عمان - الدستور
أظهرت نتائج الاستطلاعات التتبعية حول الانتخابات البرلمانية في الاردن لعام 2007 ، التي أجراها المركز الاردني للبحوث الاجتماعية في ست دوائر انتخابية عمان الثالثة ، عمان الرابعة ، الزرقاء الأولى إربد الثانية ، الكرك الأولى ، الطفيلة الأولى ، وتمت على جولتين ، الأولى في الفترة الواقعة بين 25 - 28 تشرين أول والثانية في الفترة الواقعة بين 8 - 11 تشرين ثاني ، 2007 ، حيث أجريت 3010 مقابلات في الجولة الأولى 2961و مقابلة في الجولة الثانية.
كما تم استطلاع يوم الاقتراع في يوم الانتخابات البرلمانية ، 20 تشرين الثاني ، 2007 بإجراء 3729 مقابلة.
وتم تنفيذ العمل الميداني لهذه الاستطلاعات بواسطة مؤسسة الشرق الأوسط للدراسات والاستشارات التسويقية ، حيث حشدت المؤسسة المذكورة لاستطلاع يوم الاقتراع 195 باحثا ميدانيا ومشرفا ومنسقا 88و فنيا لجمع البيانات وإدخالها ومعالجتها وأربعة محللي نظم وستة موظفين إداريين. شمل استطلاع يوم الاقتراع 104 مراكز اقتراع من إجمالي 209 مراكز في الدوائر الانتخابية الست ، أو 467 صندوق اقتراع من إجمالي 816 صندوقا ، حيث تم إجراء هذا الاستطلاع بدعم من المعهد الجمهوري الدولي. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن عملية الاقتراع على مستوى البلاد مرت بسلاسة ودون مشكلات.
وخلافا لما حدث خلال الانتخابات البلدية التي جرت يوم 31 تموز من هذا العام ، فإنه لم ترد تقارير عن أعمال عنف خطيرة في يوم الاقتراع.
وأعلنت الحكومة بعد وقت قصير من انتهاء الانتخابات أن نسبة المشاركة الانتخابية بلغت %55 ، بانخفاض طفيف عن نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية لعام 2003 والتي بلغت 58%.
وتظهر النتائج الأولية للانتخابات أن الإقبال على التصويت جاء أقل من المعتاد في مدينتي الزرقاء وعمان الكبيرتين في حين كان الإقبال أكبر بكثير في مناطق تعتبر عشائرية.
وكان التطور الأبرز في الانتخابات هو نتائج مرشحي جبهة العمل الإسلامي التي جاءت أسوأ من المتوقع. فقد فاز ستة فقط من المرشحين الإسلاميين بمقاعد (بانخفاض عن 17 مقعدا في الانتخابات البرلمانية السابقة). ولم يفز أي من مرشحي جبهة العمل الإسلامي في المعاقل التقليدية للجبهة في الزرقاء وإربد ، وخسر بعض الإسلاميين البارزين مقاعدهم في العاصمة. وحقق نصف مرشحي الجبهة الفائزين الفوز في مدن من المعروف عنها أنها قواعد عشائرية قوية وهي تحديدا ، الكرك وعجلون وجرش.
وألقت جبهة العمل الإسلامي باللوم على الحكومة في هزيمتها ، متهمة الحكومة بتسهيل عمليات شراء الأصوات من جانب المرشحين الأثرياء الموالين للحكومة والسماح بعمليات نقل غير قانوني للناخبين من دائرة إلى أخرى لضمان فوز مرشحين مستقلين ـ عشائريين بعينهم.
وقد فاز معظم المرشحين العشائريين الموالين للحكومة ورجال الأعمال المستقلين في المناطق الحضرية بمقاعد في البرلمان. وباستثناء جبهة العمل الإسلامي ، لم يفز ممثلو أي حزب سياسي آخر بمقاعد. وتم انتخاب سبع نساء في البرلمان ، ست منهن في إطار مقاعد الكوتا وواحدة في انتخابات مباشرة خارج الكوتا. ولم تشهد انتخابات عام 2003 فوز أي امرأة في انتخابات مباشرة على مرشح من الرجال. وثلاث من بين النساء السبع الفائزات في الانتخابات كن أعضاء في برلمان عام ,2003
الروابط العشائرية والعائلية
وفقا للاستطلاعات التتبعية واستطلاع يوم الاقتراع ، مازال الأردنيون يصوتون لصالح quot;المرشحين المستقلينquot; ، حيث لا تزال الروابط العشائرية والعائلية أهم الاعتبارات المحددة لقرارات الناخبين.
وكان هناك quot;فائزان مفاجئانquot; على الأقل (دائرة عمان الثالثة ودائرة الزرقاء الأولى) لم يحققا نتائج طيبة سواء في الاستطلاعات التتبعية أو في استطلاع يوم الاقتراع ولكن كلا منهما نجح بطريقة ما في الفوز بمقعد برلماني ليطيح بمرشح كانت التوقعات تشير إلى أنه quot;فائز بالتأكيدquot;.
