تركي الدخيل
مشكلة الكثير من زعامات العالم، وهكذا الكثير من مثقفي العالم أنه يسعى لإصلاح العالم، في الوقت الذي يعتري منزله العيوب، وعندما أتحدث عن المنزل فأنا أتكلم عن العائلة وعن البيت على حد سواء.
ففي الوقت الذي يهدد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد باستمرار بأنه سيزيل إسرائيل يقبع المواطن الإيراني تحت خط الفقر، وهذا ما تنبه له بالأمس رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي عندما انتقد تصريحات الرئيس الإيراني نجاد بأن لديه مهمة عالمية لتغيير النهج العالمي في الحكومة العالمية. وقال الأفضل لنجاد الاهتمام بأسعار quot;الطماطمquot; وحل معضلة السكن في بلاده بدلا من الخوض في موضوعات تزيد الطين بلة.
عندما تخلت أوروبا عن العالم الآخر، واهتمت بالداخل، تعليماً وتنمية وبناء، وركّزت على الإنسان، تحولت إلى عالم متقدم، يحقق للفرد دخلاً مرتفعاً وحياة كريمة، تقوم على حفظ حقوقه، وتعمل على رفع مستواه المعيشي.
إن مشكلة الذين يرغبون في تصدير إيديلوجياتهم أنهم ينشغلون بتسفير أفكارهم، وفي ظل ذلك ينشغلون عن بيوتهم الصغيرة والكبيرة، ويغفلون أو يتغافلون عن السوس وهو ينخر في داخل هذه البيوت.
الحقيقة أن تصريحات مساعد القائد العام للجيش الإيراني العميد رضا أشتياني بأن إيران ستزيل إسرائيل من الوجود إذا أقدمت على التحرش بها، مستذكرا تهديدات سابقة لنجاد quot;بأن لدى طهران أسبابا كثيرة تدفعها لحذف إسرائيل من الوجود فيما لو قام الكيان الصهيوني بأي إجراء عسكري ضدهاquot;، تدعو إلى الضحك، وتذكرنا بالتصريحات التي كان محمود سعيد الصحاف يطلقها على العلوج إبان الحرب على العراق.
وهكذا تبقى الأنظمة الشمولية تجيد الحديث وإطلاق التصريحات الرنانة التي تبث الطمأنينة في نفس المواطن الذي يبيت جائعاً، وربما عارياً أيضاً!
التعليقات