تحركات البوارج والتهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله تبدأ بتفريغ جنوب لبنان
بيروت - حسن عبدالله
دخل قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان على خط التطورات العسكرية والسياسية بشكل بارز أمس حيث استدعى أركان القيادة وكبار ضباطها وقادة الوحدات الكبرى ووضعهم بصورة التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، والمجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتحركات العسكرية ذات الطابع الإقليمي والدولي وأعطاهم التوجيهات اللازمة.
ودعا العماد سليمان القادة إلىquot; تأمين الجهوزية العالية لوحداتهم لمواجهة كل الاحتمالات المرتقبة، ولاسيما الدفاع عن الأرض جنوبا, واستكمال مهمات حفظ الأمن والاستقرار الداخلي, لافتا إلى أن واجبهم الأساس هو منع العدو الإسرائيلي من احتلال الأراضي اللبنانية أو محاولة استخدامها كممر للاعتداء على الأشقاء العربquot;, مؤكدا quot;إصرار الجيش وإلى جانبه الشعب والمقاومة على التصدي لأي عدوان إسرائيلي جديد بكل الإمكانات والوسائل المتوافرة, فالدفاع عن الأرض هو حق مقدس كرسته المواثيق والشرائع الدولية، وهو أولوية وطنية تستحق من الجميع توحيد الطاقات وتضافر الجهود, جازما ألا تراجع أمام العدو إذا قرر احتلال الجنوب, لأن التخلي عن هذه المنطقة يعني التخلي عن لبنان بأسرهquot;.
ودعا قائد الجيش إلى طي صفحة الماضي في لبنان وتناسي الخلافات والوقوف صفا واحدا للتغلب على كل التحديات والمخاطر المحدقة بالوطنquot;.
وقد تزامنت تصريحات سليمان مع تصاعد التوتر والقلق في أوساط الشعب اللبناني بسبب التحركات العسكرية الأمريكية في البحر المتوسط والتهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله. وانعكس ذلك في كامل منطقة الجنوب حيث بدأ السكان في القرى المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة بالاستعداد لحصول تطورات عسكرية. ورصدت quot;الوطنquot; حركة نزوح نسبية لمئات العائلات باتجاه شمال الجنوب خصوصا إلى صيدا وقراها حيث عمل العديد من العائلات على استئجار شقق سكنية لاستخدامها في حال انفجار الوضع العسكري.
ورصدت اتصالات بين عائلات مقيمة في القرى الحدودية وأبنائها في بيروت بهدف تأمين مساكن في حال الضرورة.
من جهة ثانية يبدأ منسق السياسة الخارجة والأمن في الاتحاد الأوروبي خافير سولانا الذي بدأ زيارة إلى المنطقة أمس محادثات في بيروت مع المسؤولين الرسميين والشخصيات السياسية فيما وصف بأنها زيارة استطلاعية كان قد أشار إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل أيام ووضعها في إطار بداية مبادرة ستتبلور في حال فشل المبادرة العربية.
وقد شرح الرئيس بري أمس للسفراء العرب في لبنان برئاسة عميد السلك الدبلوماسي العربي سفير دولة الإمارات محمد السويدي، التطورات وتفاصيل ما جرى بخصوص المبادرة العربية والأزمة اللبنانية حتى الآن.
وقال السويدي بعد اللقاء إن quot;المبادرة العربية بحمد الله ما زالت مستمرة وأملنا كبير بشأنها، وهذا كلام سمعناه من الموالاة والمعارضة، والجميع يصر على المبادرة العربية. واليوم خلال اللقاء مع دولة الرئيس بري كان متفائلا كثيرا، وإن شاء الله يكون هناك انتخاب رئيس للبنان في 11 مارس الجاريquot;.
وحول التحرك الحربي البحري للولايات المتحدة الأمريكية دعا رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط quot; بعض الحلفاء الذين قد يكونون ارتبكوا في مكان ما في موضوع بارجة لا تقدم ولا تؤخر في موازين القوى إلى عدم الخجلquot;، وقالquot; لقد وقف المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية والرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك وأوروبا ودول الاعتدال العربي إلى جانب استقلال لبنان وساعدوه على الخروج العسكري السوري وقيام المحكمة الدولية. ولا يزال هذا المجتمع يقف بحزم إلى جانب لبنان في قضاياه المحقةquot;.
واعتبر quot;أن البارجة الأمريكية لا تقدم ولا تؤخر في موازين القوىquot;، وتساءل: هل نسق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مع حليفه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قبل زيارة العراق بالحماية الأمريكية ؟ وهل سبق للرئيس السوري بشار الأسد أن نسق أيضا مع حليفه أو أداته نصرالله أثناء فتحه لقنوات التفاوض السري مع إسرائيل خلال حرب تموز؟quot;.
أما حزب الله فقد واصل حملته على الأكثرية حيث اعتبر مسؤول العلاقات الدولية في الحزب نواف الموسوي، أن الأساطيل الأمريكية، قبالة الشواطئ اللبنانية، quot;إذا أريد منها رفع معنويات من هم في الداخل، فهو دليل على ضعفهم.
وإذا كان المطلوب تشجيعهم على خطوة الانتخاب بالنصف زائدا واحدا، فإن وجود هذه الأساطيل لا يقدم ولا يؤخر في القرار الثابت للمعارضة، ونعتبر ذلك مساويا لانتحار القوى السياسية التي تراهن على التدخل الأمريكيquot;.
على صعيد آخر ناشد وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ المملكة العربية السعودية أن تأخذ في الاعتبار العاطفة التي يكنها الشعب اللبناني تجاهها قبل اتخاذ خطوات متعلقة برعاياها في لبنان لئلا يعمد البعض إلى إعطاء ذلك تفسيرات سياسية في غير محلها.
وقالquot; نحن نتفهم أن القرار بهذا الشأن هو قرار سيادي سعودي، غير أن واجبنا وأرادتنا هما أن نؤكد على حرصنا على أمن السعوديين في لبنان ورغبتنا باستمرار وجودهم في لبنان آمنين مطمئنينquot;.
واعتبر أن quot;سلامة أعضاء البعثة الدبلوماسية السعودية ومواطنيها هي أمانة في أعناق لبنان ترعاها الأنظمة والقوانين وترعاها الأخوة العربية والعلاقات الوثيقة التي تربطنا بالسعودية.
- آخر تحديث :
التعليقات