كما تنبأ الاستطلاعان التتبعيان بدقة بالنتائج الضعيفة لجبهة العمل الإسلامي في الانتخابات. فقد أظهرت الاستطلاعات التتبعية أن الجبهة ستفوز بنسبة 7,4% من الأصوات في المتوسط في الدوائر الانتخابية الست.
الأحزاب
وجاءت نتائج الأحزاب ذات التوجهات اليسارية والقومية العربية أسوأ من نتائج الإسلاميين. وطبقا لنتائج الاستطلاعات التتبعية واستطلاع يوم الاقتراع ، لم يكن من المتوقع أن يحقق أي من مرشحي الأحزاب السياسية بخلاف جبهة العمل الإسلامي نتيجة طيبة في الانتخابات. وانقسمتquot; الأصوات العشائرية في هذه الانتخابات أكثر من أي انتخابات سابقة ، حيث خاض عدد متزايد من المرشحين من نفس العشيرة الانتخابات.
وقد يكون ذلك مؤشرا على حدوث انقسام في نظام الإجماع العشائري الذي يتوصل بموجبه أفراد كل عشيرة إلى اتفاق في ما بينهم على مرشح واحد. كما بين استطلاع يوم الاقتراع أ ن إقبال الشباب على التصويت كان منخفضا بصورة مخيبة للآمال إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الحكومة ومنظمات المجتمع المدني بذلت كل جهد ممكن لتعبئة الجيل الجديد وتحفيزهم على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
ومن بين الجوانب الإيجابية المهمة للانتخابات تزايد عدد النساء اللاتي رشحن أنفسهن لدخول البرلمان ، والذي يفوق أربعة أمثال عدد المرشحات في الانتخابات التي جرت عام ,2003
وفازت إحدى المرشحات ، والتي خاضت الانتخابات في بيئة شديدة العشائرية ، بمقعد برلماني خارج مقاعد الكوتا الخاصة بالمرأة. وخسرت مرشحة أخرى الانتخابات بفارق 15 صوتا فقط.
لقد أظهرت الاستطلاعات التتبعية أن نسبة 11,0% فقط من الناخبين الذين قالوا إنهم سيصوتون لمرشحي الأحزاب السياسية يؤيدون الأحزاب السياسية الأخرى ، مثل حزب الشعب الديمقراطي quot;حشدquot; وحزب البعث الاشتراكي العربي الأردني وحزب العمل القومي quot;حقquot; وحزب الوسط الإسلامي والحزب الوطني الدستوري ، أي بمتوسط 0,7% من إجمالي العينة التي شملها الاستطلاع في الدوائر الانتخابية الست.
الأقليات
وفيما يتعلق بمقاعد الكوتا الخاصة بالمسيحيين ، تنافس على شغل هذه المقاعد خمسة مرشحين من الرجال في دائرة عمان الثالثة وأربعة مرشحين في الزرقاء (بينهم امرأة واحدة) وأربعة مرشحين في دائرة إربد الثانية (بينهم امرأة واحدة) وثلاثة مرشحين في دائرة الكرك الأولى. وتنافس جميع أولئك المرشحين على مقعد واحد مخصص للمسيحيين في دوائرهم الانتخابية.
وفيما يتعلق بمقعد الكوتا الخاص بالشيشان ـ الشركس في دائرة الزرقاء الأولى ، جاء المرشح الشيشاني في المركز الثاني في فرز جميع أصوات الدائرة بحصوله على 5,617 صوتا وحصل المرشح الشركسي على 5,085 صوتا ليحتل المركز الثالث في فرز جميع أصوات الدائرة بفوزه بنفس عدد الأصوات تقريبا الذي فاز به المرشح المسلم الذي فاز بالمركز الثان وفازت السيدة فلك جمعاني في دائرة مادبا الثانية بمقعدها على أساس تنافسي (خارج نظام الكوتا) في بيئة شديدة العشائرية بحصولها على 3,301 صوتا ، وهو نفس عدد الأصوات تقريبا الذي فاز به المرشحون الرجال في دائرة مادبا الأوائل.
هل كانت الانتخابات البرلمانية حرة ونزيهة؟
يظهر استطلاع يوم الاقتراع أن غالبية المستطلعين في الدوائر الانتخابية الست يعتقدون أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة.
ويعتقد أكثر من الثلثين (71,0%) أن الانتخابات كانت نزيهة إلى درجة كبيرة في حين يرى 24,0% من الأردنيين أن الانتخابات كانت نزيهة إلى حد ما مقابل أقلية صغيرة (5,0%) قالت أنها تعتقد أن الانتخابات لم تكن نزيهة .
- آخر تحديث :
التعليقات