عبدالعزيز السويد

ربما تصلك رسائل من طريق البريد الإلكتروني أو حتى الهاتف الجوال، تدعوك وتحضك على المشاركة في التصويت في ذلك الموقع الإنترنتي أو ذاك، نصرة للنبي الكريم - عليه وآله أفضل الصلاة والسلام - أو لإقفال غرفة محادثة تحاول الإساءة للإسلام، أو لوضع الإسلام والمسلمين في الصدارة من طريق كثرة أعداد المصوتين.

تحثك هذه الرسائل، التي يتولى بعض الإخوة المتحمسين من دون تدبر، إرسالها بالكوم مذيلة بعبارات منها: laquo;انشر تؤجرraquo;، laquo;لا تدعها تتوقف عندكraquo;، laquo;لا تبخل بصوتكraquo;، laquo;نبيك بحاجة إلى نصرتكraquo;، laquo;من ذمتي لذمتكraquo;... وغيرها الكثير من أنواع مطالبتك بالحضور الافتراضي والمشاركة في موقع أو صحيفة أو قناة فضائية تضع مشهداً فيه محاولة للإساءة للإسلام أو العرب وقضاياهم.

زخم يظن معه البعض أن صوته هو المرجِّح وان العالم ينتظره مترقباً سماع الصوت حتى تميل كفة الميزان، وان هذا الترجيح فيه كل الفائدة أو معظمها، بل قد يفكر البعض بأن في تلك المشاركة إبراء للذمة! فتنشط الدورة الدموية وتضخ في الجسد كمية معتبرة من الأدرينالين وتجد أن صوتك غير كاف، فتبحث عن أصوات مبحوحة إضافية... قائلاً: laquo;ربع تعاونوا ما ذلّواraquo;.. أرسل!

الموقِّع أدناه يقترح عليك laquo;ويترجاكraquo; ألا تصوت، بل يطالبك بألا تزور هذه المواقع ولا ترد على تلك الرسائل أو تنقلها لأحد آخر، صندوق المهملات لديك في حالة عطش دعه يرتوي، افعل خيراً بعدم ضغط روابط تلك المواقع وإضافة رقم زيارة لها أو التعليق عليها اعتراضاً أو سباً، لأن في ذلك نجاحاً لمن شيدها ويعمل عليها.

كفانا استلاباً، مثل الدمى يحرك كثير منا بخيوط من بعيد.

دعهم يضعون ما يريدون بالصورة التي يرغبونها فما دخلك، هل أنت موكل من الله تعالى على خلقه، قبل أن تفعل شيئاً فكر في مقدار حظك من الفطنة والكياسة، وهل laquo;طرت في العجةraquo;.

من حيث لا يعلم المتحمسون يقومون بسذاجة فريدة بدعم هذه الممارسات وجلب الجمهور لتلك المواقع، يتحولون إلى موظفين بالمجان ضد قضاياهم، فيصفق أصحابها وهم يقهقهون ساخرين منهم.

عندما تصلك مثل هذه الدعوات، أقترح بل اطلب منك laquo;الله يرحم والديكraquo; أن laquo;تطنشraquo;، اهمل الأمر، لك أن تعتبره بركة مياه قذرة لا تلتفت إليها بل تضع على انفك اللثام وتصرف نظرك بعيداً. حتى لا تصبح رقماً في مجموعات المضحوك عليهم، ومساهماً من حيث لا تدري في إنجاح من يكرهك، إنه هو نفسه الذي يراك laquo;مغفلاً بنمرة واستمارةraquo;.