زهير ماجد

يخير الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة حماس بين الحصار وبين الصواريخ. تصبح جملة من هذا النوع مستوحاة من رأي آخر لم ينفذ ايا من الاتفاقات سواء اتعبته الصواريخ التي تبدو كلعب الاطفال او توقفت. قد يحمل الرئيس عباس الفكرة الى دمشق ان هو قرر الحضور ايضا في مؤتمر القمة. كل الاشكالات التي لاحل لها ستنصب في رأس تلك القمة ، من تلك التي تتردد في كل قمة منذ زمن بعيد او تلك الناشئة حديثا ، كمثل الازمة اللبنانية التي تهدد القمة بعد الحديث العلني حول دور سوريا في تلك الازمة المستعصية على الحل .
الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى استنفذ تماما كل الامكانيات المتاحة لانجاح المبادرة العربية ، وهو عبر عن عجزه مؤخرا حين ادار وجهة نظره الى كون الازمة اقليمية بمعناها الكامل. وهنا تكمن الازمة الجديدة : فرقاء يريدون حلا لازمة لبنان قبل القمة كي يتمكنوا من الحضور ، وهم أسسوا حضورهم عليه ، وآخرون يمكن لهم مناقشة الازمة اثناء اعمال القمة فلربما تمكنت الاراء المجتمعة من ايجاد شرخ في المناخ السائد.
الذين يريدون انتخاب رئيس لبناني قبل القمة يحاولون الايحاء بان هذا الترتيب فيما لو حصل سيهديء من روع المسؤولين عن حل لازمة لبنان ، ففي الازمة اللبنانية يكمن الخطر على الوضع العربي برمته كما اكد عمرو موسى اكثر من مرة ، اي ان الحل في لبنان يؤدي الى استقرار الوضع العربي او انفجاره اذا لم يحصل العكس . وعليه فان من يتبنى هذه المقولة يحتاط سلفا بعدم الحضور الى دمشق التي من جهتها تتمنى انتخاب رئيس لبناني قبل القمة كي يتأكد الحضور العربي العريض ومن خلاله يمكن لهذه القمة ان ترتاح من عبء كبير قابل لتفجيرها ان هي وصلت الى القمة دون حل.
قبل شهر على القمة تتحرك العاصمة السورية وكأن مايدور من نقاشات لايعنيها .. يحضر الرئيس المصري حسني مبارك الى كل من السعودية والبحرين ومنها يطلق التحذير في ابلغ رسالة تؤكد ان حضوره والسعودية لن يحصل قبل انتخاب رئيس يمثل لبنان فيها .. اذ ليس من الجائز ان لايحضر لبنان على الاطلاق وان تظل كرسيه شاغرة امام أعين العرب وكأنهم لايملكون القدرة على الربط والحل في ازمة يساهم بعضهم فيها او انهم لايملكون القدرة على افهام المسؤول الاميركي بضرورة الحل العربي وتشجيعه.
البال مشغول بتلك الازمة التي ترواح مكانها ، حتى ان القضية الفلسطينة وهي الاصعب لم تنل تلك المكانة من الحوار حتى في ظل الانقسام الحاد الذي يطال اطرافها وخاصة بين حماس وفتح . فما يجري عند الاخوة الفلسطينيين ليس بالهين ايضا ، ولم ينبر حتى الآن اي مسؤول عربي لاعتبار مشكلتها مأزقا امام حضور القمة كما هو الحال مع الازمة اللبنانية.
تبدو تلك القمة اذن من اصعب القمم العربية واكثرها ترجيحا في انتفاء حضور لدول عربية فاعلة . بعض الاصوات رجحت ان القمة لن تقام في دمشق ، بل هي اسقطت تماما امكانية الانعقاد واتبعت رأيها بامكانية قيام قمتين ، الاولى في سوريا في موعدها المحدد وبمن حضر ، والثانية في مصر على سبيل المثال وبحضور من سيحضر.
القمة مهددة في كل الاحوال ، وحالها هذا العالم لاينبيء بالخير قبل ان تباشر اعمالها . هل ينجح اللبنانيون في ترتيبها عبر ايجاد المخرج الكامن في تفجيرها وهو انتخاب رئيس ومن ثم تسوية شاملة لما تبقى من ازمات . أغلب الظن انها لن تحصل !