عاموس هرئل - هآرتس
على الرغم من أن العملية الانتحارية التي حصلت في ديمونا، بنتائجها، لا يمكن اعتبارها نجاحا عملانيا للمنظمات الارهابية، وعلى الرغم من إعلان حركة حماس بأن الانتحاريين كانوا من ناشطي الحركة في الخليل، إلا أنه ممنوع الوقوع في الخطأ إزاء الرسالة التي تتردد بشدة في أعقابها: النقب الجنوبي تحول الى هدف مفضل للعمليات.
تواجه إسرائيل مشكلة أمنية خطيرة على طول الحدود المُشرعة مع مصر، مشكلة بطول 300 كلم. وعلى الرغم من أن التعاون الأمني مع القاهرة الرامي الى محاولة منع دخول المسلحين من قطاع غزة الى النقب عبر سيناء، يُشكل مفاجأة ايجابية، لكن في غياب سياج يُغلق الحدود بشكل فعال في ضوء الصعوبة المصرية في إغلاق القطاع، يُتوقع موجة من المحاولات الجديدة لتنفيذ عمليات في النقب خلال الاسابيع المقبلة.
بعد اسبوعين على اسقاط السور في محور فيلادلفي برفح، تقف إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية أمام عقدة حقيقية. ذلك أن التطورات التي حصلت في قطاع غزة، تؤثر بطريقة غير مباشرة على الوضع في الضفة الغربية. فحقيقة أن حماس تغلبت على الحصار الإسرائيلي تشجع المنظمات الارهابية في الضفة، التي تحظى في الآونة الأخيرة بمساعدة مثيرة للقلق من جانب ناشطين في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة.
العملية في ديمونا، أوجدت حالاً من الارباك داخل المنظمات نفسها، حيث أعلن عدد من الفصائل داخل القطاع وخارجه، مسؤوليته عن العملية. كما برزت ادعاءات متناقضة بشأن أسماء وأماكن سكن الثنائي الانتحاري. وتفسير هذا الأمر غير مشجع بالنسبة لإسرائيل: يبدو أن بعض المنظمات أرسلت مجموعات لتنفيذ العمليات بشكل متواز في النقب. ومن المحتمل أن لا يكون هناك تواصل دائم بين المنفذين وبين من أرسلهم، ولذلك لا يعرفون ما إذا كان منفذو العمليات من رجالهم. لذلك، إذا لم يكن الأمر يتعلق بمجموعات لم تنجح مصر حتى الآن في اعتراضها، فمغزى ذلك هو أنه سيكون هناك المزيد من المحاولات لتنفيذ عمليات عبر سيناء.
على خلفية العمليات، استمر التوتر بين مصر وبين حماس، بخصوص الحدود في رفح. المصريون لا يُخفون غضبهم على حماس، التي ورطتهم مع إسرائيل، بحسب اعتقادهم، من دون أي داع بسبب اسقاطها للسور في فيلادلفي. والآن، ترفض مصر منح حماس مكانة رسمية على المعبر الحدودي، في ضوء تصرفاتها. أما داخل حماس، فثمة خلاف داخلي بين المستوى السياسي وبين الجناح العسكري. فالعسكريون يعتقدون أنه يتعين مواصلة الأعمال الاستفزازية مقابل مصر، بهدف الضغط على القاهرة للتوصل الى انجازات اضافية في الواقع الجديد الذي نشأ على طول الحدود. في المقابل، يعتقد السياسيون في حماس أنه يتعين الآن تبريد التوتر. ومن شأن تسريع الاتصالات في موضوع صفقة الإفراج عن جلعاد شليط، التأثير على العلاقات بين مصر وبين حماس في هذا الموضوع أيضا.
في أعقاب العملية التي حصلت في ديمونا، تُسمع مجددا وعود حكومية بالنسبة لبناء جدار على الحدود المصرية. الكلفة المقدرة لهذا المشروع قد تصل الى 2 أو 3 مليارات شيقل، أما الموعد المتوقع لإنهائه فبحلول العام 2010 على الأقل. وهذا أيضا توقع متفائل إذا ما فحصنا وضع الجدار في الضفة. فبعد قليل يصادف مرور ستة أعوام على مشروع الجدار هناك، وحتى الان لا تزال توجد عدة ثغرات في ذاك الجدار.
- آخر تحديث :
التعليقات