انتخابات المحافظات في العراق
بغداد - مازن صاحب
تسود العراق حمى تشكيل الكيانات السياسية من رحم العمليات الامنية التي سعت للقضاء على المليشيات التي وجدت بدورها في الاندماج بالتنظيمات السياسية ودخولها الانتخابات ما يحمي نفوذها على الارض، والمشهد الاكثر طرقا على ابواب الانتخابات المقبلة ياتي من تشكيلات الصحوات التي تحولت الى كيانات سياسية وايضا من العشائر التي وجدت في ذاتها ما يمكن ان يدخلها اللعبة السياسية الجديدة.
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق اعلنت المصادقة على 500 كيان سياسي تقدم للتسجيل لديها في بغداد والمحافظات العراقية الاخرى للمشاركة في الانتخابات المقبلة، ومازالت القائمة مفتوحة لدخول كيانات اخرى.
كيانات الصحوة
ومن أبرز الكيانات السياسية المنبثقة عن الصحوات، التي تأسس بعضها أصلا من تنظيمات مسلحة مثل تنظيم laquo;الاستقلالraquo; الذي أسسه محمود الجنابي (أبو أطياف)، أحد قادة الجيش الاسلامي. ويتركز نشاط هذا التنظيم في منطقتي اللطيفية واليوسفية، جنوبي بغداد، وتحولت منlaquo;مثلث الموتraquo; كما كان يطلق عليها الى منطقة ترحب بعودة العوائل المهجرة !!
وأسس القائد الميداني السابق في الجيش الاسلامي، أبو عزام التميمي، تنظيم laquo;الكرامة الوطنيةraquo;. ويتركز نشاط تنظيمه في منطقة أبو غريب، غربي بغداد. كما أسس جمال الكربولي، مع مجموعة من العراقيين المقيمين في عمان، تنظيما أطلق عليه اسم laquo;الحركة الوطنية للتنمية والاصلاحraquo;. وينشط التنظيم غرب الرمادي.
وأسس أحمد أبو ريشة، شقيق ستار أبو ريشة، أحد أوائل المتعاونين مع القوات الأمريكية ضد تنظيم القاعدة في العراق، تنظيما باسم laquo;مؤتمر صحوة العراقraquo;. ويتركز نشاط هذا التنظيم في منطقة الرمادي، دون الفلوجة المجاورة. غير أن حميد الهايس، اختلف مع أحمد أبو ريشة وأسس هو الآخر تنظيما خاصا به، وهناك تحالف غير معلن بين زعيم حركة المؤتمر العراقي الكتور احمد الجلبي مع الهايس الذي تحالف بدوره مع الشيخ علي حاتم السليمان، الذي اسس بدوره تنظيما باسم laquo;الجبهة الوطنية لانقاذ العراقraquo;.
العشائر
كما انبثقت من laquo;مجالس العشائرraquo;، خاصة تلك المشاركة اصلا في مجالس الاسناد، كيانات سياسية مثل laquo;تجمع المستقبل الوطنيraquo;، وlaquo;التجمع الوطني العشائريraquo;، فيما أسس عضو البرلمان العراقي، وائل عبد اللطيف، حزبا جديدا باسم laquo;حزب الدولةraquo; بعد أن استقال من كتلة laquo;القائمة العراقيةraquo; بقيادة الدكتور إياد علاوي وأعلن نفسه نائبا مستقلا.
ويدافع عبد اللطيف عن اعلان محافظة البصرة اقليما فدراليا مستقلا، وهو ما يتعارض مع دعوة رئيس المجلس الأعلى الاسلامي، عبد العزيز الحكيم، الذي يدعو لاقامة اقليم الوسط والجنوب المكون من تسع محافظات. ويجري عبد اللطيف حاليا اتصالات مع حزب الفضيلة في البصرة برئاسة جابر الجابري، لكسب تأييده لفيدرالية البصرة لما يتمتع به حزب الفضيلة من هيمنة على مجلس محافظة البصرة.
وأسس رئيس الوزراء السابق، ابراهيم الجعفري، تيارا جديدا منافسا للدعوة، باسم laquo;التيار الوطني للاصلاحraquo;، ليضيف بذلك رقما جديدا للأحزاب المتفرعة عن الدعوة، بعد laquo;حزب الدعوة ـ فرع العراقraquo;، وlaquo;حزب الدعوة العراقيraquo;.
ويرجع المراقبون اسباب تصاعد عدد الكيانات السياسية المسجلة في قائمة المرشحين لخوض انتخابات مجالس المحافظات الى نتائج عملية laquo;صولة الفرسانraquo; في محافظة البصرة حيث ادت الى نزوع أكثر من 140 ميليشيا اما نحو تأسيس تنظيمات جديدة تحت مسميات سياسية جديدة، أو الذوبان داخل أكثر من 40 تنظيما سياسيا يعمل في البصرة.
مليشيات البصرة
من أبرز المليشيات والتنظيمات التي ذابت في تنظيمات سياسية أخرى هي: حزب ثأر الله الاسلامي، بقيادة، سيد يوسف سناوي الموسوي، وحركة laquo;17 آذارraquo; بزعامة الشيخ عبد الله العمشاني، الموالي لجيش المهدي الذي رفض الالتزام بالهدنة التي دعا اليها مقتدى الصدر خلال معارك آذار الماضي في البصرة اثر وساطة ايرانية.
وبقيت حركة سيد الشهداء تعمل بشكل مستقل بالبصرة. ويرأس هذه الحركة، التي تملك علما خاصا بها ولها موقع حصين على شط العرب، سيد داغر الموسوي، كما بقيت منظمة العمل الاسلامي، برئاسة محمد تقي المدرسي، تعمل بشكل مستقل أيضا، فيما اندمجت مليشيات مثل حركة الانتفاضة الشعبانية، حركة الانتفاضة الديموقراطية، والحركة الوطنية لثوار الانتفاضة، وحركة جند الحق، مع بعضها أو اقامت تحالفات وتكتلات مع تنظيمات ومليشيات أخرى، مما ادى الى تضخم قوة ونفوذ هذه التنظيمات التي تملك جميعا مليشيات خاصة بها، اما علنية أو سرية، كحزب الله العراقي، بقيادة عضو مجلس الحكم السابق وعضو البرلمان الحالي، كريم ماهود، وحركة حزب الله في العراق، التابع للمجلس الأعلى الاسلامي، بزعامة وزير الدولة لشؤون الأهوار، حسن الساري، ومؤسسة شهيد المحراب التابعة للمجلس الأعلى الاسلامي.












التعليقات