دهم معقل مسؤول سابق

مشرف يطالب laquo;اسكتلندياردraquo; بتسريع مهمتها

إسلام آباد - جمال إسماعيل

ازدادت ملابسات اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو بعد 12 يوماً على حصوله، غموضاً وتعقيداً، مع ظهور تقارير متناقضة في الساعات الـ 48 الأخيرة عن تعرف السلطات الى القاتل ودهمها منزلاً في بيشاور، في مقابل تسريبات مفادها أن محققي جهاز laquo;اسكتلندياردraquo; البريطاني يميلون الى فرضية ظهرت في الساعات الأولى بعد الجريمة عن إصابتها برصاصة أطلقها قناص من بندقية مزودة منظاراً، وان التفجير الانتحاري كان مجرد تغطية على الاغتيال.

وأوحت عملية الدهم التي نفذتها السلطات في منطقة صوابي قرب بيشاور بأن القاتل من المتشددين، فيما سارع زوج بوتو آصف علي زرداري الى التشكيك في رواية الحكومة عن وقوف laquo;القاعدةraquo; خلف الاغتيال.

وراجت معلومات عن إدلاء ضابط شرطة باكستاني بشهادة أمام محققي laquo;اسكتلندياردraquo; أفاد فيها بأنه رأى شخصاً يرتدي نظارات سوداء يطلق النار على بوتو من على بعد ثلاثة أمتار فقط من السيارة التي كانت تطل برأسها منها. في الوقت ذاته، سارع الناطق باسم الداخلية الباكستانية الجنرال جاويد إقبال تشيما الى نفي تقارير عن توصل السلطات الى معرفة هوية القاتل.

ولم يساعد، في تبديد الغموض الناجم عن التضارب في التقارير والمعلومات، تأكيد الرئيس برويز مشرف التزام حكومته كشف الحقيقة ومعاقبة القتلة، وذلك لدى استقباله أمس فريق laquo;اسكتلندياردraquo; الذي تمسك أعضاؤه بالصمت.

لكن مصادر أمنية باكستانية نقلت عن المحققين البريطانيين أنهم يميلون الى الاعتقاد بأن قاتل بوتو أطلق النار عليها من بندقية قنص مزودة منظاراً دقيقاًraquo;، وذلك من أحد المباني المطلة على الساحة حيث ألقت خطاباً امام أنصارها. وبحسب المحققين البريطانيين، كان الانفجار أمام سيارة بوتو لتغطية فرار القاتل في ظل أجواء بلبلة وفوضى سادت مسرح الجريمة.

في المقابل، أشارت مصادر إعلامية باكستانية إلى أن حملة الدهم في منطقة صوابي طاولت عدداً من المنازل هناك. وأفيد عن اعتقال ثلاثة أشخاص من سكان المنطقة للاشتباه بهم.

واللافت ان بوتو اتهمت بعد نجاتها من انفجار كراتشي الذي استهدف موكبها يوم عودتها في 18 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، من وصفتهم بفلول نظام الرئيس السابق ضياء الحق باستهدافها، مشيرة الى صلات هؤلاء بعناصر في الاستخبارات الباكستانية.

يذكر أن أحد ضباط الاستخبارات الباكستانية السابقين ويدعى الرائد عامر يتحدر من منطقة صوابي، واتهمته بوتو بأنه كان وراء إسقاط حكومتها الأولى بالتعاون مع الجنرال امتياز أحمد الذي كان مديراً للاستخبارات الباكستانية في منطقة إسلام أباد قبل أن يصبح مديراً للاستخبارات العامة المدنية إبان حكم نواز شريف. وحاولت بوتو لدى ترؤسها حكومتها الثانية (1993 - 1996) اعتقال الرائد عامر إلا أنه تمكن من الفرار. وتحدثت وسائل الإعلام عن علاقات خاصة ربطته بقادة الجهاد الأفغاني سابقاً، خصوصاً قلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الإسلامي المتحالف حالياً مع laquo;القاعدةraquo;.

وخلال لقائه المحققين البريطانيين، طلب مشرف محاولة استكمال تحقيقاتهم قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في 18 الشهر المقبل.

في غضون ذلك صعد زرداري هجومه على نظام مشرف. وقال في خطاب في نوديرو مسقط رأس عائلة بوتو جنوب باكستان: laquo;لم تخض القاعدة الانتخابات ضدنا، كما نفت اغتيال بوتو. فلماذا يجب ان نصدق الحكومة وليس القاعدة؟raquo;. واضاف ان بوتو laquo;أكدت من خلال حكمتها الكبيرة حاجة باكستان الى مساعدة اكبر، في ظل عدم بذل (الحكومة) أي جهود للتصدي للإسلاميين ومحاولة طلبنة البلادraquo; (نسبة الى laquo;طالبانraquo;). وأشار الى ان laquo;الأميركيين ينشطون في باكستان حالياً، فيما تحاول السلطات التعتيم على الأمر والقول انهم غير موجودينraquo;.