ldquo;الداخليةrdquo; تلاحق مشتري الأصوات الانتخابية وبائعيها
الكويت - محمد العجمي
أغلقت الإدارة العامة لشؤون الانتخابات التي تجرى في 17 مايو/أيار المقبل أبوابها، أمس، أمام الراغبين في الترشح لنيل عضوية مجلس الأمة (البرلمان)، على 380 مرشحاً بينهم 28 امرأة، لتبدأ اليوم واحدة من أعنف المعارك الانتخابية في تاريخ الكويت، بسبب الأجواء السياسية التي احاطت بها بدءا من حل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد للبرلمان اثر وضع الوزراء استقالتهم رهن تصرف رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، وانتهاء بإجرائها للمرة الأولى وفق نظام الدوائر الخمس، مروراً بارتفاع دد الناخبين إلى 361 ألف ناخب وناخبة منهم نحو 200 امرأة يمثلن نسبة 55% يستطعن إحداث انقلاب في الحياة السياسية.
وحظي اليوم الأخير من الترشيح بعدة مفاجآت أولاها تقدم 55 مرشحا بينهم 7 سيدات أوراق ترشيحهم، وهو الرقم الأكبر منذ بدء فتح باب الترشيح، وثانيتها كسر النائب السابق ومرشح الدائرة الخامسة جمعان العازمي لنتائج الانتخابات الفرعية لقبيلة العوازم التي ينتمي اليها بتقديم اوراق ترشيحه، وهو ما دعا الحركة الدستورية الإسلامية (الاخوان المسلمون) إلى الإسراع في نفي تأييدها للعازمي، وأكدت على لسان المتحدث الرسمي باسمها ان ldquo;العازمي ليس من بين مرشحيها الثمانيةrdquo;، وطالبته بسحب أوراق ترشيحه فوراً، إذا كان يرغب في استمرار العلاقة السياسية مع الحركة.
المفاجأة الثالثة تمثلت في كسر اثنين من المرشحين للأعراف الانتخابية، إذ قدم المرشح فهد منيف العجمي المقيم في منطقة الصباحية والمنتمي إلى قبيلة العجمان أوراق ترشيحه في ldquo;الثانيةrdquo; ليكسر كما قال جدار العزلة بين ابناء الكويت، وهو ما فعله بشكل عكسي مرشح ldquo;الرابعةrdquo; حسين عبد الرضا، معتبرا ترشحه في دائرة قبلية رغم كونه حضريا إجراء سيقلب الموازين.
وبدأت أمس خريطة التحالفات في التبلور، وكشفت مصادر مطلعة لrdquo;الخليجrdquo; عن دعوة وجهتها مرشحة ldquo;الثالثةrdquo; الدكتورة رولا دشتي للاثنتي عشرة مرشحة في الدائرة لاجتماع تنسيقي للاتفاق من خلاله على قائمة واحدة تمنع تشتت الأصوات وتضمن في الوقت نفسه نجاح بعض السيدات، وأوضحت أن النائب السابق ومرشح ldquo;الثالثةrdquo; الدكتور وليد الطبطبائي أكد لعدد كبير من مرشحي الدائرة خاصة زعيم المعارضة أحمد السعدون، والإسلامي المستقل عادل الصرعاوي عدم تحالفه مع مرشحي السلف والاخوان على حسابهم، مؤكدا أن باب التحالفات لايزال مفتوحا، مشيرة إلى رفض الطبطبائي فكرة القائمة المغلقة التي يريدها الاخوان والسلف بإعلان تحالف 4 مرشحين، وهو العدد المتاح للناخبين اختياره، لافتة إلى أن القائمة المغلقة سلاح ذو حدين ويمكنها إسقاط القائمة بأكملها عكس القائمة المفتوحة التي تفتح باب التنسيق حتى يوم الاقتراع.
وتعطي القراءة الاولية في اسماء وتوجهات المرشحين بعض المؤشرات، أولها أن نسبة التغيير في المجلس الجديد كانت 24% قبل بداية المعركة، إذ امتنع 12 نائباً سابقاً من أصل 50 عن تقديم أوراق ترشيحهم، نصفهم لعدم رغبتهم في إعادة التجربة وهم مشاري العنجري، أحمد باقر، صالح الفضالة، طلال العيار، وليد العصيمي، أحمد الشحومي، والستة الآخرون لسقوطهم في الانتخابات الفرعية التي أجرتها قبائلهم وهم وزير التجارة والصناعة السابق فلاح الهاجري، والنواب السابقون مبارك الخرينج، مزعل النمران، خالد العدوة، غانم اللميع، سعد الشريع.
وبقراءة الأرقام نجد أن الدائرة الرابعة احتلت المركز الاول في أعداد المرشحين ب 98 مرشحا بينهم 5 نساء، وتأتي الدائرة الاولى في المرتبة الثانية ب 84 مرشحا بينهم 4 نساء، فيما تحتل الدائرة الخامسة المركز الثالث ب 74 مرشحا بينهم 4 نساء، وتأتي الدائرة الثالثة في المركز الرابع ب 65 مرشحاً من بينهم 12 سيدة، وجاءت الدائرة الثانية في المركز الخامس والاخير ب 59 مرشحا بينهم 3 نساء.
وعلى صعيد التطورات الأمنية المرتبطة بالانتخابات، تمكنت المباحث الجنائية أمس من ضبط مدير حملة نائب سابق ومرشح حالي في الدائرة الخامسة والمتهم بالتوسط في عميلة شراء الأصوات، ومن المتوقع عرضه اليوم على النيابة العامة، التي بدأت في استدعاء 226 رجلا وسيدة من ناخبي الدائرة الثالثة للتحقيق معهم بتهمة بيع أصواتهم لنائب سابق ومرشح حالي سبق اتهامه بالتهمة نفسها في انتخابات العام ،2006 والتي نفاها في بيان ترشيحه مؤكدا أنها فرية وشائعة يروجها ضده منافسوه، داعيا إلى التكاتف لتفويت الفرصة على من اسماهم مثيري الفتن.
وأبلغت مصادر أمنية ldquo;الخليجrdquo; أن أجهزة الأمن تتابع عن كثب كل محاولات شراء الاصوات، داعية الموطنين إلى الابلاغ عن أية محاولة لشراء أصواتهم، موضحة أن خطة شاملة وضعت لهذا الغرض لضمان نقاء العملية الانتخابية، مشيرة إلى رصدها طرقاً جديدة للتحايل على القانون في هذا الصدد بتسديد مبلغ الرشوة في صورة هدية ldquo;عينيةrdquo; زواج أو تسديد اي دين على من يوافق على بيع صوته، لافتة إلى أن الأجهزة المختصة ستطلب كشفا مفصلا من البنوك بكل من سدد قرضه دفعة واحدة خاصة الذين كانوا متعثرين لمعرفة مصدر السداد. وكشفت عن قيام الوسيط في عملية البيع بحجز أصل جنسية الناخب مع قسمه على المصحف الشريف للتصويت لصالح هذا المرشح، وذكرت ان قيمة البيع ارتفعت، لأن كل ناخب أصبح من حقه اختيار 4 مرشحين وبالتالي فإنه يبيع صوته 4 مرات.
وقالت إن بورصة شراء الأصوات بدأت تتراوح الآن بين ألف و1500 دينار، متوقعة ان تتجاوز مبلغ ال 3 آلاف دينار يوم الاقتراع، لكنها شددت على أن محاولات تشويه صورة الديمقراطية الكويتية ومخالفة القانون سوف تواجه بكل حزم.
- آخر تحديث :
التعليقات