تركي الدخيل
أمس اتصل بي أخي عبدالعزيز الشريان ليحدثني عن أناس يعرفهم انتقدوا مقطعاً من مقالتي بالأمس quot;جيل صالح... لا سعيد صالح!quot;، قلت فيه: quot;وفي تقديري أن هذين الدليلين لا يرتقيان إلى رفض الفكرة التي أرى أنها ضرورة للجم فكرة التفريخ...quot;.
موضوع زاويتي بالأمس ليس مقالنا، بل اعتراضُ المعترضين على أني قلت إن الدليل لا يرتقي للرد على قضية ما، أو رفضها. وقد تشبث المعترضون بخلاف لفظي، إذ قالوا: كيف يقول هذا أن الدليل، وهو من كتاب الله، أو من سنة نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، لا يرتقي!
قلت لأخي وصديقي عبدالعزيز، إن هؤلاء كمن يقرأ قول الله تعالى: (ولا تقربوا الصلاة)... ويقف عند هذا الحد!
لقد درج المتناظرون ومن يخوضون في خضم المعارك الجدلية، وما أكثرها في تأريخ الإسلام، على أن يقولوا بأن هذا الدليل الذي استخدمته يا معارضي، لا يرتقي لمستوى الرد على فكرتي، ولا يعني هذا بحال، أن الدليل غير راق، ولا التقليل من مستوى الأدلة، معاذ الله.
إن أسهل قصة يمكن أن تسيئ إلى شخص ما أن تبيت النية للإساءة له، قبل تلقي كلامه، أو قراءة مقاله، ثم تنتقي بشكل مبتسر ما لا علاقة له بما قبله، ولا بما بعده، في سياقات الانتقاد، وربما التشهير.
أعود لأتحدث عن قضية مهمة، في سياق حديثي هذا، فأنا لا أنتصر لقصة شخصية، بل أتعامل مع حالات عامة من خلال قصص فردية، وبالتالي فالحديث عن هذه المشكلة، حديث عن أشبه ما يكون بالظاهر، لكثرة تكراره، وانتظام تعدده!
على الصعيد الشخصي، اعتدت على أن أتلقى السهام، حتى تتكسر النصال على النصال، بل لقد بدأت أستغرب، إن لم يُثر بعض أنصار التهييج، ومؤيدي بث الفرقاعات، شيئاً من ضجيج هنا، وبعضٌ من جلبة هناك، لدرجة أن أراجع ما أقدمه من جديد.
لدرجة أن البعض ظن لمستوى الضجيج المتكاثر أن العبد الفقير إلى الله يسعى لجلب هذه الإثارة.
والصحيح أني مؤمن بأن الإعلام الذي يفتقد الإثارة، إعلام سامج، لكن الإثارة في الإعلام لا يجب أن تزيد على مستوى الملح في الطعام، وكما أن الأصحاء لا يتوقون إلى تناول الطعام سامجاً، فإن العقلاء لا يفضلون طعاماً يزيد الملح فيه على الطبيعي، أعاذنا الله وإياكم من الطعام السامج، ومن الملح الزائد!
التعليقات