تل ابيب الغاضبة من الاستخبارات الامريكية :أوروبا في متناول صواريخ طهران
صنداي تليغراف - كارولين ويلر
سوف يواجه الرئيس بوش عند زيارته لاول مرة منذ دخوله البيت الابيض اسرائيل والاراضي الفلسطينية هذا الاسبوع، تحذيرا واضحا بأن ايران تطور الآن صواريخا نووية قادرة على الوصول لابعد من منطقة الشرق الاوسط أي الى اوروبا.
فقد ابلغ مسؤول كبير في الحكومة الاسرائيلية صحيفة laquo;صنداي تليغرافraquo; البريطانية ان حكومته مقتنعة تماما بأن ايران عازمة على ان تصبح اول قوة عظمى اسلامية بمقدرة نووية تمكنها، ليس فقط من ضرب اسرائيل بل وايضا مصر، ليبيا، المملكة العربية السعودية بالاضافة الى اليونان واجزاء من جنوب شرق اوروبا.
ويبدو ان الحكومة الاسرائيلية غاضبة جدا من تقرير وكالات الاستخبارات الامريكية الاخير الذي توصل الى نتيجة مفادها ان ايران علقت العمل ببرنامج اسلحتها النووية عام 2003، وتأمل الحكومة الآن اقناع الرئيس بوش ان ايران لا تزال تواصل عملها لصنع القنبلة التي تشكل تهديدا كبيرا للمنطقة.
وفي هذا السياق، كان آفي ديختر وزير الامن العام قد حذر خلال لقاء صحافي بأن ايران تطور صواريخا بمدى يصل الى اكثر من 1250 ميلا وقال: ان ايران بلد كبير قوي وغني يعرف جميع الزعماء العرب والمسلمون انه يسعى لزعامة العالم الاسلامي. واضاف ديختر قائلا: عندما تصل بصواريخك الى ضعف المسافة الممتدة بين ايران واسرائيل، يكون معنى هذا ان هناك هدفا آخرا ابعد لك هل هو يا ترى مصر، ليبيا، السعودية أو دولة اوروبية ما؟
ويذكر ان الاستخبارات الاسرائيلية لا تزال تؤكد عدم وجود أي دليل يثبت ان ايران قد تخلت عن برنامج اسلحتها الى الابد. لذا، يقول ديختر انها تعمل على تطوير صواريخ بمدى يشير الى طموحات تتجاوز تهديد اسرائيل فقط، وهذا ما سيدفع بالمسؤولين الاسرائيليين لتحذير بوش بأن الفشل بقيام عمل ما ضد ايران سيكون له عواقب خطيرة تتجاوز الشرق الاوسط الذي تسلح ايران فيه وتمول مجموعات خطيرة مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة.
وكانت صحيفة laquo;صنداي تليغرافraquo; قد كشفت العام الماضي ان بلدان الخليج العربية بما فيها السعودية والامارات تنفق بلايين الجنيهات الاسترلينية على تحديث قواتها المسلحة لاحتواء تهديد ايران المتنامي.
من ناحية اخرى، في الوقت الذي يتردد فيه المسؤولون الاسرائيليون في الكشف عن معلوماتهم السرية خشية من ان يخرب تسربها عنصر المفاجأة لأي هجوم محتمل في المستقبل، الا انهم سيقدمون للرئيس بوش على الارجح تفاصيل جديدة حول تخصيب اليورانيوم في ايران الذي يمكن استخدامه للاغراض المدنية أو العسكرية، كما سيقدمون له تقريرا حول تطوير طهران لصواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية نووية لمسافات بعيدة.
جدير بالذكر ان الرئيس بوش كان قد اعلن خلال لقاء مع صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية اخيرا ان ايران لا تزال تشكل تهديدا على الرغم من تقرير الاستخبارات الامريكية الذي لا يشير الى ذلك وقال: لقد قرأت التقرير بدقة، وتبين لي من حيث الجوهر ان ايران كانت تمتلك خطة سرية فعلا لتطوير اسلحة نووية. لذا اقول ان بمقدور اية دولة لا تتبنى سياسة شفافة، ولديها خطة سرية لتطوير اسلحة نووية، بمقدورها بسهولة تطوير خطة بديلة لنفس الغرض. لذا، ان القول، وفقا لتقرير الاستخبارات، ان ايران لا تمتلك خطة لتطوير مثل هذه الاسلحة هو قول لا يمثل سوى جزء من الحقيقة.
من الواضح ان هذا الرأي ايضا هو ما يدفع مسؤولي الامن الاسرائيلي للاعتقاد بأن ضرب وتدمير المنشآت الايرانية هو الوسيلة الوحيدة لمنع عملية تخصيب اليورانيوم الى المستوى العسكري في ايران.
لذا، يشعر الكثيرون من الاسرائيليين برغبة شديدة لمعرفة ما اذا كانت امريكا ستعطي اسرائيل أم لا الضوء الاخضر لمهاجمة ايران كما فعلت في سبتمبر الماضي عندما هاجمت اسرائيل موقعا نوويا غامضا في سورية.
بيد ان الرئيس بوش كان قد رفض الخوض في مسألة ما اذا كان على استعداد لتأييد ضربة اسرائيلية لايران أم لا، واكتفى بالقول: ان رسالتي لكل بلدان المنطقة هي اننا قادرون على حل هذه القضية بالوسائل الدبلوماسية، لكن كل الخيارات مطروحة على الطاولة ايضا.
التعليقات