موسيقى

عبدالهادي راجي المجالي

نحن أكثر دولة في العالم - ربما - والتي يمتلئ ارشيفها الموسيقي بالأغاني المختصة.. لدينا مثلاً أغان للعمال.. فحين يعرض التلفاز برنامجاً عن وزارة العمل يضعون أغنية ''انت ابني وانا ببني تا انعمر لابنك وابني الوطن بدو سواعد بدو إرجال اللي تبني..''.

لدينا اغنية خاصة بالجمارك، فقبل أسبوع تقريباً انتجت هذه المؤسسة اغنية خاصة بها اذكر من كلماتها ''رجال الجمارك زنود قوية.. ما تهاب المنيّه قهروا عتمة التهريب..الخ''.

حتى الزراعة لها أغانٍ خاصة ''إيد بتزرع يا فلاح.. ترلم ترلم ترلم يا فلاح''.

هل يوجد أحد ينتج أغاني متعلقة باختصاصات معينة مثلنا؟ لا أظن ذلك! لاحظوا أن هناك أغاني متعلقة بالجبنة أيضاً تستطيع شركة ''ابو الولد'' استعمالها في دعاية تلفزيونية ''خدك يا قرص الجبنة يفطر عليه الصايم بالليل يا عيني بالليل''.. ع الطالع والنازل ننتج أغاني وكل أغنية لها اختصاصها.

ولشدة اهتمامنا بالاختصاص، صار لدينا أغانٍ متعلقة بالمحافظات أتذكر أغنية ''جرش بالمهرة الأصيلة ومعان نخوتنا.. والخير بوجه الطفيلة والكرك مهرة محجلة.. ترلم ترلم ترلم ترلم لولولو لو يش''.

القصة أن أي فنان يستطيع أن ينتج أغنية، وتقوم الإذاعات بتلقفها ويتم بثها.

ولكن في المنخفض الجوي الأخير تبين أنه يوجد لدينا نقص في أغاني الاختصاص، بحيث لم نجد أي أغنية محلية تتحدث عن الثلج، لهذا قمنا باللجوء إلى فيروز وقمنا ببث أغنيتها الشهيرة :''ثلج ثلج ثلج عم بشتي الدنيا ثلج..'' مع أن القصة بسيطة.. فالذي يكتب أغاني تشيد بالوزارات يستطيع أن يرفد المخزون من الأغاني بواحدة عن الثلج.

نستطيع مثلاً أن نستعمل الكلام المكرر ''جانا الثلج.. وشمّرنا عن ايدنا.. وفزعنا وانتخينا.. وفتحنا الشوارع.. ترلم ترلم ترلم''.

المشكلة أن كل الأغاني سواء ذات الاختصاص، والتي تتحدث عن التهريب في الجمارك أو ذات الاطار العام كلها تصب في بوتقة واحدة وكلها تركز على مفهوم واحد.

في بلادنا الأغنية الوطنية دائماً أغنية متعلقة بالجيش، بحكم أنها وسيلة لرفع المعنوية ولبث الحماسة.. ولأن الجيش مؤسسة لها حصانة وحصافة لا يجوز بأن نغني لوزارة أخرى بنفس الاطار أو المصطلحات .. فأغاني الجيش فقط للجيش وحده.

بما أن الساحة صارت مليئة بالأغاني وبما أن كل مؤسسة صارت تنتج أغنيتها الخاصة أنا اقترح أن ننتج أغنية ونكتب : ''الرأي يا دارنا.. عيّت عليها ارجالها''.. ويردد الكورس إجبد، إجبد، إجبد.. ويتم تضمين الأغنية بعبارة ''ورؤوس أقلام يا راسنا'' في اشارة الى مقالة الدكتور فهد الفانك.. ويردد الكورس (ابوك يالموت، أبوك يا لموت ترلم ترلم ترلم ترلم).