لندن ـ القدس العربي

اثارت التعزية التي تقدم بها حزب الله الكويتي باستشهاد عماد مغنية جدلا كبيرا في الكويت، فيما وصفتها بعض الصحف الكويتية بـ الاستفزازية .
وقالت صحيفة الوطن الكويتية في صفحتها الاولي الجمعة ان حزب الله الكويتي أقدم علي خطوة استفزازية تخلو من المشاعر الوطنية ولا تراعي مشاعر الكويتيين ولا تأبه بدماء الشهداء التي أريقت .
وكانت قناة المنار الفضائية التابعة لحزب الله اللبناني بثت بيانا ارسله التحالف الاسلامي الوطني في الكويت (حزب الله الكويتي) الشيعي بعنوان بيان من التحالف الاسلامي الوطني بمناسبة استشهاد المجاهد الحاج عماد مغنية ، لكن البيان لم يحمل اي اسماء من حزب الله الكويتي، علما بان له ممثلين في مجلس الأمة الكويتي.
اما صحيفة السياسة الكويتية فقالت في صفحتها الاولي في وقت أجمع فيه السواد الاعظم من الكويتيين علي ان اغتيال المدعو عماد مغنية يعد قصاصا عادلا من ارهابي تطاول علي الكويت عبر اختطافه الطائرة (الجابرية) في العام 1988 اذاعت قناة (المنار) التابعة لحزب الله اللبناني امس استنكارا نسبته الي التحالف الاسلامي الكويتي لما وصفته بجريمة اغتيال مغنية .
وصرحت امس شقيقتان من الاسرة الحاكمة في الكويت، (كانتا علي متن الجابرية اثناء اختطافها)، لصحيفة السياسة ، ان تأبين احد المواطنين الكويتيين لمغنية علي احدي القنوات الفضائية آلمني بشدة وأثار شجوني... نعرف ان للموت حرمة لكن دماء الرجل الذي اغتيل بالامس ليست اعز من دماء شهدائنا، والسؤال هو: هل نسي الكويتيون او تناسوا ذبح اثنين من اخوانهم من دون ان يرف للقتلة جفن او يخفق لهم قلب؟! .
وقالت الشيخة انوار الخالد ان من عاش بالسيف مات بالسيف . واكدت ان كل الكويتيين علي متن (الجابرية) كانوا اسرة واحدة لا فرق بين سني وشيعي.
وكان الشيخ جابر الخالد وزير الداخلية الكويتي أكد ان مقتل عماد مغنية أحد القادة العسكريين في حزب الله اللبناني هو انتقام إلهي ممن قتل الشهيدين عبدالله الخالدي وخالد أيوب ورماهما من الطائرة .
وطبقا لجريدة الرأي الكويتية طالب النائب حسين الحريتي بإعادة النظر مع الحكومات والمنظمات التي أخفت وتسترت علي عماد مغنية طيلة السنوات الماضية، في اشارة واضحة لسورية وايران.
وكانت طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية متجهة من بانكوك الي الكويت وعلي متنها 96 راكبا و15 من افراد الطاقم عندما تعرضت للخطف.
وطالب الخاطفون بان تفرج الكويت عن الياس صعب، وهو الاسم الحركي لمصطفي بدر الدين صهر عماد مغنية، الذي اعتقل في الكويت ضمن مجموعة من 17 شخصا بينهم 12 عراقيا ينتمون لحزب الدعوة الشيعي وخمسة لبنانيين لتورطهم في اعتداءات علي اهداف كويتية وسفارات اجنبية في الكويت.
وشاركت هذه المجموعة في عمليات التفجير التي شهدتها الكويت في كانون الاول (ديسمبر) 1983 واستهدفت السفارتين الامريكية والفرنسية ومنشآت كويتية والتي اسفرت عن مقتل وجرح العشرات.
وفي ايار (مايو) 1985 استهدف تفجير انتحاري موكب امير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح الذي نجا من محاولة اغتياله واصيب بجروح طفيفة في حين قتل اثنان من حراسه.
وبدا هذا الاعتداء الذي اتي في غمرة الحرب الايرانية ـ العراقية وكأنه رد علي الموقف الكويتي الداعم للعراق في هذه الحرب. ولم تتهم الكويت سابقا علانية مغنية بالضلوع في خطف الطائرة.
وكان الخاطفون توجهوا بالطائرة الي مطار مشهد الايراني حيث مكثت ثلاثة ايام ثم حاولوا الهبوط في مطار بيروت ولما منعوا من ذلك هبطوا في مطار لارنكا بقبرص حيث مكثوا خمسة ايام قتلوا خلالها اثنين من الركاب ورموا بجثة احدهم علي مرأي من وسائل الاعلام علي ارض المطار قبل ان تتوجه الطائرة الي الجزائر.
وانتهت الأزمة في الجزائر بعد 16 يوما علي بدئها بافراج الخاطفين عن الرهائن مقابل عدم تعرضهم للمحاكمة.