تركي بن عبدالله السديري

في جريدة الحياة يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، نُشر تصريح لوزيرة الداخلية البريطانية جاكي سميث في أثناء زيارة قامت بها لباكستان، قالت فيه: إن عدد المسلمين في بلادها يصل إلى المليونين، وشددت على الموقف الجديد لحكومة بلادها الذي يذهب إلى رفض عبارات من قبيل quot;الإرهاب الإسلاميquot;، وقالت: لا مكان للإرهاب في الفكر الإسلامي، ولا في تعاليم الإسلام وتقاليده، إن quot;الإرهابquot; نقيض كل شيء يدعو إليه الإسلام، السلام والتسامح وطاعة الربquot;.
وقالت: quot;إن الأيديولوجية التي يروجها الإرهابيون هي إعادة كتابة شريرة للتاريخ والسياسة، وقراءة خاطئة لدين عظيمquot;. هذا المنطق الراقي من وزيرة دولة متقدمة علمياً وثقافياً وقدرة سلاح من أي دولة إسلامية.. تعلن الحقيقة عن قناعات ووعي، وليس عن خوف، ويستحسن أن يتوقف عنده من يتصورون أن إشعال الحروب الكلامية والاغتيالات وتفجيرات الغدر، وسائل لرفع كلمة الإسلام..

هذه الديانة التي فاقت أعدادها المليار، الذين يتزايدون وخصوصاً في شعوب العالم الثالث.. لو رشد من يتحدثون باسمها في الوصول إلى حالات الوعي العقلانية لتمكنوا من نشر مفاهيمها ووسطيتها وتسامحها، ولكان الاندفاع إليها موجوداً بشكل ملحوظ في الدول المتقدمة علمياً..

الصورة النموذجية عن الإسلام، الذي أبعد الوسطاء في الديانات الأخرى ما بين الإنسان والرب، غير مطروحة بشكل كاف داخل المجتمعات العلمية، بل مع الأسف كان بعض من عرفوا بالدعاة الإسلاميين في تلك المجتمعات ذوي آثار سلبية عليه، حيث كانوا يباشرون الدعوة ضد المسيحية أكثر مما كانوا يباشرونها لإيجابيات الإسلام، الذي يكفيه أنه بالرغم من كل حروب الإرهاب وتجاوزات بعض الأشقياء في دول أوروبية، قد احتفظ بأهميته التاريخية، وقدرة الاطلاع على تميزه العقائدي والإنساني عند ذوي القراءات الواعية، الذين نشرنا قبل عصر ابن لادن في كثير من مدنهم مراكز إسلامية لم تواجه بالمعارضة ولا بالتعطيل.

وأذكر كلمة مضيئة لسمو الأمير سلمان عند افتتاح أحد المراكز حين قال: نفتتح هذا المركز والإسلام يقول: (إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)..

هكذا هو موضوع الإسلام في جذب الثقافات، البريء تماماً من سقطات الإنغلاق الحاضن للإرهاب..