سلامة أحمد سلامة

أزاح الحكم القضائي الذي يتيح للبهائيين ترك خانة الديانة في الأوراق الرسمية خاليةrlm;,rlm; أو وضع شرطة أمامهاrlm;,rlm; عقبة جوهرية من العقبات التي وصمت الحكومة المصرية بالتعصب الرسمي وانتهاك حرية العقيدةrlm;,rlm; فضلا عن إجهاض مبدأ المواطنةrlm;..rlm; وهو أمر ما كان يجب علي الحكومة أن تنتظر صدور حكم قضائي بشأنهrlm;.rlm; وبالتالي فلا معني لأن تستشكل أو تطعن وزارة الداخلية أو أطراف أخري ضد الحكمrlm;!rlm;

وقد استند الحكم الي قرار لمجمع البحوث الأسلامية بعدم الأعتراف بالبهائية كديانة سماوية أو بالبهائيين كجماعة أو كيان سياسي أو دينيrlm;..rlm; ومن ثم فهي لا تدخل ضمن الديانات السماوية الثلاث المعترف بها وهي الأسلام والمسيحية واليهوديةrlm;.rlm; وهي خطوة علي الطريق في الأنتصار لمبدأ الحرية والتسامحrlm;.rlm;

دوافع الأمر أن هذا القرار تأخر كثيراrlm;,rlm; وكان سببا في الأساءة الي الحقوق المدنية لفئة مهما تضاءل شأنها وقل عددهاrlm;,rlm; إلا أنها حاضرة في المجتمع بشكل أو بآخرrlm;.rlm; وكانت إما مكرهة علي التظاهر بدين لا تؤمن بهrlm;,rlm; أو عاجزة عن ممارسة حقوقها المدنية واستخراج الأوراق الرسمية التي تمكنها من العيش بسلام والحفاظ علي حقوقها الشخصيةrlm;.rlm; وهو ما كان يعتبر شكلا من أشكال الاعدام المدني الذي تمارسه الأغلبية ضد الأقليةrlm;,rlm; وينتهك حقا أصيلا من حقوق الأنسان وهو حرية الأعتقادrlm;..rlm; علما بأن هذه الحرية بالذات من أولي وأهم الحريات التي كفلها الأسلام حين أكد أنه لا إكراه في الدينrlm;,rlm; ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفرrlm;!!rlm;

وفي التاريخ الأسلاميrlm;,rlm; كما في العديد من المجتمعات الأسلامية المعاصرةrlm;,rlm; تعايشت مع المسلمين أقليات من طوائف ونحل غير سماويةrlm;,rlm; ومارست حقها في العبادة وإقامة شعائرها تحت حماية الدولة التي تعيش فيهاrlm;..rlm; فنحن نعرف طائفة الدروز في الشامrlm;,rlm; والصابئة في العراقrlm;,rlm; والمجوس وعبدة النار في إيرانrlm;,rlm; وعشرات غيرها من الملل والنحل التي خرج بعضها من عباءة الأسلام أو اختلطت عقائدها بطقوس غرائبية ذات جذور موغلة في القدمrlm;.rlm; لها معابدها ومقدساتها ولا أحد يتدخل فيها أو يسعي للنيل منهاrlm;.rlm; بل إن العكس هو الصحيحrlm;:rlm; فكل محاولة للتبشير والإغراء أو الضغط والأكراه غالبا ما تؤدي الي انفجارات طائفية وحروب دينيةrlm;.rlm;

ومن ناحية أخري فنحن نعيش الآن في عالم سقطت فيه الحواجز الثقافية والحضاريةrlm;..rlm; ولا مندوحة لنا من التعامل مع شعوب ومجتمعات لا علاقة لها بالأديان السماويةrlm;.rlm; وفي الجوار كتل بشرية ضخمة من البوذيين والتماويين والهندوس والسيخrlm;.rlm; ومن ثم فإن رؤية العالم المحيط بنا من خلال منظور ضيق مغلقrlm;,rlm; ينطوي علي تبسيط ساذج مخل حين نري في المذاهب الأخري وأتباع العقائد غير السماوية مصدرا للتهديد والخطرrlm;.rlm;

ولو أن الحكومة أخذت بالفكرة التي أقرها المجلس القومي لحقوق الأنسانrlm;,rlm; بإلغاء خانة الديانة من الأوراق الثبوتيةrlm;,rlm; مع الإبقاء عليها في المراجع الأحصائيةrlm;,rlm; لكان خيرا وأحسن تقويماrlm;!!rlm;