أنور صالح الخطيب

الاتفاق العربي حول الأزمة الذي أعلن عنه في القاهرة بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب ولد كما يبدو بدون ضمانات لتطبيقه علي الأرض حيث سيكون منوطا بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي الذي سيتوجه إلي بيروت إقناع الطرفين في المعارضة والموالاة تأييد الاتفاق وتنازل كل من الطرفين عن مطالبه تمهيدا لتطبيق الاتفاق.

اتفاق الثلاث نقاط الذي أقره وزراء الخارجية العرب بحضور وزير الخارجية السوري ووزير الخارجية اللبناني بالوكالة ويتحدث عن انتخاب فوري للعماد سلمان رئيسا للبنان وتشكيل حكومة وحدة وطنية لا غالب ولا مغلوب فيها وبدأ العمل علي صياغة قانون جديد للانتخابات يحقق مطالب الطرفين نوعا ما ويساهم بالفعل في خروج لبنان من الأزمة السياسية التي طالت وكبرت وباتت تهدد النسيج الوطني اللبناني ومبدأ العيش المشترك الذي يجمع عليه اللبنانيون، مهمة عمرو موسي في بيروت ستكون صعبة بالتأكيد إلا أن الحل العربي الذي لا يستجيب لمطالب الطرفين يمكن اعتباره حلا مشرفا للمعارضة وللموالاة ويمكن اعتباره أيضا الفرصة الأخيرة لاستعادة الرشد وتقديم مصلحة الوطن اللبناني علي ما عداه من مصالح.

سيسمع عمرو موسي الكثير في بيروت وقد يواجه من يضع العراقيل في طريقه ويسعي لإخراج المبادرة العربية من مضمونها من خلال البحث في التفاصيل الصغيرة التي إن سمح موسي ببحثها فان المبادرة ستتفجر من داخلها.

مهمة موسي ستكون اختباراً حقيقيا ليس للأطراف اللبنانية فحسب بل للجامعة العربية ودورها أيضا وهي التي تستعد لعقد القمة العربية المقبلة حسب المقرر في دمشق ونزع صاعق التفجير في الأزمة اللبنانية سيمنع أزمة مقبلة ستواجهها الجامعة وسيواجهها العرب اسمها مكان عقد القمة العربية المقبلة؟

إذا نجحت جهود الأمين العام للجامعة العربية في كسر الجمود السياسي في لبنان والبدء في تطبيق اتفاق النقاط الثلاث فان صفحة جديدة ستفتح في المنطقة العربية تسمح بدور أكثر تأثيرا للجامعة في القضايا العربية الشائكة وما أكثرها.

ما يجب أن يسمعه عمرو موسي في بيروت ترحيب وقبول بالمبادرة والحل العربي الذي جاء علي قاعدة لا غالب ولا مغلوب فالوطن اللبناني والمواطن اللبناني يستحق من سياسييه في المعارضة وفي الموالاة إن يكونوا علي مستوي المسؤولية الوطنية ويخرجوا من قمقم الخلافات السياسية والاستعراضات الإعلامية التي جعلت أولوية المواطن هناك البحث عن مهجر؟