بيروت - رنا بورسلان

تمتاز الاعلامية اللبنانية سوسن السيد بتعدد مواهبها. فهي الرياضية وملكة الجمال والاعلامية المخضرمة وسفيرة لبنان حول العالم ورئيسة اللجنة الوطنية لانتخاب ملكات جمال لبنان ورئيسة مؤسسة السوسن الاعلامية. استضافت على مدى ثلاث سنوات في برنامجها laquo;ملكاتraquo; على قناة المرأة العربية أكثر من 200 ملكة جمال من مختلف انحاء العالم، وأثبتت ان الجمال لابد ان يقترن بالأعمال الخيرية. دخلت مملكة الجمال في سن مبكرة فقد توجت ملكة جمال لبنان لعام 1985

وحازت على مفتاح مدينة فلوريدا في مسابقة laquo;مس يونيفرسraquo;. كما حازت لقب أفضل صحافية رياضية لعام 1994. وقعت السيد أكثر من عشرين عقداً عالمياً مع منظمات عالمية أبرزها ملكة جمال القارات وآسيا والأرض. حازت لقب سيدة العام 2000 وكرمت في نقابة الصحافة.

وأخيراً حصلت على لقب ملكة المذيعات في العالم العربي.

laquo;النهارraquo; التقتها وحاورتها في أمور عدة تتعلق بملكة الجمال وأمور أخرى خاصة بحياتها. وفيما يلي نص الحوار:

لنبدأ من برنامج laquo;ملكاتraquo; الذي دخل عقده الثالث، ما سر استمراره ؟

لقد نال البرنامج اقبالا جماهيريا وعالميا كبيرا. وأتاني تهنئة من بلدن كثيرة ومنظمات عالمية للجمال. ويمكن القول ان هذا البرنامج هو أول برنامج في العالم يجمع اكثر من مئتي ملكة من كل دول العالم. لقد كنت قد اتخذت قرار ايقافه، لكن النجاح جعلني أستمر. وانا بصدد التحضير الآن لبرامج مهمة. فهذا البرنامج فتح لي آفاقاً كثيرة وأصبح الطلب عليّ كثيفاً من قبل المحطات التلفزيونية الأخرى، ولكن بالنسبة لي قناة المرأة العربية تعاملت معها من باب فكرة البرنامج التي تطابقت مع فكرة المحطة وكانهما توأمان.

هل قصدت عرض البرنامج على قناة مختصة بالمرأة ؟

لقد انتظرت فرصة ان يكون هناك قناة متخصصة بالمرأة كي أقدم هذا البرنامج.

ما الرسالة التي أردت تقديمها من البرنامج؟

هذا البرنامج تثقيفي يتطرق الى تاريخ الجمال وملكات الجمال منذ الثلاثينيات حتى عصرنا هذا. وكما هو معروف فان الملكات معدودات واحببت ان أكرمهن تقديراً لعطاءاتهن. ولم يعد البرنامج محصوراً بالملكات فقط بل أدخلت عليه العديد من الاضافات حيث أدخلت ملكات نيوز وتغطية نشاطاتهم. كما استضفت عددا كبيرا من نجوم الفن.

ألا تشعرين ان تعدد الالقاب يفقد مسابقات الجمال رونقها؟

بالتأكيد لأن الألقاب صارت كثيرة. وحالياً اصبح بوسع الجميع الحصول على ترخيص سياحي من قبل وزارتي السياحة والاقتصاد لاقامة احتفالات ومهرجانات ومسابقات جمالية من دون دراية والمام في المجال. ولكن ان نطلق 800 ملكة جمال أفضل من ان نطلق رصاصة واحدة. من الفضل ان يلتهي الناس بالجمال والفن.

بعض الملكات استعملن شكلهن الخارجي للدخول الى معترك الفن، ما رأيك ؟

كل انسان حر في اختياره ولكل عقله وطموحه. المهم ألا يستعمل اللقب في التسويق لشيء خطأ.

برأيك هل هناك ملكات نجحن في عالم الغناء وتقديم البرامج ؟

نعم في مجال الغناء هناك دومينيك حوراني وهيفاء وهبي وبسكال مشعلاني ورولا سعد وداليدا شماعي وماريا. أما في مجال التقديم هناك جويل بحلق ودينا عازار ونورما نعوم.

تم اختيارك في لجان تحكيم عالمية، ما المعايير التي يتم من خلالها اختيار الملكة؟

بالنسبة لملكات الجمال يجب ان تكون النسبة مثالثة بين الثقافة والوجه الجميل والجسد المتناسق.

