حامد إبراهيم حامد

بعدما دخل السودان وتشاد في حرب كلامية تبعتها حرب ومحاولة احتلال العاصمة التشادية من جانب متمردين رأت انجامينا أنهم مدعومون من الخرطوم لم يجد الطرفان إلا الدخول في حرب اللاجئين بعدما هددت تشاد بطرد نحو 250 ألف لاجيء سوداني من إقليم دارفور يقيمون في أراضيها.

وجاء التهديد التشادي الذي قابله رد فعل غاضب بسبب ما أسمته الحكومة التشادية بأن اللاجئين السودانيين هم سبب مأساتها مع السودان ولذلك فهي تريد الضغط علي الخرطوم بأسلوب جديد لم تحسب له الخرطوم خاصة وان المجتمع الدولي أيضاً سيدخل في الأمر.

مما لا شك فيه أن قضية اللاجئين السودانيين بتشاد شائكة جداً وان الخرطوم لا تريد فتح هذا الملف خاصة وان المجتمع الدولي يتهمها بالتسبب في لجوء هؤلاء الي تشاد، ولذلك فإن تشاد التي تعرف موقف الضعف لدي الخرطوم تجاه هذه المسألة تريد ايصال رسالة جديدة بأنها ستسبب للخرطوم مصاعب جديدة تفتح ملفاً مسكوتاً عنه من قبل الطرفين.

الصراع السوداني التشادي بدا واضحاً أنه يشمل عدة ميادين عسكرية وسياسية وإقليمية ودولية وأن اللاجئين السودانيين أصبحوا طرفا رئيسياً في هذا الصراع خاصة التهديد التشادي ومن قبل وصول طلائع القوات الأوروبية لشرق تشاد لحمايتهم.

فتشاد تريد أن تقول للعالم ان الخرطوم هي السبب الرئيسي في تأزيم الوضع وأنها هي نفسها ضحية مثلما كان اللاجئون السودانيون ضحية ولكن من المؤسف أن تلجأ تشاد الي التهديد بطرد اللاجئين السودانيين لتصفية صراعها مع الخرطوم.

فهي تعلم جيداً أن هؤلاء اللاجئين لا ذنب لهم في الصراع بين الخرطوم وانجامينا وأنهم ضحية الأزمة فالخرطوم استخدمت الجنجويد لطرد اللاجئين الي تشاد والآن تشاد تحاول طردهم، ولذلك فاللاجئون أصبحوا بين نيران الجنجويد والخرطوم وتهديدات تشاد بعد تطورات الأزمة الأخيرة التي شملت العاصمة التشادية وغرب دارفور في آن واحد.