فهد الفانك
في تركيا أزمة هوية، فهل هي دولة إسلامية شرق أوسطية أم دولة أوروبية غربية. أنظمة الحكم المتعاقبة في تركيا أخذت قرارها بالاتجاه إلى الغرب، وتقديم الطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي اتسع مؤخراً ليشمل معظم دول أوروبا.
دول أوروبا الشرقية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفييتي لم تجد صعوبة كبيرة في الانضمام، أما تركيا فقد اصطدمت بمعارضة عنيدة قادتها بشكل خاص فرنسا، وإلى مدى أقل ألمانيا.
ومع أن المعارضين لانضمام تركيا يطرحون حججاً كثيرة، ويدّعون أن تركيا لم ترتقِ بعد اقتصادياً وسياسياً وديمقراطياً إلى مستوى عضوية الاتحاد، إلا أن كثيرين يعتقدون أن المانع الحقيقي ديني وثقافي بالدرجة الأولى.
أميركا تدعم - نظرياً على الأقـل - انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، ولكنها لا تضغط بهذا الاتجاه. وتركيا لا تتخلى عن إصرارها على الانضمام برغم التحفظات الأوروبية.
ليس معروفاً على وجه الدقة ما إذا كانت تركيا سوف تدير ظهرها للعالم الإسلامي فيما لو أصبحت عضواً في الاتحاد الأوروبي، ولكن الأرجح أنها ستحاول أن تجمع بين الوجهين الشرقي والغربي، لتكون همزة الوصل بين عالمين، وجسراً يربط بينهما. لكن من المؤكد أن يصبح الوجه الغربي لتركيا غالباً، لأن عضوية الاتحاد لها شروط وعليها التزامات سلوكية، في حين أن عضوية العالم الإسلامي لا تفرض شروطاً أو التزامات، أي أن تركيا تستطيع أن تكسب الغرب دون أن تخسر الشرق.
الإدارة الأميركية تنصح الأوروبيين بأن لا يغلقوا الباب على قبول تركيا، وأن يستأنفوا التفاوض معها، فهناك 35 جزئية على تركيا أن تلبيها لتستحق العضوية، وهي لا تلبي حالياً سوى واحدة منها، وبالتالي فإن التفاوض يمكن أن يستمر من عشر إلى اثنتي عشرة سنة على الأقل قبل أن تصبح تركيا جاهزة ومؤهلة لعضوية الاتحاد التي تتطلب إجماعاً على القبول.
هناك إضافة هامة، وهي أن تركيا -إذا استطاعت- أن تقوم بجميع الإصلاحات المطلوبة، وأن تلبي جميع شروط ومتطلبات الاتحاد الأوروبي، فربما لن يبقى لها مصلحة في الانضمام.
سؤال: هل لنا نحن العرب مصلحة في أن نرى تركيا عضواً في الاتحاد الأوروبي لتمثل أوروبا تجاهنا وتمثلنا تجاه أوروبا، أم أن انضمامها يشكل خسارة لنا؟.
التعليقات