انت رئيسة اللجنة الوطنية لانتخاب ملكات جمال لبنان،كيف تحضرين الملكة؟

انه أمر صعب... أحضرها من الألف الى الياء ولقد أرسلت حوالي مئتي ملكة جمال للمشاركة في مباريات عالمية. أما التحضير فيكون للباس والشعر والتحضير النفسي والوقوف على المسرح والثقافة والاقامة في الخارج وتقوية اللغات الخ.

أي امرأة تجدينها الأجمل اللبنانية أم سواها؟

كل دولة لها مميزاتها في الجمال ففي كل عام تأتي ملكة اما من جنوب أميركا أو الهند أو الولايات المتحدة أو الشرق الأقصى لها ميزة خاصة. ومن كثرة رؤيتي لجميلات حول العالم لا استطيع تخصيص بلد معين في هذا الشأن.

ماذا عن المرأة الكويتية، هل تجدين بعض التقارب بين المرأة اللبنانية والكويتية ؟

نعم، تبقى المعالم والأفكار الشرقية متقاربة ولكنني أرى ان المرأة اللبنانية باتت قريبة من الغرب في أفكارها اكثر فجمعت بين الشرق والغرب.

خضت الاعلام من باب الجمال والرياضة،كلمينا عن التجربة؟

كنت مذيعة رياضية في تلفزيون لبنان عندما خضت مباريات ملكة جمال ولم أبلغ حينها السادسة عشر وكنت من أصغر الملكات وأكملت مسيرتي الحياتية بين الرياضة والاعلام والجمال، فعملت في الصحافة المكتوبة والمرئية. وقمت باعداد وتقديم برامج ومهرجانات الجمال. بالاضافة الى انني قابلت الكثير من القادة العرب من خلال الرياضة. فالرياضة حاكمة.

عملت كثيرا عل ثقافتك، هل تجدين ان الأمر ينطبق الآن على المذيعات؟

ليس منطبقاً على الاعلاميات حتى ! انا مثلاً كصحافية جلت في أكثر من 150 بلدا وحاورت أكثر من ألفي شخصية عالمية ورصيدي أكثر من ألف حلقة تلفزيونية وهذه الخبرة تظهر على االتلفزيون فالمشاهد ليس غبيا وينتبه الى عدم استعمالي الورق والقلم وانني أعد برنامجي بنفسي. أيضاً ترأست تحرير العديد من المجلات، كل هذا ساهمَ في وضعي في دائرة الاعلاميات المخضرمات وكُرمت والحمد لله على نشاطاتي في أكثر من عشر دول عربية وعالمية.

هل تجدين وقتاً لحياتك العائلية وسط هذا الزحام ؟

لدي وقت كبير لي. فقد نظمت حياتي ووقتي بدقة. فابني الوحيد باسل ربيته وأرسلته الى الخارج ليتعلم وأعطيته الكثير من وقتي.

هل سوسن السيد زوجة وأم ممتازة ؟

أم ممتازة ولكن زوجة متوسطة الحال، أعتقد انني أفضل من 90 في المئة من المشاهير، فليس لديّ قصص عاطفيّة كل يوم تُنشر هنا وهناك ولا انشر حياتي الشخصيّة، ورغم كل المغريات التي تعرضتُ لها في حياتي، حكّمت عقلي لأحافظ على الاستقرار النفسي لابني، وانا انصح كلّ أم وأب بعدم الانفصال اذا كان لديهما أولاد، ولا ان يعيش كل منهما في منزل منفصل أو احضار عناصر جديدة الى العائلة.

ولدت في شهر الحب، ماذا يعني لك هذا الشهر؟

الحب أسمى ما في الحياة ولكن لم يعد هناك حب بالمعنى القديم فقد أصبح الحب الآن مجرد مصالح متبادلة. لم يعد الحب الحقيقي الذي كان يتغنى به الشعراء منذ القدم موجودا.

نفهم انك لا تعيشين حالة حب؟

انا أعيش حالة عشق ولكن من نوع آخر. أعشق ابني وعملي وحياتي فقط.

ماذا تنصحين المرأة بشكل عام ؟

أؤكد لكل امرأة انها جميلة حقاً، وان الجمال ليس له مقاييس تحتذى، لذا يجب ان تُقرن كل امرأة جمالها بالأعمال الخيرية التي ستزيده بريقاً، وأحاول في برنامجي ان أدخل هذا العمل بين الفينة والأخرى لأستقطب الناس الذين يدعمون الجمعيات الخيريّة، وأدعو المرأة العربيّة ألا تكون مجرد شكل جميل وان تهذّب شكلها ولا تغيره. كما انصحها دائماً بالثقة في ذاتها والابتعاد عن التقليد.