا نخضع له كما لا نعتمده، ولسوف نبقى نضغط باتجاه اجتماع مجلس النواب وتعديل الدستور وانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا'.
وعن اشارة نصرالله إلى عدم حصول انتخابات رئاسية قبل اعطاء 'الثلث الضامن'، قال جعجع:
'بقراءتنا نعتبر ان هذا الموقف يعني لا انتخابات للرئاسة، وطالما انه لا ثقة لديهم بالعماد سليمان فليس لديهم ثقة بأي احد اخر'.
ورأى ان 'اي فريق داخلي لا يستطيع مواجهة افرقاء خارجيين او مشاريع خارجية اذا كانت تشكل خطرا على لبنان، واذا كان المشروع الاميركي يشكل خطرا، فإما ان يواجهه الشعب اللبناني مجتمعا او لا، وهذه النظرية يجب الاتفاق عليها على طاولة الحوار لا امور اخرى حول عدد الوزراء'.
ولاحظ ان رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون 'لا يريد حصول الانتخابات الا اذا اتى رئيسا، فيما سوريا لا تريد مجيء رئيس لاثبات نظريتها بعدم قدرة اللبنانيين على حكم انفسهم. اما نحن فنظريتنا معروفة'.